السؤال
السـلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاه أبلغ من العمر 16 عاما، وأعاني من مشكلة في معدتي منذ ستة أشهر، ففي كل صباح أحس بالغثيان والدوخة، ومن ذهاب متكرر للحمام، ولكنني أعاني في إخراج البراز، وتوجد غازات في معدتي، ولكن بعد الساعة الثانية عشرة ظهرا لا أشعر بهذه الأعراض سوى الغازات، فماذا يجب أن أفعل؟ علما بأني ذهبت إلى أربعة أطباء وجميعهم يكتفون بوصف أدوية لا تنفع.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ M.t.a حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمن المهم معرفة موضع الألم، فإن كان في أعلى البطن وفي الوسط، فعادة يكون من المعدة، ولو أن آلام القولون قد تكون في أي جزء من البطن، وعادة ما تكون آلام المعدة لها ارتباط، إما بالطعام أو الجوع، وأما آلام القولون العصبي فإنها تزداد بعد تناول أطعمة عينة مثل الحليب أو البقوليات، ويشعر المريض أنه بحاجة لأن يذهب للحمام بعد الطعام، ويترافق ذلك مع غازات وانتفاخ في البطن، وكذلك إما إمساك أو إسهال، ولا يكون هناك آلام في الليل أثناء النوم، بينما آلام القرحة الإثني عشرية تزداد مع الجوع، وقد توقظ الإنسان من نومه، ويشعر بالراحة بعد تناول الطعام، وتزداد أعراض القولون العصبي مع التوتر والقلق، وتخف مع تحسن الحالة النفسية.
وكما تعلمين فإن القولون العصبي مرض يستمر مع الإنسان فترة طويلة، وقد تمتد طول العمر، وهو مرض وظيفي - أي أنه ليس مرض عضوي -، وبالفحص والمنظار لا نرى شيئا، وفي بعض الحالات يصعب الوصول للتشخيص، إلا بعد إجراء منظار للمعدة والقولون، وفي بعض الحالات قد يعاني المريض من أكثر من مرض، مثلا كأن يعاني المريض من وجود التهاب في المعدة بسبب وجود الجرثومة المعدية، وكذلك القولون العصبي، وهذا يتطلب علاج الحالتين؛ لأن علاج حالة واحدة غير كاف.
أرى أن تراجعي طبيبا مختصا بأمراض الجهاز الهضمي، فهو سيقوم بالفحص الطبي ويقرر الحاجة لإجراء أي فحوصات للوصول للتشخيص الصحيح، ويجب أن تعلمي أن القولون العصبي ليس له علاج شاف، أي أن الأدوية هي لتخفيف الأعراض ولا تقضي على المرض، وفي كثير من الأحيان يتحسن المريض على الأدوية المضادة للاكتئاب التي تستعمل في هذا المرض، نسأل الله لك الشفاء العاجل.
والله الموفق.