السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لسؤالي فهو يتعلق بمشاكل المعدة والقولون.
أنا أعاني من اضطرابات في المعدة، وكثرة الإسهال في حال تناول أكلات لم أعتد عليها من قبل، وفي حال توقف الإسهال، فأنا في بعض المرات أعاني من جفاف أو إمساك بعدها!
إضافة إلى ذلك انتفاخ المعدة في بعض المواقف، حين أصاب بالتوتر والخوف، وسرعان ما تتحول إلى إسهال مستمر!
الآن أواجه شيئا جديدا، وهي غازات، وأصوات البطن، وكثرة التجشؤ، تشعرني بأن معدتي في حالة صراع دائم، فهل هذه أعراض للقولون أم غير ذلك؟ وما الحل برأيكم؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أريج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ما تعانين منه هو القولون العصبي، أو ما يسمى بتناذر القولون المتهيج Irritable bowel syndrome .
وهو مرض شائع جدا، وينجم عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة (القولون) فينتج عن ذلك انتفاخ وآلام في البطن، مع اضطراب في التبرز من إسهال أو إمساك، وهذا ما تعانين منه أنت، ويصيب النساء أكثر من الرجال، ويبدأ كثيرا في سن البلوغ.
وهذا المرض يتميز بأنه لا يكون في المريض خلل أو اضطراب عضوي، أي أن الأعراض ليست بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام أو غير ذلك، وإنما هي ناتجة عن زيادة الإحساس بتقلصات، واضطراب في حركة الأمعاء.
ويجب أن يبقى في ذهنك أن هذا المرض مزمن ومتردد، أي أنه غالبا ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طول عمره، وهذه المعلومات تفيد الإنسان في التأقلم مع هذا المرض.
ويلاحظ الكثير من المرضى ارتباط الأعراض مع القلق والحالة النفسية كما هو الحال معك، ومن ناحية أخرى فإن الأعراض قد ترتبط بأنواع معينة من الأغذية والأطعمة، كالحليب، والبهارات، والفلفل، والبقوليات، وتختلف من مريض لآخر، وقد لاحظت أنت أن هناك أطعمة معينة تسبب هذه الأعراض.
من المهم أيضا معرفة أن الأعراض في القولون العصبي لا تكون موجودة أثناء النوم، ولا توقظ الإنسان من نومه، ولا تسبب أي نزول في الوزن أو وجود دم في البراز، فإن كان أحد هذه الأعراض موجودا عندك فيجب أن يتم تقييم الحالة من قبل استشاري أمراض الجهاز الهضمي؛ لأنه قد يلزم عندها إجراء منظار، وكثيرا ما يشكو المريض أيضا من أعراض أخرى، مثل:
- شعور بالإرهاق، والتعب العام.
- شعور بالشبع، وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقت طويل بعد الوجبة السابقة.
- آلام في أسفل البطن أثناء التبول، وأحيانا الشعور بالحصر.
- آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر، والكتفين، والرجلين وغيرها.
وتفهم هذا المرض من قبل المريض تفيده في التأقلم مع هذا المرض، وهي أن هذا المرض ليس عضويا، بمعنى أننا لو فتحنا البطن وتفحصنا الأمعاء لوجدناها سليمة؛ ولهذا فإن الفحوصات التي يعملها لك الطبيب غالبا ما تكون نتائجها كلها سليمة، ومهما طالت مدة مرض القولون العصبي عند الإنسان، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف أو التهاب أو سرطان، ولا إلى غير ذلك.
والعلاج: هو علاج الأعراض، والابتعاد عن الأمور التي تزيد الأعراض، سواء التوتر والقلق، والأطعمة التي تسبب الأعراض، فالحمية الغذائية مهمة جدا، مع إضافة مركبات الألياف الطبيعية إلى النظام الغذائي اليومي.
من الأشياء المفيدة أيضا الانشغال بالتمارين الرياضية، فهذه تساعد على تخفيف الأعراض، ومن الأشياء المفيدة أيضا - بإذن الله - تمارين الاسترخاء، وذلك بالجلوس في مكان هادئ، مع إغماض العينين، والتفكير في الأشياء الجميلة، ثم أخذ نفس عميق وبطيء، مع ملء الصدر بالهواء حتى ترتفع البطن قليلا، ثم بعد ذلك إمساك الهواء في الصدر، ثم إخراج الهواء عن طريق الفم بكل قوة وبكل دقة وبطء، ويكرر هذا التمرين خمس مرات صباحا وخمس مرات مساء لمدة أسبوعين.
وبالنسبة للعلاج الدوائي، فهو (دسباتالين) للتقلصات ثلاث مرات في اليوم، مع (دسفلاتيل) للغازات ثلاث مرات في اليوم، ومن الأدوية المفيدة في هذا المرض - بإذن الله - هو الأدوية المضادة للاكتئاب، وهذه تؤخذ بإشراف الطبيب المعالج، ومن هذه الأدوية موتيفال وسيروكسات.
والاستمرار على هذه الأدوية ما دامت الأعراض، وطالما أن الأعراض موجودة فإنه يجب الاستمرار بالدواء حتى تخف الأعراض، ثم تبدأ بالتوقف عنها، ويجب العودة إليها متى عادت الأعراض.
وبالله التوفيق.