السؤال
أريد أن أستفسر عن دواء أندرال، هل هو مفيد لحالتي أم هنالك دواء أفضل؟ فعمري 18 سنة، أعاني منذ 3 سنوات من تعرق غزير على مستوى الإبطين في حالة القلق، مثلا: وقت الذهاب إلى الجامعة، وفي الجامعة والمناسبات أو في حالة انتظار وغيرها، وقد سبب لي إحراجا؛ لأنه مصاحب لرائحة كريهة.
إذا كان هذا الدواء مفيدا لحالتي؛ لأني قرأت في أحد المواضيع أنه يعالج الأعراض الجسدية للقلق، فما هي الجرعة المناسبة؟ وأوقات تناوله ومدة العلاج، وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سفيان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الإندرال من الأدوية المفيدة جدا لعلاج الأعراض الجسدية المصاحبة للقلق كما ذكرت، خاصة أعراض الرعشة والرجفة والتعرق، ولكن حتى تكون الرزمة العلاجية الدوائية مكتملة يفضل أن تتناول أحد الأدوية الرئيسية المضادة للقلق، ومن هذه الأدوية دواء يعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat)، ويعرف علميا باسم (باروكستين Paroxetine)، ويسمى في المغرب بـ (ديروكسات Deroxat)، هذا دواء مضاد لقلق المخاوف، خاصة في المواقف الاجتماعية أو المناسبات، وأنت لا تحتاج إلى جرعة كبيرة من هذا الدواء، الجرعة التي تحتاجها جرعة صغيرة جدا، وهي أن تتناول نصف حبة، والحبة تحتوي على عشرين مليجراما، تناول نصفها يوميا بعد الأكل لمدة شهر، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الديروكسات.
أما بالنسبة للإندرال فيعتبر علاجا مساعدا للديروكسات، والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة أيضا وهي عشرة مليجرامات صباحا وعشرة مليجرامات مساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرامات في الصباح لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.
هذه الكيفية التي وصفناها لتناول الدوائين هي الأفضل، بعض الناس يلجأ لتناول هذه الأدوية عند اللزوم، هذه ليست طريقة صحيحة، الطريقة الصحيحة هي أن يتم تناول الدواء لمدة محددة، ونحن اخترنا لك أقصر هذه المدد، والدواء يتم تناوله بصورة منتظمة حتى يؤدي الفعالية الرئيسية، وهي القضاء على القلق، ومن خلال هذه القاعدة العلمية تقل كثيرا فرص الانتكاسات، أما الذي يأخذ الدواء فقط عند التعرض للمواقف الاجتماعية فهذا قد يجهض ويقلل الأعراض في تلك اللحظات، ولكن قطعا ستظل المخاوف والقلق متواجدا.
هذه هي الطريقة الأفضل من وجهة نظري، وبعد أن تنتهي من الكورس العلاجي كاملا إذا انتابتك أي نوبات قلق بعد ذلك يمكن أن تتناول الإندرال بمعدل عشرة مليجرامات عند اللزوم، أي إذا شعرت بقلق أو توتر فهو دواء بسيط وذو فاعل.
أقول هذا بالرغم من قناعاتي التامة، أنك إذا اتبعت الإرشاد الذي ذكرناه لك في كيفية تناول الدواء فإن شاء الله سوف تقضي على جزء كبير من ذلك، وحتى تدعم العلاج الدوائي أيها الفاضل الكريم: عليك أن تمارس الرياضة، وهنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، وهي تمارين مفيدة وبسيطة جدا يمكنك أيضا ممارستها، ولتطبيق هذه التمارين اجلس على كرسي مريح في مكان ليس به ضوضاء أو إزعاج، وأغمض عينيك وتأمل في شيء جميل وسعيد حدث في حياتك، بعد ذلك خذ نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، املأ صدرك بالهواء، وبعد ذلك أمسك الهواء في صدرك قليلا، ثم أخرج الهواء ببطء شديد عن طريق الفم، كرر هذا التمرين أربع إلى خمس مرات متتالية بصفة يومية لمدة أربعة أسابيع، سوف تجد أنه مفيد جدا.
الرياضة إذا مارستها جماعيا - أي مع بعض زملائك - سوف تكون فائدتها أكثر، وعليك أن تنخرط أيضا في بعض الأنشطة الاجتماعية والثقافية والخيرية، هذا يزيل عنك الحرج والمخاوف في المناسبات.
تعلم المهارات البسيطة الأساسية حين تقابل الناس، وهي أن تبدأ بالسلام، أن تتبسم في وجه أخيك فهذا أيضا فيه صدقة، أن تأخذ المبادرات دائما، هذه هي الأسس الرئيسية لعلاج مثل حالتك.
أشكرك كثيرا على ثقتك في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء.