السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أتزوج - والحمد لله - يأتيني خطاب، ولكن أمي تراني صغيرة، ودائما تقول للناس: إني أريد أن أكمل دراستي، كلما تقدم شخص لم يعجبها، وأصلا لا تستقبله، فقط في التلفون ترفض، كيف أقول لها: إني أريد أن أتزوج؟
أخاف أن أصارحها برغبتي فأكون قليلة أدب في نظرها، وأخواتي الأكبر مني تزوجن في أعمار متأخرة نسبيا 24 و25، وأنا عمري 20 .
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ما يحصل من الوالدة ليس فيه مصلحة، رغم مشاعرها النبيلة وحبها الصادق لك، ومن هنا فنحن ننصحك بشرح ما في نفسك لشقيقاتك أو خالاتك، كما أرجو أن تشعري والدتك بأنك عاقلة وناضجة من خلال تصرفاتك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد.
وأرجو أن أنتهز هذه الفرصة لأقول للآباء والأمهات إن تأخير الزواج فيه أضرار كبيرة بأبنائنا والبنات، وأن الأصل عندنا هو التبكير بأمر الزواج، حتى قال الشافعي رأيت جدة عمرها إحدى وعشرين سنة، وكان الفرق بين عبد الله ابن عمرو وبين والده عمرو بن العاص إحدى عشرة سنة.
وأن هذه الأمة لم تعرف بدعة تأخير الزواج إلا بعد مجيء المستعمر، وإذا كان أهل الكفر يؤخرون الزواج فللقوم مخالفات وممارسات، وليس بعد الكفر ذنب، ولكننا أمة العفاف والطهر والحلال.
وأرجو أن تقتربي من الوالدة وتحاوريها في هدوء، وكوني واثقة لأنك تربيتها وابنتها، فلن تظن بك إلا الخير، واعلمي أن كثرة رد الخطاب يجعلهم يترددون كثيرا، وقد ينقطعون عن المجيء تفاديا للإحراج، كما أن مجيء الشاب المناسب فرصة لكل فتاة.
ولا يخفى على أمثالك أن الشريعة تجعل أمر القبول أو الرفض للفتاة وحدها، وأن دور الوالد دور إرشادي فقط، وليس لهم التدخل إلا إذا كان الخاطب سيء الدين والسمعة، وأما إذا طرق الباب صاحب دين وأخلاق ورضيت به الفتاة فلا يجوز الوقوف في طريقها.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تقتربي من الوالدة، وتزيدي في برها، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.