نصائح للمنصرفة عن تعلم الإنجليزية نتيجة الإحباط

0 565

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحلم بأن أكون امرأة نافعة في مجتمعي، وأحب العلم، وقد درست الجامعة بصعوبة بالغة، ولكنني عندما تخرجت لم أجد أي تقدير أو اهتمام فتحطمت.

وقد اكتشفت أن الفتاة مصيرها الزواج والبيت، ولن ينفعها سوى بيتها وأشغالها المنزلية، لذلك توقفت عن إكمال مشواري العلمي، ومع هذا أشعر بالفراغ، ولدي طموح كبير في تعلم اللغة الانجليزية، ولكن يراودني هذا التفكير فأتوقف عن تعلم اللغة، وأشعر بالنقص، فماذا أفعل؟!

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (إسلام ويب)، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، كما نسأله تبارك وتعالى أن يشرح صدرك لما فيه خيرك في الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد في رسالتك؛ فإنك تملكين نفسا كبيرة، والدليل على ذلك أنك تبثين هذه الشكوى بحثا عن مخرج ورغبة في إيجاد أي حل لهذا الوضع الذي أنت فيه، وقد قال الشاعر:
وإذا كانت النفوس كبارا *** تعبت في مرادها الأجسام

وإن الذي تشعرين به من الضعف أو الانصراف عن إتمام مشوارك التعليمي هو نزغة من نزغات الشيطان؛ لأن الشيطان لا يريد لك أن تحققي ما تصبين إليه وما تأملينه؛ لأنك بذلك قد تكونين أكثر نفعا للإسلام والمسلمين أكثر مما أنت عليه، وبالتالي يحاول أن يثبطك، وأن يضعف من عزيمتك حتى لا تتمكني من مواصلة رحلتك التعليمية.

إذن: ينبغي عليك أن تأخذي قرارا شجاعا وجريئا وقويا بأن تواصلي عملية تعلم اللغة الإنجليزية إذا كان لها علاقة بتخصصك، أو إذا كنت راغبة في تعلمها خدمة لدين الله تعالى، فقد تكون الأخت التي تتمتع بمعرفة لغوية أجنبية أكثر نفعا للإسلام من الأخت التي لا تعرف، وهذا الأمر يقتضي منك أن تكوني على قدر من العلم الشرعي، فتقرئين أيضا بعض العلوم الشرعية الضرورية التي تستطيعين من خلال اللغة أن تقدميها لغير المسلمات بطريقة سهلة ومرنة وجميلة.

الأمر بيدك، والتحديات التي تواجهك ليست كبيرة، ولكنها تحديات من الممكن التغلب عليها، وهناك الكثير من الإخوة والأخوات يعيشون ظروفا أصعب من ظروفك، ورغم ذلك وصلوا إلى مرحلة التعليم حتى وصلوا إلى أعلى الدرجات الوظيفية والعلمية.

فينبغي عليك أن تتخذي هذا القرار وبسرعة في أقرب فرصة، وأن لا تترددي فيه ما دام لديك الآن فرصة للتعلم وفق الضوابط الشرعية، وما دامت الفرصة متاحة أمامك، وما دام تخصصك يحتاج إلى تعلم اللغة، فأنا أرى أن تبدئي في اتخاذ الخطوة الأولى، وهي ضرورة التسجيل في إحدى الجهات التعليمية التي تقوم على تدريس اللغة الإنجليزية حتى تلزمي نفسك؛ لأنك ما دمت الآن مترددة فمن الممكن أن تظلي مترددة إلى الموت ولا تتخذي خطوة إيجابية، وإنما أنا أرى بأنه ما دام تعلم اللغة له هدف سام، وهو أننا نستطيع أن نعرض من خلالها الإسلام، أو لها علاقة بتخصصك ومجال عملك، وأن وجود اللغة لديك سيجعلك في وضع أفضل؛ فأنا أرى أن تبدئي بذلك في أقرب فرصة، وأن تسجلي تسجيلا عمليا، وتأخذي قرارا جريئا على أن تبدئي بتعليم اللغة، ولا تلقي بالا لهذه الأفكار السلبية التي لا تؤثر إلا في ضعاف النفوس.

فخذي قرارا شجاعا بالعودة إلى أروقة التعليم، والانخراط في أي مؤسسة تعليمية تعلم اللغة الإنجليزية إذا كان تعلم اللغة ضروريا بالنسبة لمواصلة رحلتك التعليمية، أما إذا لم يكن ذلك ضروريا؛ فأرى أن تبدئي بالأهم، وأوصيك مع حرصك على تعلم هذه العلوم الدنيوية أن تجعلي لنفسك برنامجا تتعلمين من خلاله دينك، وتتعرفين على مولاك بصورة أفضل، وتتعبدين الله تعالى بصورة صحيحة، نسأل الله لك التوفيق في اتخاذ القرار المناسب، وأن يعجل لك بذلك، وأن يشرح صدرك، وأن يفتح عليك، وأن ينفعك وينفع بك، إنه جواد كريم.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات