الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل للمواد الإباحية أثر على الدماغ والتركيز؟

السؤال

تركت مشاهدة المواد الإباحية بعد قراءة الأبحاث التي تتحدث عن أضرارها على المخ من حيث:
١- تقلص الفص الجبهي.
٢- قلة المادة الرمادية.
٣- ضعف القدرات الدراسية، ووظائف الدماغ.
٤- ضعف الذاكرة والتركيز... إلخ، وأن لها تأثيرًا أقرب للكوكايين.

وأود أن أسأل الأسئلة التالية:
١- حتى يحدد الطبيب تأثير المشاهدة على الدماغ والأضرار التي قد تكون حدثت للأجزاء (المذكورة في الأبحاث) بسبب المشاهدة، فما هو الفحص أو الأشعة الأكثر دقةً لهذه الحالة، ليحددها الطبيب؟
٢- هل يمكن تحديد ما إذا كان -لا قدر الله- حدث تلف لبعض خلايا الدماغ، مثل إدمان الكحول والمخدرات، أم لا يمكن هذا؟ وكيف؟
٣- ما تخصص الطبيب للكشف والمتابعة لعودة المخ والدماغ مرة أخرى، من الناحية الجسدية ليس النفسية؟

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع استشارات إسلام ويب.

أخي: من المؤكد تمامًا أن المشاهدة للمواقع الخلاعية والإباحية لها تأثير وضرر كبير على النفس، وعلى شخصية الإنسان، وحتى من الناحية الضميرية كثير من الذين لديهم يقظة في الضمير قد يحدث لهم تسلُّط شديد من أنفسهم اللوّامة، وهذا يساعد في التوبة، لكن أيضًا يسبّب لهم بعض الأزمات النفسية.

بالنسبة للأثر الذي يحدث بعد هذه المشاهدات طبعًا يتفاوت من إنسان لآخر، وذلك يعتمد على الشخصية، ويعتمد على كمية المادة التي يُشاهدها الإنسان ونوعيتها، هذا أيضًا مهمٌّ جدًّا، ودرجة تفاعل الإنسان؛ لأن كثيرًا من الذين يُشاهدون هذه المواد الإباحية -بكل أسف- يتفاعلون معها: إمَّا من خلال ممارسة العادة السرية، أو محاولة محاكاة بعض المقاطع، فهذه كلها أمور تُحدد درجة الضرر الذي سيحدث.

إن حقيقة التأثير على الفص الجبهي مؤكد؛ لأن الفص الجبهي يُمثّل دور الشرطي بالنسبة لدماغ الإنسان، هو الذي يُحدد الضوابط التي ينتهجها الإنسان في حياته، كما أنه مركز للخطط المستقبلية للطموحات، وللآمال، وللأهداف، لذا الضرب عليه يكون قاسيًا جداً، تجد كثيرًا من الذين يتأثّر عندهم الفص الجبهي ليس لديهم طموحات، مثلاً الذين تعاطوا الحشيش لفترات طويلة؛ لأن الحشيش –خاصة عالي التركيز– هو الذي يُسبب أكبر ضرر للفص الجبهي، لم ألتقِ خلال الأربعين سنة الماضية من ممارستي للطب النفسي مع أي متعاطٍ للحشيش لفترات طويلة لديه أي طموحات في الحياة؛ فهو يكون قنوعاً جدًّا بالبسيط، ولا يهتمّ أبدًا، غير عابئ.

أيها الفاضل الكريم: هنالك الأشعة التي تُسمّى (PET) ربما تعطي فكرةً عن الأنشطة الدماغية في أجزاء المخ المختلفة. هذا أحد الفحوصات، لكن الفحوصات الأدق هي الفحوصات الإكلينيكية التي يقوم بها الطبيب، الطبيب المختص، هنالك الأخصائي النفسي المتمرّس والذي لديه خبرة واسعة فيما نسميه بعلم النفس الإكلينيكي العصبي النفسي، هؤلاء لديهم مقاييس خاصّة جدًّا يُطبقونها لمعرفة العلّة إذا كانت في الفص الجبهي، أو في الفص الصدغي، أو في الفص الخلفي، أو في الفص الجانبي، كل جزء من الدماغ له اختبارات معينة، إذًا: الأمر يتم عن طريق هذه الفحوصات.

طبعًا بالنسبة للكحوليين والمخدرات: كما ذكرتُ لك يكون الأمر واضحًا جدًّا، بالنسبة للكحوليين قد تتسع غرف الدماغ الداخلية، هذا نشاهده لدى بعضهم، كما أنه يظهر توسّعاً على الأخاديد الموجودة على سطح الدماغ، وكما ذكرتُ لك بالنسبة للمخدرات على وجه الخصوص، الحشيش يظهر أثره على الفص الجبهي، هذه يمكن أن تُحدد بواسطة الأطباء المختصين، والطبيب المختص هو طبيب الأعصاب، وكذلك الطبيب النفسي الذي لديه تخصص في الطب النفسي العضوي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً