السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي أصغر مني بسنة، وهو شخص لديه حالة نفسية منذ الصغر تقريبا، منذ أن كان عمره (13) عاما، وهو الخوف من الموت والخوف من أهوال يوم القيامة، وهو الآن بحالة عادية، ولكن ألحظ عليه أنه يحب أن يكون غالبا في عزلة، وغير اجتماعي، ولا يحب أن يكون مع أهله القريبين دائما، مع أنه لم يظهر ذلك، وهو من الأشخاص المدمنين للأفلام الأمريكية، ومعجب إعجابا شديدا بأمريكا.
والحقيقة أنني أرى تأثير الأفلام في شخصيته، وهو ما يظهر على تصرفاته وأسلوب تعامله معي أحيانا، وليس دائما، ولا أعرف ما هو الحل؟ مع العلم أنه من الأشخاص المهووسين بالأفلام الإباحية ويشاهدها بكثرة، وأنا الآن أريد أن أعرف كيف أتعامل معه، وما هو الحل؟ مع أن الظروف الأسرية من حوله جيدة، حيث إن والديه على قيد الحياة ومسلمان وسويان وعلى خلق ودين، وله إخوة، ووضعه الاجتماعي ليس سيئا، ولكن المشكلة في تعلقه بالأفلام سواء الأكشن أو الإباحية، وهو في وضع نفسي متقلب بين الدين والالتزام تارة، والإدمان ومشاهدة ما ذكرت تارة أخرى.
أنا أريد الحل لكي أجعله يترك متابعة الأفلام خصوصا الأكشن؛ لأن الأفلام الخليعة من السهل إقناعه بتركها بتعزيز الجانب الديني فيه، ولكن كيف أقنعه بترك أو التقليل من متابعة أفلام الأكشن؟
ولكم شكري وتقديري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ تركي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذا الأخ -كما ذكرت وتفضلت- من المحتمل أن تكون لديه علة أصابته في فترة اليفاعة وتمثلت في المخاوف، والمخاوف في مثل هذا العمر تفقد الإنسان الكفاءة الاجتماعية، ولا تساعد بالطبع في تطوير وتنمية شخصيته، مما يجعله ينزوي في دائرة ضيقة ويشاهد المواقع الخلاعية والأفلام وغيرها.
هذا الأخ مع احترامي الشديد له لم يطور مهاراته، أو لم تتح له الفرصة لتطوير مهاراته، ونتيجة لافتقار هذه المهارات لم تنم لديه أيضا منظومة قيمية تجعله ينظر إلى الحياة بجدية، وأعتقد أن هذا الأخ بحاجة إلى رفقة طيبة وإلى نموذج وقدوة يقتدي بها، وإن شاء الله أنت ستكون خير معين له في ذلك، ولابد أن يكون هنالك استبصار بالنسبة له، والاستبصار يتم بأن يدرك حجم وغلظة وفظاعة ما يمارسه هذا، ولا تأخذ الأمور بتساهل لا من جانبه ولا من جانبكم، ولكن يجب أن تكون المخاطبة بالتي هي أحسن.
أعتقد أنه في حاجة إلى مقابلة مختص نفسي؛ لأن الإدمان على هذه المواقع الخلاعية والإباحية اتضح الآن أن كيمياء الدماغ تلعب دورا في ذلك، والإنسان حين ينغمس في مثل هذه الأشياء ويدمن عليها يحدث له نوع من المردود الإيجابي الداخلي عن طريق إفراز مادة تسمى بالدوبمين، وهذه حقيقة تعقد الأمر بعض الشيء، لذا نحن نرى أن مقابلة المختصين سوف تكون أفضل، والإنسان يمكن أن يتوقف عن هذه الممارسات وذلك ببناء بدائل لها.
هنالك أشياء جميلة في الحياة، يمكن أن تدمن مثل الرياضة مثلا، حيث إن الرياضة تؤدي إلى تصحيح المسارات الكيمائية والفسيولوجية والبيولوجية والمتعلقة بالإدمان، وكما ذكرنا: الرفقة الطيبة وأن نساعد هذا الأخ في توزيع وتقسيم وإدارة وقته بصورة صحيحة، وأن نجعله يبني منظومة قيم جديدة وقيم الصدقة والأمانة والعفاف، وأن نساعده بأن ينخرط في أعمال تطوعية وخيرية وأنشط ثقافية، هذه كلها أخي وسائل طيبة للعلاج، وأسأل الله أن يسهل لك ويعينك على أن تعين هذا الأخ، ولا تيأس أبدا، وما ذكرته لك هي المفاتيح الرئيسة للعلاج.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع (إسلام ويب).