السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
امتدت فترة خطبتي 40 يوما من قريبتي التي تعيش في بلد آخر، تواصلت معها عبر الإنترنت والهاتف، وخلال هذه الفترة لم أشعر بالراحة من داخلي، حاولت أن أستمر وأتجاوز هذه العقبة لكنني لم أستطع، لذا تم الانفصال، علما أنه لم يتم العقد، فهل علي ذنب؟
شكرا لسيادتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abd.s.m حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونحن نشكر لك حرصك على تجنب الإثم، وهذا دليل على سلامة إيمانك إن شاء الله.
أما إخلاف الوعد وفسخ الخطبة بعد أن تمت، فأمر لا ينبغي للمسلم أن يفعله لسببين: السبب الأول أنه خلاف للوعد بالزواج بعد أن تم الوفاق، وقد ذم الله عز وجل الذين يخلفون الوعد، وذمهم النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة.
السبب الثاني: أن في فسخ الخطبة لغير مبرر أذى نفسي للفتاة المخطوبة، فقد يؤدي هذا إلى تشويه سمعتها عند الخطاب، لا سيما إذا كثر هذا من الخطاب، فلا ينبغي للإنسان أن يقدم على الخطبة إلا بعد التريث والتدبر في الأمور من جميع الوجوه، فإذا خطب فلا ينبغي له بعد ذلك أن يفسخ، لكن مع ذلك فهو أمر جائز ولا إثم على من فعله، لكن لا ينبغي للإنسان أن يفعله إلا إذا وجد المبرر الذي يدعو إلى ذلك، وكون الإنسان وجد عدم ارتياح، وضيق نفس من إقدام على هذا الزواج بعد استخارة الله تعالى، فهذا أمر يبرر -إن شاء الله- هذا الفسخ، فهو في هذه المرحلة أفضل من أن يكون بعد العقد أو بعد الدخول وترتب التزامات على الزواج.
أما عدم الشعور بالراحة بمجرد التواصل بالهاتف أو من خلال الإنترنت فأمر لا ندري ما الذي بعث عليه، فإن المرأة ينبغي أن تختار لسلامة دينها، ولا بأس بأن يبحث الإنسان عن قدر تسكن إليه النفس من جمالها، لكن ينبغي أن يكون المقصود الأول في المرأة هو دينها وأخلاقها، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (فاظفر بذات الدين).
ونحن نوصي كل من خطب امرأة بأن لا يتجاوز الحدود الشرعية في التواصل مع المرأة المخطوبة، فإن طول الفترة والتواصل معها قد يورث الإنسان السآمة والملل فيؤدي إلى هذه النتائج، فإذا وجد الإنسان في المرأة ما يدعوه إلى نكاحها بالنظر الشرعي فيجب عليه أن يقف عند هذا الحد، ولا يجوز له أن يزيد عن هذا في إنشاء العلاقة بها.
وعلى كل حال فنحن نوصيك - أيها الحبيب - بأن تستخير الله تعالى، وتنظر في شأن هذه المرأة، فإن رأيت فيها ما تسكن إليه نفسك من جمالها، وما يدعوك إلى نكاحها من دينها، فينبغي لك أن تفي بوعدك معها وتستمر، وإذا وجدت خلاف ذلك فلعل الله عز وجل صرفها عنك وصرفك عنها لأمر يعلمه من الخير لكما، فاختيار الله سبحانه وتعالى خير من اختيار العبد لنفسه.
نسأل الله تعالى أن يقر عينك بالزوجة الصالحة والذرية الطيبة.