ضعف الشخصية وعدم القدرة على الاندماج مع الآخرين.

0 629

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أرجو منكم المساعدة في تخطي ضعف شخصيتي، وعدم استطاعتي الاختلاط مع الآخرين أو الانسجام معهم، غالبا ما أشعر بالوحدة رغم وجودي مع الآخرين، حتى في العمل للحظة لم أستطع الانسجام معهم، كلامي سريع وغير مفهوم، غير ذلك والأمر الذي يؤلمني كثيرا، هو أنني لا أستطيع الصلاة أمام والدي، فغالبا لا أصلي إن كان في البيت، لا أعرف لماذا أخجل منه بشكل مفرط.

هذا الخجل الذي يسيطر علي دائما في طعامي، كلامي مع الآخرين، وفي جميع تصرفاتي، حتى أنه خلال أحد الأيام كنت عند صديقة أدرس وإياها، وأردت التبول - أعزكم الله - فلم أستطع إخبارها بذلك، ففعلتها في مكاني، شعرت بإحراج وذل شديدين.

أرجوكم المساعدة، توجهت لطبيب نفسي ولم أستطع إخباره جيدا بحالتي، فوصف لي علاجا دوائيا وهو (Medizapin 5 MG) و(Anafranil 75 MG) و(Vascor) الأول حبة في اليوم، والثاني حبة في اليوم، والثالث حبتان في اليوم، الآن أشعر براحة أكثر، لكن رغم ذلك لم أستطع تجاوز مشكلتي، خصوصا الصلاة!

أرجو منكم المساعدة بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أولا: الاعتقاد بأنك ضعيفة الشخصية في حد ذاته هو أمر خطأ، والإنسان إذا تذكر فقط أنه مكرم من الله تعالى يجب أن يكون ذلك سببا كافيا لإزالة كل شعور سلبي حيال ذاته، فمن هنا أقول لك: تصحيح المفاهيم حول الذات هو أفضل وسيلة لأن يثق الإنسان بنفسه.

ثانيا: أرجو أن تحكمي على نفسك بأفعالك وليس بمشاعرك، فلابد أنك تقومين بأشياء إيجابية كثيرة، ومن خلال التركيز على هذه الأفعال الإيجابية سوف يتقلص الشعور السلبي.

ثالثا: عليك بحسن إدارة الوقت، فلابد أن تضعي خارطة ذهنية، أو تقومي بالكتابة في ورقة وتوزعي من خلالها الزمن، ويكون هنالك نوع من الانضباط والدقة في تنفيذ ما تريدين أن تقومي به خلال اليوم، وفي نهاية اليوم يجب أن يحدث نوع من الجرد - إذا جاز التعبير - لما قمت بتنفيذه، وقد وجد أن هذا يجعل الإنسان يحس بالرضا، ويجعله أيضا أكثر مثابرة، وتكون له الدافعية والتفكير الإيجابي.

أيتها الفاضلة الكريمة: التواصل مع الآخرين مهم، تخيري بعض الصديقات من الصالحات من الأرحام من الأقرباء، وحاولي أن توسعي في شبكة تواصلك الاجتماعي، هذا ليس بالصعب أبدا، البدايات قد تكون فيها شيء من التردد، ولكن حين يقتحم الإنسان خوفه ويثق في ذاته، سوف يجد بعد ذلك أن الأمر أصبح في متناول يده، وهو بسيط ومتيسر جدا.

الخجل من الصلاة أمام والدك، لاشك أن هذه فكرة وسواسية ونوع من المخاوف السخيفة، ويجب أن تجلسي مع نفسك جلسة طويلة ودقيقة، وبشيء من التركيز، وتحللي هذا الخوف، وسوف تقتنعين - إن شاء الله - بسخافتها، ويجب أن تحقريها، وقولي لنفسك: (سوف أصلي أمام والدي، وسوف يفرح والدي بذلك؛ لأن والدي سوف يكون سعيدا بهذا، والدي سوف يشعر بالفخر أنه أحسن تربيتي، فأنا حين أصلي أمامه، هذا فيه راحة لوالدي، فيه إسعاد له، وأنا أريد أن أرضي ربي أولا ثم أرضي والدي) هذا النوع من الحوار إذا أخذته بجدية كافية، سيذلل هذه الحواجز النفسية، بل يزيلها تماما.

الأدوية مهمة في حالتك، وعقار أنفرانيل (Anafranil) لا بأس به، وهو الدواء الذي يستعمل في حالات الوساوس وكذلك القلق، وجرعة خمسة وسبعين مليجراما لا بأس بها، ولكن أعتقد أن جرعة مائة مليجرام ستكون هي الجرعة الأسلم.

أما عقار (Medizapin) فهذا حقيقة مضاد للقلق والتوتر، ولكن يعاب عليه أن الإنسان إذا استمر في استعماله لفترة طويلة، ربما يحدث نوع من التعود البسيط عليه، ولابد أن يكون الطبيب المعالج قد وضع لك خطة علاجية سوف يتم من خلالها التوقف عن هذا الدواء بعد الفترة المقررة، ولا مانع من الاستمرار على الأنفرانيل.

هنالك مجموعات من الأدوية ربما تكون أكثر فعالية، منها دواء يعرف علميا باسم: (باروكستين Paroxetine)، ويعرف تجاريا باسم: (زيروكسات Seroxat) ويسمى تجاريا في المغرب باسم: (ديروكسات Deroxat) هذا الدواء قوي جدا في علاج الخجل والخوف الاجتماعي، وكذلك الوساوس القهرية، وحتى الاكتئاب النفسي، فلا مانع - أيتها الفاضلة الكريمة - من أن تستشيري طبيبك حول هذا الدواء، وإذا أراد أن ينقلك إليه كبديل فعال للأنفرانيل فلا مانع في ذلك.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات