السؤال
أعاني من النعاس في أوقات العمل وخصوصا أثناء الاجتماعات، كما أنني كنت أعاني من هذه الظاهرة أثناء مرحلة الدراسة، حيث كنت أنام ساعات طويلة في الليل، ولكن بعد أن تبدأ المحاضرة أو الاجتماع بدقائق يتملكني نعاس شديد لا أستطيع معه التحكم بنفسي، مما يسبب لي مواقف محرجة، وعندما أعود إلى البيت لا أنعس، كما أنني أنعس بمجرد فتح الكتاب لأدرس فيه.
أفيدوني وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فتوجد عدة أنواع من اضطرابات النوم، فالأشخاص الذين يعانون من زيادة في النوم قد يكون نومهم في الأصل نوما غير صحي، بمعنى أن الواحد منهم قد يسهر لفترة من الوقت ثم بعد ذلك يحاول أن يعوض نومه، ومثل هذه الحالات نجدها مثلا في الذين يكثرون من السفر، أو الذين يعملون بنظام الشفتات أو المناوبات، وهناك حالات من الاكتئاب النفسي قد يكثر فيها النوم بالرغم من أن معظم مرضى الاكتئاب يعانون من قلة واضطراب في النوم.
هناك حالة تعرف بـ(النوم الانتيابي) وهذه الحالة هي نوبات لا تقاوم من النوم المجدد للنشاط التي تحدث يوميا، وهؤلاء أحيانا نشاهدهم ينامون مثلا في الإشارات الضوئية للمرور، أو تجدهم ينامون وهم جلوس مع الآخرين، هذه حالات فريدة ومعروفة، ولها معالجات مختلفة، وأنا لم أشعر أبدا أن حالتك تنطبق على ما يعرف بـ(النوم الانتيابي)، ولكني فقط من قبيل الفائدة العلمية وددت أن أذكر لك ذلك.
الذي أراه هو أن تحاول أن تنظم من الساعة البيولوجية لديك، وهذا يتم على النحو التالي:
1- حاول أن تستفيد من النوم الليلي بقدر المستطاع، فهو أفضل أنواع النوم.
2- حاول أن تنام مبكرا، وأن تثبت وقت نومك.
3- لا تتناول أي منبهات كالشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء.
4- تجنب النوم النهاري.
5- يجب أن تمارس تمارين رياضية بصورة منتظمة.
6- أنصحك بتناول كوب مركز من القهوة صباحا وظهرا.
هذه إذا التزمت بها أعتقد أنه سوف يتعدل نومك بصورة أفضل، وسوف يبعد عنك هذا النعاس المفرط إن شاء الله.
وهناك حالات مثل ثمالة النوم التي نجدها عند الأشخاص الذين تكون لديهم زيادة مفرطة في أوزانهم، وهناك من يعانون من الكوابيس والفزعات والمشي أثناء النوم، هذا النوع آخر من الاضطرابات النومية قصدت أن أذكر لك أن اضطرابات النوم متعددة، وأرى أنك لو رتبت صحتك النومية بالصورة التي ذكرتها لك هذا سوف يكون مفيدا لك.
وتوجد بعض الأودية التي تزيد من اليقظة، فهناك مجموعة من المركبات تعرف بمركبات (الأنفتامين)، هذه لا ننصح بها مطلقا، لأنها أدوية إدمانية ومحظورة وهي مدرجة في سجل المخدرات وإن كانت تستعمل طبيا بوصفات معينة في حالات معينة من بعض الأطباء، وهناك دواء يعرف (مودانفيل Modenfil)، هذا أيضا يزيد من مستوى اليقظة، ولكن ننصح به في حالات (النوم الانتيابي) الذي تحدثنا عنه مسبقا.
أرى أن تنظيم صحتك النومية بالصورة التي ذكرتها لك سوف يكون هو الأفضل، ونسأل الله لك الصحة والعافية.
وبالله التوفيق والسداد.