الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من كثرة النوم وعدم القدرة على عمل أي شيء، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة في الصف الثالث الثانوي، وأعاني من كثرة النوم، ولا أستطيع المذاكرة، ولا التركيز، ولا ممارسة أي شيء، كلما أردت المذاكرة أو عمل شيء، شعرت بنعاس شديد وخمول، وأتوجه مباشرةً للنوم.

أنا حاليًا في فترة امتحانات، وهذه المشكلة تؤثر عليّ بشكل كبير، لقد مرّ عليّ 4 أيام وأنا أنام كثيرًا جدًا بطريقة غريبة، يمكن أن أستيقظ لأشرب ثم أعود للنوم مرة أخرى وأدخل في نوم عميق طوال اليوم، لا أذكر أنني استيقظت لمدة 3 ساعات متواصلة، اليوم كله نهار وليل وأنا نائمة.

لقد كشفت منذ فترة وأجريت تحاليل، وطلعت سليمة، ولم يظهر أي شيء غير طبيعي، لكن لدي مشكلة أخرى وهي الإباحية والعادة السرية، وأعتقد أن هذا هو السبب في كثرة النوم، لأنني أدخل في هذه الحالة بعد الانتكاسة، ولكن حتى في الطبيعي، أشعر بهذا النوم بسبب الكسل والخمول، وعدم القدرة على ممارسة أي شيء حتى لو كان بسيطًا!

أنا حاليًا بحاجة إلى حل سريع، حتى لو كان أدوية تساعدني على الاستيقاظ والتركيز لحين الانتهاء من فترة الامتحانات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إنچي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك (بُنيّتي) عبر موقع استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، وأعتذر عن التأخُّر في الرد بسبب بعض ظروف الحياة.

لا أدري إن كنت قد انتهيت من الامتحانات أو لا، ولكن دعيني أنتهز هذه الفرصة لأتحدث إليك ببعض الأمور.

بُنيّتي: إنَّ ما تعانين منه من كثرة النوم -وخاصةً في هذه الأوقات، أوقات الامتحانات- هو نوعٌ من الهروب النفسي من مواجهة الواقع، وهو فتح الكتب، والدراسة، والاستعداد للامتحانات.

لا أعتقد أن لديك مرضًا مُعيَّنًا، وخاصةً أنني كنتُ سأطلبُ منك أن تقومي ببعض التحاليل، ولكن طالما أجريت هذه التحاليل، وكانت سليمةً؛ فأنا أؤكد على أنك لا تُعانين من مرضٍ مُعيّن، ولكن دخولك في الإباحية، والعادة السرية يجعلك تشعرين بالذنب الشديد، وأنا أكاد أقول -من رسالتك- أنك فتاة ملتزمة، محافظة على دينها، لذلك مثل هذه الإباحيات، والممارسات، تجعلك تشمئزين من نفسك، فلا تجدين الراحة إلَّا بالخلود إلى النوم، مع أن هناك أعمالاً عليك أن تقومي بها، وهي الدراسة والاستعداد للامتحان.

بُنيّي: إذا أردت أن تتخلصي من هذه المشكلة -مشكلة النوم الزائد- فعليك أن تحلّي المشكلة الأساسية، وهي التوقُّف عن الإباحيات؛ فهي مهلكةٌ معنويًّا، وحتى جسديًا، وما ذهابُك للنوم إلّا بسببها، وقد ذكرتِ هذا بصورة واضحة: أنك تشعرين بذلك عندما تنتكسين إلى هذه الممارسات.

بُنيّتي: أنصحك أن تُعيدي النظر في نمط حياتك، وفي الأهداف الكبيرة التي تُريدين تحقيقها في حياتك، وبناءً على ذلك ستجدين الشغف، والطاقة لتقومي بالأعمال الضرورية التي تُساعدك على تحقيق أهدافك في هذه الحياة.

أقولُ هذا، وخاصةً أنك في هذا العمر من الشباب، وأنت على أبواب الدخول إلى الجامعة، كل هذا الشغف، وهذه الطاقة، لتخوضي الحياة الجديدة الجامعية.

أدعو الله تعالى أن يجعلك من المتفوقات في امتحانك، وأن تدخلي الفرع الجامعي الذي ترغبين فيه، ولكن لا بد للاستعداد لهذه المرحلة الجديدة، والتي ستُحدّد طبيعة حياتك المستقبلية، وربما كامل حياتك، لذلك أرجو أن تُعيدي النظر في ماهية الأهداف التي تريدين تحقيقها، وبالتالي لابد من صرف الطاقة والجُهد في تحقيق تلك الأهداف.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً