مرض تشنج القولون أو القولون العصبي وإمكانية علاجه

0 835

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد أن أعرف كل ما يتعلق بمرض تشنج القولون، والقولون العصبي، وهل هو مرض مزمن،؟ أم له علاج؟ وبعض الأطعمة مثل البقولويات والبطيخ، أتضايق منها كثيرا، فهل سأبقى دائما أتضايق منها وأحرم نفسي منها؟ حتى لا أتضايق، أم لفترة محددة ثم أعود لأكلها دون أن أتضايق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ع-ح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فالقولون العصبي من الأمراض الشائعة جدا، ويقدر أن 10-20% من الناس عندهم أعراض القولون أو التشنج العصبي، والأعراض فيه تنجم عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة (القولون) ونتيجة لهذا الاضطراب فإنه ينتج عنه العديد من الأعراض، والتي تختلف في شدتها من مريض لآخر، وهي:

- آلام مزمنة في أي موضع من البطن، وأكثر ما يكون في أسفل البطن، مع انتفاخ في البطن، وخاصة بعد الوجبات.

- اضطراب في عملية التبرز، وإمساك مع صعوبة في إخراج الفضلات، فأحيانا يخرج البراز على شكل قطع صغيرة جافة، وأحيانا يكون البراز سائلا يشبه الإسهال، وتتقلب الحالة عند معظم المرضى بين الإمساك والإسهال، من وقت لآخر.

- شعور بعدم الارتياح بعد الخروج من الحمام، حيث يشعر المريض بأن الفضلات لم تخرج كلها من بطنه، إلا أن الألم قد يخف بعد التبرز، وأحيانا يكون هناك مخاط مع التبرز.

من المهم جدا أن الآلام لا تكون أثناء النوم، ولا توقظ المريض، ولا يسبب القولون دما في البراز، ولا يسبب نقصا في الوزن، ويتميز هذا المرض بأنه غير ناتج عن أي خلل أو اضطراب عضوي، أي أن الأعراض ليست بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام أو غير ذلك، إنما هي ناتجة عن تقلصات واضطراب في حركة الأمعاء.

وهذا المرض يجب على من يشكو من أعراضه أن يعلم أنه مزمن ومتردد، وغالبا ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طوال عمره، إلا أن المريض يدرك بعد فترة الأمور التي تزيد من الأعراض، ومن أهم هذه الأمور هو القلق، فهناك ارتباط وثيق بين الحالة النفسية للمريض من قلق وتوتر مع زيادة الأعراض، فالأعراض تزداد مع القلق، واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات، وفي فترات استقرار الحالة النفسية.

وهناك أيضا ارتباط مع نوعية الطعام، وقد لاحظت أنت أن البقوليات والبطيخ تزيد من الأعراض، وهذا ما يلاحظه الكثير من المرضى، خاصة البقوليات والأطعمة الحارة والبهارات، وأحيانا الحليب، لذا يجب تجنب هذه الأطعمة قدر الإمكان، وأنا أرى أن تتجنبها قدر الإمكان، وسؤالك عن هذا الارتباط بين الأطعمة والأعراض، فإنه من الصعب معرفة إن كانت ستتحسن الأعراض في المستقبل أم سيبقى الأعراض كلما تتناول نفس الأطعمة، إلا أنه إن أكلت منها القليل وكانت البقوليات مطبوخة بشكل جيد، فإن الأعراض تكون أقل.

ولا تقتصر أعراض القولون العصبي على ما سبق، بل هناك أعراض كثيرة قد تحدث في أجزاء من الجسم، وقد ينزعج منها المريض، ولكن مهما عمل الطبيب من فحوصات، فإنه لا يجد أي سبب آخر، ومنها شعور بالإرهاق والتعب العام، وشعور بالشبع وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقت طويل بعد الوجبة السابقة.

- آلام في أسفل البطن أثناء التبول، وأحيانا الشعور بالحصر، آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر، والكتفين والرجلين وغيرها.

وكما ذكرنا فإن أعراض هذا المرض لا تكون موجودة كلها عند جميع المرضى، ولكن قد يكون لدى أحد المرضى معظم هذه الأعراض، والمريض الآخر ليس عنده سوى بعضها، فلكل مريض نمط معين من الأعراض تتكرر عنده من وقت لآخر، وهناك أمراض كثيرة غير القولون العصبي قد تؤدي إلى مثل هذه الأعراض، والطبيب وحده هو الذي يستطيع تشخيص مرضك بعد المعاينة، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، ومهما طالت مدة المرض معك، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف أو التهاب أو سرطان، ولا إلى غير ذلك.

أما بالنسبة للعلاج فلا يوجد علاج يقطع هذا المرض؛ لأنه ليس مرضا عضويا، ولكن هناك بعض الأدوية التي تخفف بعض الأعراض، وتساعد هذه الأدوية على تحمل الأعراض، وتمكن المريض من التعايش مع هذا المرض، والاستمرار في ممارسة أعماله وحياته اليومية بشكل طبيعي، ولكل نوع من الأعراض ما يناسبه من الأدوية، ومن أهمها:

1- الإمساك وصعوبة التبرز: ويستعمل له الملينات التي تزيد نسبة الألياف داخل القولون، وتجعل البراز متماسكا، وتسهل خروجه عند قضاء الحاجة، وتجعلك تشعر بالارتياح بعد التبرز، وهذه الأدوية لا يمتصها الجسم، ولا تهيج الأمعاء، ولا يضر استعمالها لمدة طويلة.

2- آلام البطن: وتستعمل لها الأدوية التي تهدئ من تقلصات الأمعاء مثل: دسباتالين والكولوفيرين، ولا داعي للاستمرار في استخدامها لمدة طويلة، ولكن تستعمل حين تشتد الآلام.

3- الغازات وانتفاخ البطن: وقد ينفع معها استخدام الكربون والدسفلاتيل Dysflatyl أو الملينات، وكذلك تجنب الوجبات الدسمة، قد يساعد على تخفيف هذه المشكلة.

4- الإسهال: ويستعمل له مضاد الإسهال عند الضرورة.

ومن الأشياء المهمة في علاج القولون العصبي التمارين الرياضية، فقد وجد أنها مفيدة جدا، وخاصة تمارين المشي أو الجري، أو ممارسة كرة القدم، أو أي نوع من أنواع الرياضات الأخرى.

ومن التمارين المفيدة بإذن الله تمارين الاسترخاء، فهي مفيدة لمرضى القولون العصبي؛ لأن الاسترخاء يساعد على التخلص من القلق والتوتر والمخاوف، ويكون ذلك بالجلوس في غرفة قليلة الإضاءة، ويجب ألا تشغل نفسك بأي أمور حياتية، والتفكر في الأشياء المبهجة والجميلة، مع غمض العينين وأخذ نفس عميق وبطيء، حتى يرتفع البطن قليلا، ثم بعد ذلك إمساك الهواء قليلا في الصدر، ثم إخراج الهواء عن طريق الفم، ويجب إخراجه أيضا بكل قوة وبكل دقة وبطء، وتكرر هذا التمرين خمس مرات صباحا، وخمس مرات مساء لمدة أسبوعين أو ثلاثة.

يصف الكثير من الأطباء أدوية مضادة للاكتئاب تساعد المريض وتخفف الأعراض، ومن هذه الأدوية التي وجد أنها ذات فعالية عالية، وممتازة جدا لعلاج أعراض القولون العصبي: (زيروكسات Seroxat) أو (باكسيل Paxil) ويعرف علميا باسم (باروكستين Paroxetine) وأحيانا يعطى دواء ليبراكس أو موتيفال، وكلها أدوية مضادة للاكتئاب، ووجد أن لها فاعلية في القولون العصبي.

وبالله التوفيق.


مواد ذات صلة

الاستشارات