السؤال
السلام عليكم
أنا شخص مصاب بالقولون العصبي، وقد أصبت به نتيجة ممارسة العادة السرية منذ سنوات، وأصاب بحرج شديد نتيجة أصوات قرقرة الأمعاء وحركة الطعام بداخلها.. إلى غير ذلك من أعراض هذا المرض.
وقد ذهبت إلى أطباء أمراض باطنة وأعصاب ولم تتحسن حالتي! على الرغم من الدواء الذي وصفوه لي، وقد قرأت منذ فترة أن العادة السرية تؤدي إلى فقدان الخلايا العصبية، وتؤدي إلى اضطرابات وظيفية في الخلايا العصبية المركزية (الجهاز العصبي الذاتي)، وكنت قد أخذت Stellasil 1mg لكن تأثيره بطيء جدا، فهل يوجد دواء يساعد الجسم على استعادة تلك الخلايا؟ وإن لم يكن يوجد فأريد علاجا يساعد على علاج اضطرابات الجهاز العصبي الذاتي ويكون مكملا ومساعدا لـStellasil ويكون سريع المفعول نوعا ما، فأرجو المساعدة.
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن مصطلح القولون العصبي أتى من العصاب وهو القلق؛ حيث وجد أن بعض الناس الذين يعانون من القلق النفسي خاصة ما يسمى بالقلق المقنع تظهر لديهم أعراض جسدية تتمركز حول الجهاز الهضمي خاصة القولون، وهذه الحالة تشخص تحت الحالات النفسوجسدية وهي شائعة جدا.
أما فيما يخص ممارسة العادة السرية فلا شك أنها سيئة وقبيحة، وتؤدي إلى كثير من القلق، وتؤدي إلى تدهور في شخصية الإنسان، وبالنسبة لتأثيرها على خلايا الدماغ فأبشرك أن هذا التأثير ليس تأثيرا دائما، بمعنى أن الإنسان حين يتوقف إن شاء الله سوف ترجع الأمور إلى طبيعتها، وهذا هو المبدأ الصحيح.
إذن: العلاج هو التوقف عن ممارسة العادة السرية، والإكثار من ممارسة الرياضة؛ لأن الرياضة تنشط الخلايا، وتنشط فعالية الأعضاء المختلفة للجسم، وتزيد من تدفق الدم والأكسجين والمواد المغذية للدماغ، وهذا بالطبع يساعد كثيرا.
إذن العلاج طبيعي وبسيط، وهو أن تتوقف عن هذه العادة، وأن تتوب إلى الله توبة نصوحا، وأن تكثر من الاستغفار، وممارسة الرياضة، وأن تغير نمط حياتك عامة، وكل الدوافع التي كانت تدفعك نحو ممارسة هذه العادة حاول أن تتخلص منها، مثل الخيال الجنسي والفراغ، وعدم الصحبة الطيبة، وابن نمط حياة جديد، وهذا سوف يساعدك كثيرا، وأؤكد لك تماما أن الأمر فقط يحتاج منك التوقف عن هذه العادة، وبمرور الزمن إن شاء الله سوف تجد نفسك في أفضل وضع.
الرياضة أيضا سوف تساعدك في التخلص من أعراض القولون العصبي، والدواء الذي وصفه لك الأطباء دواء جيد، ولكن الأفضل هو دواء يعرف باسم سلبرايدSulipride واسمه التجاري دوجماتيل Dogmatil، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة ثلاث مرات في اليوم، وقوة الكبسولة هي 50 مليجراما، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، بعدها خفض الجرعة إلى كبسولة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم كبسولة في الصباح لمدة شهر ثم توقف عن تناول الدواء، ويفضل أيضا أن تتناول دواء أخرى يعرف باسم مودبوكس، بجرعة 50 مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 50 مليجرام -أي حبة واحدة- يوما بعد يوم ولمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
هذه الأدوية أدوية ممتازة وفعالة -إن شاء الله-، وسوف تساعدك في التخلص من القلق والتوتر وأعراض القولون العصبي، وسوف يتحسن لديك التركيز بإذن الله تعالى، وسوف تجد أن الشعور بالكدر بدأ بالزوال.
بالنسبة للأطعمة، تناول الأطعمة التي ترى أنها لا تسبب لك مضايقة، وبعض الناس يحدد أطعمة معينة لمرضى القولون العصبي، ولكن هذا الأمر قد لا يكون مفيدا لجميع الناس، نعم الإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف أمر جيد، ولكن الذي أره هو أن يتخير الإنسان الطعام الذي يفيده ولا يسبب له ضررا ومضايقة، فالأمر إذن يعتمد على التجربة، وهناك دراسات كثيرة أشارت أن شراب النعناع المركز ذو فائدة عظيمة جدا، فيمكنك أن تحرص على ذلك.
في الختام: ابن طاقات نفسية وجسدية جديدة، ولابد أن تساعد نفسك بتغيير نمط حياتك كما ذكرنا، وحسن إدارة الوقت، وانشد الصحبة الطيبة، ومارس الرياضة، واجعل لحياتك هدفا، وحاول أن تصل إلى هذا الهدف، وأتمنى أيها الفاضل الكريم أن تبحث عن عمل، وأن تجد وظيفة مناسبة؛ لأن العلاج بالعمل من أطيب وأحسن وأفضل الوسائل التي تقضي على القلق والاكتئاب النفسي والتوتر.
وبالله التوفيق.