العلامات والأعراض الدالة على قيام الغدة الدرقية بمهامها الطبيعية

0 733

السؤال

السيد الدكتور/ محمد عبد العليم .. المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بادئ ذي بدء أرسل لك أجمل التحيات، وعندي سؤال: هل قلة النوم تؤثر على الحالة النفسية للشخص؟ وكذلك كيف يعرف الشخص بأن الغدة الدرقية تعمل عنده بشكل طبيعي؟ أم أن هناك اضطرابا بها؟

أرجو الإفادة لأنني في بعض الأحيان أشعر باضطراب داخل جسمي، لا أعلم هل هو من الغدة الدرقية أم من شيء آخر، وأزيد على ذلك بأنني قد قدمت قبل ذلك استشارتين، وتمت الإجابة عنهما بشكل رائع من طرفك.

أشعر الآن بأني على خير ما يرام ـ ولله الحمد ـ ولكن بعض الأحيان - وهي قليلة جدا - أشعر بهواجس داخلية تجعلني أشعر بخوف وشعور في بعض الأحيان بالتغرب، ولكنه ـ ولله الحمد ـ لا يؤثر علي.

أرجو إفادتي، ولك جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مأمون حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وأنا أبادلك تحيات أحر، وأشكر لك كلماتك الطيبة هذه، وعلى ثقتك في هذا الموقع وفي شخصي الضعيف، وأنا سعيد جدا أنك - الحمد لله - تحس بالراحة التامة الآن، ونعمة الصحة والعافية لا تماثلها نعمة أخرى، فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل العافية، وأن يجعلنا من الشاكرين لها، ونسأله تعالى دوام العافية.

ما يأتيك من هواجس داخلية لا تنزعج حيالها، وكما ذكرت فإن الشعور بالقلق والخوف، وحتى التغرب عن الذات في بعض الأحيان، هي مشاعر طبيعية جدا، والنفس البشرية لا تظل على نمط واحد، وكل شيء يزيد وينقص، حتى الإيمان كذلك.

يقول علماء السلوك: إن شيئا من القلق، وشيئا من الخوف، وشيئا من الوساوس، وشيئا من الشكوك، هذا كله مطلوب، وهي ظاهرة صحية جدا، وذلك من أجل التوازن النفسي الداخلي، ومن أجل تحفيز النفس، وأن تكون أكثر استعدادا لمواجهة متطلبات الحياة، فالخوف وسيلة للحماية، والشكوك أيضا وسيلة للتحوط، والوساوس وسيلة للتدقق، والقلق وسيلة لتحسين الدافعية واليقظة عند الإنسان، وهكذا.. فأرجو أن لا تنزعج أبدا، وكما ذكرت لك أنا سعيد جدا أن أعرف أنك قد وصلت إلى درجة مرضية جدا من التعافي.

سؤالك حول الغدة الدرقية: حوالي خمسة بالمائة من الناس تقريبا يكون لديهم اضطراب في الغدة الدرقية، ويكثر هذا الاضطراب لدى الإناث، خاصة زيادة إفراز الغدة الدرقية، وهذا الاضطراب قد لا ينتج عنه أي أعراض خاصة إذا كان بسيطا أو في بداياته، أما إذا كان اضطرابا شديدا مثل الزيادة الشديدة في نسبة الهرمون أو الضعف الشديد، فهذا تنتج عنه أعراض جسدية، وربما نفسية.

وبالنسبة لمعرفة عمل الغدة الدرقية إن كان طبيعيا أم لا، فهذا بالطبع عن طريق الفحص، الفحص المخبري هو أفضل وسيلة، وقياس هرمونات الغدة الدرقية هو أمر بسيط جدا وفحص بسيط جدا، حتى المختبرات بسيطة المستوى وقليلة الإمكانيات، يمكن أن يجرى فيها مثل هذا الفحص.

أعراض نشاط الغدة الدرقية تتمثل في: من الناحية النفسية قد يحس الإنسان بشيء من القلق والتوتر وعدم الارتياح وسرعة الانفعال، وربما عسر بسيط في المزاج، ومن الناحية الجسدية تتمثل في: تكون هنالك زيادة في ضربات القلب، يحس بتسارع ضربات القلب، وقد تكون هنالك رعشة في اليدين خاصة عند الانفعال، ويكثر لديهم التعرق أيضا.

ومن الملاحظات الضرورية والأساسية جدا أن الذي يعاني من زيادة إفراز الغدة الدرقية لا يتحمل الجو الحار، دائما تجده أكثر ارتياحا في البرودة وفي أيام الشتاء.

ملاحظة أخرى: أن الذي يعاني من إفراز زائد في الغدة الدرقية يفقد الكثير من الوزن، بالرغم من أن شهيته للطعام تكون مرتفعة جدا، وذلك نسبة احتراق السعرات الحرارية بكثرة، وقد يعانون أيضا من آلام جسدية مختلفة.

أما بالنسبة لضعف إفراز الغدة الدرقية، فيكثر أيضا لدى النساء، ونشاهده أيضا بعد الجراحات التي تتم خلالها، جزء رئيسي من الغدة الدرقية.

والأعراض تتمثل في بطء في الحركة، ويكون الصوت متضخما، ويكون هنالك بطء في التفكير، زيادة ملحوظة في الوزن، وربما انتفاخ في القدمين والساقين، وهؤلاء الأشخاص عرضة للإصابة بالاكتئاب النفسي وضعف التركيز وبطء التركيز كذلك، وحين تكون الحالات شديدة ومزمنة، ربما ينتج عن ذلك أيضا بدايات لمرض العته أو الخرف، وفي حالات يصاب هؤلاء الأشخاص أيضا بشكوك مرضية وتفكير فيه الكثير من الارتياب وسوء التأويل والتفسير لبعض الأمور العادية.

أخي الكريم: هنالك ملاحظة مهمة جدا، وهي أن ضعف إفراز الغدة الدرقية لدى المواليد يعتبر من الأمور الطبية الخطيرة لدرجة بعيدة؛ لأن هؤلاء الأطفال يضعف نموهم، وكذلك مقدراتهم العقلية، لذا كل طفل لديه تأخير في نموه الجسدي أو العقلي لابد أن يتم فحص الغدة الدرقية، والأمهات اللواتي عانين من أي اضطراب في الغدة الدرقية، لا بد أن يفحص الطفل بعد الولادة بالنسبة للأم التي كانت تعاني من علة في الغدة الدرقية كما ذكرنا.

نشكرك مرة أخرى، وأنا سعيد على تقدمك الصحي هذا، وأسأل الله تعالى أن يديم علينا وعليك العافية، وبارك الله فيك، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وعلى تواصلك مع موقعك هذا.

مواد ذات صلة

الاستشارات