الأعراض الجسدية ذات المنشأ النفسي التي تصيب الشخصيات القلقية وكيفية علاجها

0 607

السؤال

السلام عليكم.

منذ خمس سنوات أصبت بصداع ودوخة، وقتها خفت لدرجة أن حياتي أصبحت جحيما، ذهبت لأكثر من طبيب، وكنت أعتقد بوجود مرض خطير في الدماغ، المشكلة أن الأطباء أكدوا أني لا أعاني من شيء، المهم أن هذه الأعراض استمرت معي 3 سنوات متواصلة، إلى أن ذهبت إلى طبيب أمراض الدم والأورام، المهم أنه أكد لي أني لا أعاني من شيء حتى دون فحصي، وقال لي: اذهب واستمتع بوقتك بدلا من إهداره وإهدار وقت الآخرين، وبعدها ذهبت الأعراض من غير رجعة.

المهم أن القصة تتكرر معي، فتارة أشعر بألم في رجلي، ذهبت لطبيب عظام، وطبيب أعصاب، وطبيب باطني، وعملت فحوصات كثيرة ومكلفة، المهم لم يظهر شيء، وكذلك دكتور المفاصل، فقبل سنة جاءني ألم في مفاصلي، وذهبت إلى الأطباء، وعملت تحاليل، ولكن النتيجة تشير إلى لا شيء!

سؤالي: أشعر بهذه الأعراض فعلا، فهل هي وهمية؟ ولماذا تتكرر؟ وماذا أفعل لهذه المشكلة؟ فعندما يتم إخبارك أنك لا تعاني من شيء، وأنت تشعر بألم، فمن أين يأتي الألم؟

والله الموفق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ashraf حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنا لا أتفق مع الأطباء الذين قالوا لك أنك لا تعاني من شيء، وأنا أقول أنك تعاني من قلق وتقلصات عضلية هي التي أدت إلى هذا الألم، نعم بالمنظور العضوي - الحمد لله تعالى - لا يوجد لديك أي نوع من المرض العضوي، وهذه بشارة كبيرة، ولكن الأمر لم يعالج؛ لأن الأعراض النفسية من وجهة نظري هي التي تؤدي إلى مثل هذه الأعراض، وهنالك دراسات معتبرة وقوية وكثيرة جدا تدل على ذلك، ربما تقول لي أنا لا أعاني من أي مشكلة نفسية، أقول لك - الحمد لله - على ذلك، ولكن ليس من الضروري أن تكون للإنسان ضغوطات ومشاكل حتى تظهر عليه هذه الأعراض الجسدية.

فيا أخي الكريم: نحن نعيش في زمن كثرت فيه الأمراض، وكثرت فيه الشكاوى، ولسبب أو لآخر بعض الناس وجد أنه يحدث لهم ما نسميه بتوحد الأعراض، أي أن الأعراض التي قد يكون عانى منها أشخاص يعرفهم أو سمع عنهم أو قرأ عنها، هذه الأعراض تنتقل إليه من خلال ديناميات غير واضحة بالكامل، والبعض ربطها بالعقل الباطن وكذا، وفي نهاية الأمر هي ظاهرة نفسية، احتقانات نفسية بسيطة تحولت إلى آلام جسدية وعضلية.

هذه يا أخي هي النظرية المعتبرة، وهذا من وجهة نظري هو الذي تعاني منه، وأرجو أن يكون الكلام مقنعا لك، وهذا لا يعني أنك مصاب بمرض نفسي، إنما هي ظاهرة من الظواهر النفسية التي نفضل أن نسميها بالنفسوجسدية، أي أن المنشأ نفسي، ولكن الأعراض جسدية.

أخي الكريم هذه الحالات تعالج بالآتي:

أولا: لا تتردد كثيرا على الأطباء.

ثانيا: اجعل لنفسك زيارات ثابتة ومنتظمة مع طبيب الأسرة، طبيبك الذي تثق فيه، اذهب إليه مثلا كل ثلاثة أشهر لإجراء فحوصات عامة.

ثالثا: عليك بممارسة الرياضة، الرياضة مفيدة جدا في مثل هذه الأعراض.

رابعا: أرجو أن تتجنب الاحتقانات النفسية الداخلية، عبر عن ذاتك وانطلق، وكن إيجابيا.

خامسا: يجب أن يكون التفاؤل هو شعارك، وتذكر إنجازاتك الكثيرة، والإيجابيات الموجودة في حياتك.

سادسا: وجد ومن خلال دراسات كثيرة أن الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق مفيدة في مثل هذه الحالات، والدواء الذي أفضله أنا هو العقار الذي يعرف تجاريا باسم (إفكسر Efexor)، ويعرف علميا باسم (فنلافاكسين Venlafaxine)، بجرعة خمسة وسبعين مليجراما يوميا، لمدة ستة أشهر، ثم ترفع إلى مائة وخمسين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى خمسة وسبعين مليجراما يوميا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم إلى خمسة وسبعين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم خمسة وسبعين مليجراما (كبسولة واحدة)، كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم يكون التوقف عن الدواء.

والإفكسر يدعم بدواء آخر يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويعرف علميا باسم (سلبرايد Sulipride)، وتناوله يكون بجرعة كبسولة واحدة صباحا، وكبسولة في المساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن الدواء.

هذا هو العلاج الأفيد لحالتك، وأرجو أن تأخذ النصائح السالفة الذكر بجدية وتطبقها، وكذلك تتناول العلاج كما وصفناه لك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات