السؤال
السلام عليكم.
أنا شابة في الثلاثين من العمر، أعاني من حالة غريبة، مؤخرا بدأت أشعر بتنميل خفيف وضعف في الجهة اليمنى كلها، مع ألم في الكتف الأيسر، وأحس كأن نملا يمشي في رأسي في الجهة اليمنى، وفي ساقي اليمنى، وأحس برأسي كأنه يضيق علي، وأحيانا أحس كأن شيئا يضربني في أماكن مختلفة من رأسي ويختفي.
عملت تخطيطا للمخ، وسكانر، والحمد لله قال لي الطبيب: أني لا أعاني من شيء، قال لي: هذا كله من الأعصاب، زرت طبيبا آخر وطلب مني تحليلات فقر الدم والسكر، وتبين أن لدي فقر دم، نسبة الهيمو جلوبين عندي 10، ونسبة السكر عندي جيدة والحمد لله، وقال لي الطبيب: أن التنميل الذي أعاني منه من سوء التغدية والأعصاب، والقلق وكثرة التفكير، وقال لي: من الممكن أن تبقى هكذا دائما، وقد أشفى، حسب حالتي النفسية، ولكني منذ شهرين وأنا هكذا، لا أعرف ماذا أفعل!
مع العلم أني أعيش في قلق، وأحس باضطراب وتوتر وخوف؛ بسبب أني عشت تجربة مؤلمة في الصغر، منذ ذلك الوقت وأنا أخاف أن يحدث لي ما حدث في الصغر، وعندما أريد أن أقوم بشيء أفكر أنه سيحدث لي شيء وأتراجع عنه، وفي الصلاة والوضوء أكرره 10 مرات، مخافة أني أخطأت أو نسيت، أخاف من الأمراض ومن المستقبل، وعندما أرى شخصا يعاني من مرض أو مشكلة أخاف أن أكون مثله.
المهم أني أعيش في اضطراب وخوف وتوتر، المشكلة عندي أني لا أعرف لماذا الجهة اليمنى متنملة كلها، أمن مرض عضوي؟ أم نفسي؟ أم أعصاب؟ أم سوء تغدية؟ لأني أعاني من هذا الشيء منذ شهرين؟ وأرجو الإفادة بكيفية الرقية الشرعية، وجزاكم الله عني خيرا، وأعتذر عن الإطالة، وأرجو منكم الدعاء لي بالشفاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نعيمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأعتقد أن هذه الأعراض واضحة، وهي أعراض جسدية، ويمكن أن نرجعها إلى حالة القلق والتوتر التي تعانين منها، وأنت أيضا لديك وساوس، فهذا التكرار للوضوء هو نوع من الوساوس القهرية، والوساوس أيضا هي نوع من القلق، فكل الذي تعانين منه مرتبط بالقلق، ويعرف أن الكثير من الحالات النفسية يكون فيها مكون عضوي جسدي قوي جدا، فالقلق يظهر في شكل قلق داخلي، ولكن يظهر أن بعض الناس تكون لديهم أعراض جسدية كثيرة، مثل الشعور بالألم، والتنميل، والشعور بالضيقة في الصدر، وكتمة النفس، والرجفة، وغيرها، فأنا أرى أن هذه الأعراض التي تعانين منها هي أعراض نفسية وناتجة من القلق، ولا أعتقد أن حتى نقص الهيموجلوبين Hemoglobin البسيط له أثر أو يمكن أن يفسر هذه الأعراض، وأنا أحترم بالطبع رأي الطبيب، ولكن أعتقد أن التفسير الرئيسي لأعراضك هو حالة القلق التي تولدت منها الوساوس والمخاوف.
هنالك أدوية ممتازة جدا، منها دواء يسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine)، ويعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat) وهو موجود في المغرب، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة عشرة مليجرام (نصف حبة)، تناوليها ليلا بعد الأكل، استمري عليها لمدة أسبوعين، وبعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة (عشرين مليجرام) واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضي الجرعة بعد ذلك إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، وهو من الأدوية الممتازة والفعالة، وإن شاء الله يساعدك كثيرا في إزالة هذه الأعراض، وكما ذكرت وتفضلت أرجو أن تتناولي أطعمة تحتوي على المكونات الغذائية الرئيسية، وركزي على مركبات الحديد أو الأطعمة التي تحتوي على كميات من الحديد، حتى يتحسن مستوى الهيموجلوبين لديك.
من الضروري - أيتها الفاضلة الكريمة - أن تمارسي بعض التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة، فهذه التمارين هي من الوسائل العلاجية الطيبة جدا لعلاج الأعراض النفسوجسدية، مثل النوع الذي تعانين منه.
عليك بالنسبة للوضوء أن تحددي كمية الماء، لا تتوضئي من الصنبور مباشرة، والماء الذي ستضعينه في الإناء يجب أن يكون في حدود المعقول، ومحددا، قولي لنفسك أن هذا هو الماء الوحيد المتاح، وأنا لن أعيد الوضوء ولن أكرره أبدا.
وبالنسبة للصلاة أيضا حاولي أن تكوني متيقنة من صلاتك ولا تكرريها ولا تعيديها أبدا، والعلماء الأفاضل قد أفتوا بأن صاحب الوساوس من أصحاب الأعذار، فعليك بالإصرار أن لا تكرري وأن لا تعيدي، وسوف تجدين بعد فترة من الزمن - إن شاء الله تعالى - أن كل هذا السلوك قد تبدل، وهذه الأعراض قد اختفت، ولا شك أن الدواء سوف يساعدك كثيرا في هذا السياق.
وللاستزادة يمكنك الاطلاع على الاستشارات عن كيفية الرقية الشرعية: (237993- 236492-247326) وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب، والله الموفق.