السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستفسر عن أمر وهو عند البكاء أشعر أن قلبي يؤلمني كثيرا ولا أستطيع أن أستمر في البكاء، كأنني أشعر أن قلبي سينخلع من مكانه لدرجة لا أقوى على الاستمرار، ويجب علي أن أتوقف حالا ولا أكمل بكائي.
علما بأنني من الأشخاص الذين يحبسون دموعهم ولا أحب أن أبكي لأنني تربيت على أن البكاء ضعف منذ الصغر، فهل هناك علاقة بين ألم القلب والبكاء؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كيان عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن الناس تختلف في التعبير عن أفراحها وأشجانها وحزنها وبكائها، والقلب دائما هو مركز الانفعالات التعبيرية، وإن كان الدماغ وأجزاؤه المختلفة خاصة ما يعرف بالدماغ الطرفي هو المتحكم الرئيسي في الوجدان.
ما تشعرين به من ألم عند البكاء وأن قلبك يؤلمك، هذا ناتج من انقباضات عضلية، فعند البكاء يزيد الانفعال لدى بعض الناس ويزيد التوتر، ومن خلال عمليات فسيولوجية وبيولوجية ونفسية وعاطفية وسلوكية تحدث انقباضات عضلية، هذه الانقباضات العضلية في منطقة الصدر وفي منطقة القلب هي التي تؤدي إلى الشعور بالألم لدى بعض الناس.
إذن: العلاقة أيتها الفاضلة الكريمة واضحة، وهي علاقة توتر نفسي أدى إلى توتر عضلي، ولا شك أن الألم هذا ليس ناشئا من القلب، ولا علاقة له بالقلب، إنما عضلات الصدر أو العضلات التي تغطي القلب، فهذه هي العلاقة، وأنا أقول لك أن الإنسان يجب أن يكون متوازنا في التعبير عن عواطفه، ولا شك أن الدموع قد تغلب الإنسان في بعض الأحيان، وأنت مستبصرة تماما في أن البكاء لا داعي له، والإنسان عليه أن يصبر وأن يحتسب وإن كان ليس فيه شيء طالما لم يتعد ذلك بشق الجيوب ولطم الخدود والدعوة بدعاء الجاهلية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما توفي ابنه إبراهيم: (تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الرب) أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
إذن العين قد تدمع وهذه هي عاطفة إنسانية، لا أحد يستطيع أن يحبسها، ولا ننصح بأن تحبس في الوضع المناسب والسبب المناسب.
أنصحك بأن تمارسي بعض تمارين الاسترخاء، وهنالك كتيبات وأشرطة توضح كيف يستطيع أن يسترخي الإنسان عضليا ونفسيا، وكذلك تنفسيا، فاحرصي على ممارسة هذه التمارين، وكذلك مارسي الرياضة، واعرفي أن هذا الألم ليس ناشئا من القلب، وهذا في حد ذاته سوف يكون مطمئنا لك كثيرا.
أيتها الفاضلة الكريمة! نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يديم عليك الأفراح وأن تذهب الأحزان، ولا شك أن الإنسان في هذه الدنيا مبتلى، وعليه أن يصبر ويحتسب.