كيفية محاورة الخطيبة في أولى جلسات الخطبة

2 1098

السؤال

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأنا شاب في الثامنة والعشرين من العمر، أبحث عن زوجة، ذهبت قبل ذلك العديد من المرات لموضوع الزواج ولكن لم يحدث نصيب، ولكن في هذه الجلسة الأولى في كل موضوع زواج لا أجد ما أقوله، ربما أتكلم بعض الكلام وأظل بقية الجلسة صامتا أنظر إلى المخطوبة؛ مما يشعرني بالحرج، أريد أن أحدد موضوعا أتكلم فيه يبين طريقة تفكيري، ولكني لم أجد هذا الموضوع حتى الآن، فأريد منكم أن تحددوا لي الموضوع الذي يبين طريقة تفكيري، أو حتى تساعدوني وتعينوني على تحديد هذا الموضوع، وبعض الأسئلة التي أوجهها للمخطوبة.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد صدق من قال: تكلم حتى نعرفك. وأحسن من قال:
لسان المرء ينبئ عن حجاه ووعي المرء يستره السكوت
ورحم الله من قال خيرا فغنم، أو سكت عن شر فسلم، وقل لمخطوبتك أنت بحاجة إلى رجل فعال وليس إلى رجل قوال، وإذا كتب الله لنا الاستمرار فسوف يأتيك الكلام على وجهه.

وأرجو أن تطمئن لأنك لست أول من يتلعثم في مثل هذا الموطن، فهون على نفسك، واعلم أن العبرة ليست في كثرة القول، ولكن صعوبة الموقف وحساسيته.

ولا شك أن الشرع يسمح للخاطب أن يرى مخطوبته، ويعطيها الحق في أن تراه، ولكنه لابد أن يكون ذلك بعلم محارمها وبحضور بعضهم؛ لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها.

أما بالنسبة لنوع الكلام فيمكن أن تسألها عن الدراسة، وعن أحوال أسرتها، وعن الأمور التي ترتاح إليها، وعن القضايا العامة التي تهم الجميع، وعن مسيرتها في فترة الدراسة من ناحية اجتهادها ومذاكرتها وصديقاتها.

ومن المهم أن يدور حديث حول القرآن والصلاة، والراحة التي يجدها أهل الإيمان عند الذكر والصلاة والتلاوة، وقد يكون من المفيد الحديث عن أحوال المسلمين، ودور المسلم في الإصلاح، وكذلك عن مشاكل البلد وآفاق الحلول، وعن الأشياء الضرورية للناس، وأرجو أن لا يفهم من الأشياء التي ذكرناها أن كثرة الكلام مطلوبة، ولكن الهدف من هذه المقترحات لأنها تصلح بداية ومنطلق لمن احتار في كيفية وموضوع البداية، ولكن الكلام المسموح به هو ما كان له علاقة ونفع لمستقبل العلاقة.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبكثرة اللجوء إليه، مع ضرورة أن تكون فترة الخطوبة قصيرة، وأن تحتكموا خلالها لآداب الشرع الحنيف؛ لأن الناس في هذه المسألة بين الإفراط والتفريط.
ونسأل الله أن يقدر لكم الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات