الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أم الزوج مؤذية ..فكيف نتعامل معها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل يجب علي أداء حقوق أم الزوج إذا كانت أم الزوج تخبب ابنها ومؤذية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.

قد أحسنت حين توجهت بالسؤال لمن يعينك على فهم الأمور على حقيقتها، ومعرفة ما الذي يجب عليك فعله، وما الذي لا يجب، هذا من رجاحة عقلك، نسأل الله تعالى أن يجعل عقلك هذا سببًا لتدبر الأمور، وإحسان التصرف فيها بما يرجع عليك بالخير وعلى أسرتك الصغيرة بالدوام والاستقرار والثبات.

ونوصيك بأن تتعاملي مع زوجك وأهل زوجك بالإيثار، والفضل والزيادة، فإن الله سبحانه وتعالى يأمر بالعدل والإحسان، كما قال سبحانه في كتابه الكريم: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان)، والعدل هو أداء الحقوق الواجبة، والإحسان الزيادة عليها بأنواع من الفضل، والناس مراتبهم عند الله سبحانه وتعالى بحسب إحسانهم، وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعباده.

وخير من تتعاملين معه بالفضل والإحسان زوجك ودائرتك الضيقة المقربة منك، ومنهم أهل زوجك، خصوصًا الوالدين منهم، فإنهم آباء وأمهات لأبنائك وبناتك، وأم زوجك بالنسبة لأولادك كمنزلتك أنت عندهم، فهي أمهم أيضًا لأنها أم أبيهم، وأبو زوجك هو أب لأبنائك وبناتك لأنه أب لأبيهم، فالأجداد والجدات هم آباء وأمهات، ومن المعلوم أن هذه العلاقة ينبغي أن تسقى بأنواع من الإحسان المتبادل حتى تزهر محبة ووئاماً وترابطاً.

وإذا حصل أن كانت أم زوجك مسيئة في بعض تصرفاتها، فينبغي أنت أن تكوني عاقلة بالقدر الكافي، صابرة بما يدفع هذه الإساءة ويديم أسباب الألفة والمودة داخل الأسرة، وبهذا التكافؤ والتعادل بين مواقف المختلفين تحفظ الأسر وتدوم المودة، أما إذا قابل كل واحد منا الآخر بمثل تصرفاته، فإننا وإن تجنبنا الوقوع في الإثم من حيث عدم التقصير في الواجبات، لكن بلا شك سنخسر كثيرًا كان بإمكاننا الحفاظ عليه.

وقد أرشدنا الله تعالى في كتابه الكريم إلى المعاملة بالحسنى لمن نبغضه ونكرهه لنكسر من حدة هذه الكراهية والبغضاء، فقال سبحانه: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)؛ ولذلك ننصحك بأن تقابلي أم زوجك بالإحسان ما استطعت إلى ذلك سبيلًا، ونحن ندرك أن في الصبر على ذلك مشقة، ولكن الأمر كما قال الشاعر:

والصبر مثل اسمه مرٌ مذاقته.. لكن عواقبه أحلى من العسل

وحاولي أن تحسني إلى أم زوجك بقدر استطاعتك، وتحتسبي أجرك عند الله تعالى، وأنك تفعلين بذلك شيئًا يحبه الله، ويكون سببًا لتماسك أسرتك وبقاء الصلات موصولة، وتعودي أبناءك وبناتك على صلة الرحم، والمحبة لمن حولهم، وبذلك تحفظين مستقبلهم، وتحفظين زوجك وأسرتك وسيعينك الله تعالى على ذلك وييسره لك.

وهذا كله من باب الإحسان والفضل والعمل الصالح الذي يحبه الله تعالى ويجزي صاحبه به، فإنه سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملا، أما الحقوق والواجبات فأم الزوج ليس لها حق واجب على زوجة الابن، والواجب عليها أن تطيع زوجها وأن تقوم بخدمته بما تعارف عليه الناس، أما أقارب الزوج سواء الوالدين أو غيرهم فليس لهم حق زائد على الحقوق العامة كحق القرابات وحق الجوار وحق الإسلام، فهذه الحقوق يجب الوفاء بها.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً