تقدم لخطبتي شاب فتأثرت أختي الكبرى

0 38

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ فترة تزيد عن السنتين، تمت خطبتي من شخص ـوالحمد لله ـ أظن أنه مناسب لي، لدي أخت أكبر مني وهي غير مخطوبة، فموضوع خطبتي هذا أثر عليها نفسيا لدرجة كبيرة جدا، فهي لم تعد تعيش حياتها بالصورة الطبيعية، فلا تحب الخروج من المنزل لزيارة الأهل أو الجيران.

إذا أتانا ضيوف في المنزل فهي تحاول تجنبهم، وكانت تحضر للدراسات العليا وأوقفت دراستها بسبب هذا الموضوع، فهي تقول: ليس لديها رغبة في فعل أي شيء، وهي متخوفة إذا تم زواجنا، وهذا الوضع يشكل هما بالنسبة لوالدي، فهما حاولا التحدث معها كثيرا، وإقناعها أن هذا شيء طبيعي، ويجب عليها أن تعيش حياتها بصورة طبيعية، ولكن دون فائدة.

هذا الوضع أصبح عبئا علي، وأفكر كثيرا في هذا الوضع، وما الذي سيحدث، فلا أحب أن أكون سببا في تعاسة أو جرح أي إنسان.

استمراري في الخطبة معناه أن تظل أختي بهذه الحالة، علما بأني لا يمكن أن أطلب من خطيبي إلغاء الخطبة بيننا من دون ذكر السبب، وبالطبع ذكر السبب مرفوض تماما من أهلي وأختي نفسها لأنه سيؤثر على أختي، ودائما ينتشر مثل هذا الكلام بين الناس، وسيسأل كل الأهل عن السبب وخاصة أن خطيبي من أقربائنا، فهل قبولي بهذه الخطبة كان خطأ أم أني تصرفت بصورة صحيحة؟

أريد مساعدتكم، وكيف أتعامل مع هذه المشكلة، وأنا أشعر أني سبب في هذه المشكلة، ويتعبني هم أمي وأبي بهذا الموضوع، فهما دائما في قلق بسبب هذا الوضع.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك مراعاتك لمشاعر أختك، وحرصك على سعادتها، ورضا والديك، ولم يكن في قبولك بالخاطب الذي تقدم لك أي إساءة، ولا ننصحك بفسخ هذه الخطبة، فإن ذلك لن يغير من الأمور شيئا بالنسبة لأختك، بل قد يكون إعراضا منك عن رزق ساقه الله إليك، فلا تقدمي على هذا القرار.

أما أختك فينبغي مساعدتها للخروج من حالتها النفسية التي تعيشها الآن، وذلك بتذكيرها من قبلك وقبل الوالدين بأن كل شيء في هذه الحياة يجري بقضاء الله تعالى وقدره، وأن مقادير الخلائق قد كتبها الله تعالى قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، كما ورد ذلك في الحديث النبوي، فما قد كتبه الله تعالى لها قبل أن تخرج إلى هذه الدنيا سيأتيها لا محالة، فلتخفف عن نفسها العناء، وعليها أن تعلم بأن حزنها وتخوفها لن يغير من مقادير الله تعالى، بل إن كانت عاقلة حريصة على ما ينفعها فإننا نوصيها بالآتي:-

1- اليقين الجازم بأن الله تعالى يقدر للإنسان ما هو خير له وأنفع، فإنه سبحانه أرحم بالواحد منا من أمه وأبيه، وقد يرى الواحد منا الخير في شيء والله يعلم خلاف ذلك، وقد قال سبحانه: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شكر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} فلتطب نفسا بما يقدره الله لها، ففي ذلك الأجر الجزيل.

2- عليها أن تأخذ بأسباب الرزق، ومن أهم ذلك الاستغفار فتكثر من ذلك، وتقبل على طاعة الله، ففي هذا سعادة ستغمر جميع جوانب حياتها، وينبغي أن تكثر من مخالطة النساء الطيبات، والتعرف عليهن؛ فإن التعرف عليهن سبب لمعرفة الخطاب لها.

3- استغلال وقتها بالنافع في دينها ودنياها، فإن العمر أغلى ما يملكه الإنسان، فلا ينبغي أن يضيع في غير فائدة.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات