السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
تقبل الله منا ومنكم، وجزاكم خير الجزاء على هذه الخدمات المتنوعة النافعة.
وأود أن أسأل المستشار الطبي عن أمر زوجتي، فهي مصابة بتضخم الغدة الدرقية منذ سبع سنوات، وكلما يذكر الطبيب أنها برئت ثم تلد مولودا وترضعه يعاودها المرض في الأشهر الأولى من الرضاعة ثم يأمرها الأطباء باستعمال علاج الغدة وإيقاف الرضاع عن الرضيع.
وزوجتي ولدت الآن مولودا جديدا فأود أن تعطونا نصائح وقائية تقي من عودة المرض.
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
رسالتك يا -أخي الفاضل- لا تحتوي على المعلومات الكافية عن حالة زوجتك، وما استطعت أن أستنتجه من خلال وصفك هو أن زوجتك تعاني من حالة تضخم في الغدة الدرقية أدت إلى زيادة نشاطها وإفرازها للهرمون.
وأكثر الحالات التي تسبب ضخامة مع فرط أو زيادة في نشاط الغدة الدرقية هي بسبب مرض اسمه (مرض غريف) وهو مرض يحدث معه أن ينتج الجسم أجساما مناعية تزيد من حث وتحريض الغدة الدرقية على إفراز الهرمون الخاص بها والذي يعطي أعراضا مختلفة في الجسم.
والحقيقة هي أن المرض قد يتحسن في شهور الحمل خاصة الشهور المبكرة، وقد يتم إيقاف العلاج ويقال للمريضة بأن الحالة مستقرة بدون أدوية ولكنها لم تشف من المرض، وذلك لأن الحمل يجعل جسم السيدة في حالة من الخمول مناعيا حتى يتقبل جسمها الجنين ولا يرفضه (والذي هو أصلا نصف مورثاته أو جيناته غريبة عن جسمها) لذلك فإن بعض الأمراض التي لها علاقة بالمناعة قد تتحسن - ولكن لا تشفى - عند السيدة الحامل، ولكن وبعد الولادة تعود وتشتد ثانية ويبدو أن هذا الأمر هو الذي يحدث عند زوجتك فهي لم تشف تماما ولكن المرض خمل أو هجع بتأثير الحمل وهرموناته (أو حتى أحيانا بدون الحمل) ومن ثم عاد ونشط ثانية.
والدواء الذي كان يعطى لها يجب أن يوقف عندما يصبح المرض خاملا، حتى لا يصبح عندها قصور في الغدة الدرقية أي حالة معاكسة.
وبما أن الحالة عاودتها ثانية بعد الولادة وهي ترضع الآن، ولأن الأدوية التي يجب أن تأخذها تمر عبر الحليب إلى الرضيع وقد تؤدي إلى قصور الغدة الدرقية لديه فنصيحتي هي إيقاف الرضاعة؛ لأن الدواء ضروري لها وبدونه قد تتعرض صحتها للخطر.
وللأسف -يا أخي الفاضل- لا يوجد حل لهذا المرض إلا بالمتابعة المستمرة بالتحاليل الهرمونية لوظيفة الغدة وإعطاء العلاج أو إيقافه بناء على النتائج، لكن لا يوجد بديل طبيعي أو أعشاب تشفي المرض أو تخفف منه، وعلى زوجتك اتباع نصائح الطبيب بدقة لمصلحتها ومصلحة الرضيع.
نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك الصحة والعافية وأن يمن على زوجتك بالشفاء العاجل إنه سميع مجيب.