السؤال
أعاني من البخر رغم أني أنظف أسناني بانتظام، ولا توجد أي التهابات باللثة، ولكن هذه الرائحة تخرج من داخل الجهاز الهضمي حسب اعتقادي، حيث ألاحظ بعد التثاؤب وجود رائحة كريهة تخرج من داخل جوفي، وقد استعملت مضمضة مثل (تانتم) الأخضر دون فائدة، فما سبب هذه الرائحة؟
أرجو وصف أدوية تساعدني على التخلص من هذه المشكلة؛ لأنها تسبب لي الإحراج.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن بخر الفم هو في الواقع عرض وليس مرضا بحد ذاته، وهو إما أن ينتج عن تخمر الفضلات الطعامية المتبقية، والعالقة بين الأسنان وفي الحفر المنخورة بفعل الجراثيم المختلفة، فتطلق أنواعا معينة من الغازات مثل: الأندول والسكاتول والبوتراسين، مما يؤدي إلى إكساب الفم الروائح النتنة، وإما أن يكون هذا البخر مخفيا ويزيد جفاف الفم من رائحته؛ لذلك فإن الأشخاص الذين يتنفسون من أفواههم عادة هم أكثر من غيرهم تعرضا للبخر.
كذلك فإن التخمر الحادث في أنبوب الجهاز الهضمي سواء أكان نتيجة لاضطراب في وظيفة الهضم، أو كان نتيجة للإكثار من الأطعمة وإدخال الطعام على الطعام، فما كان نتاجها طيارا انطرح عن طريق الرئة فجعل رائحة الفم كريهة.
وأمراض الممرات التنفسية العلوية أيضا قد تسبب رائحة غير مقبولة، مثل الزوائد الأنفية، والتهاب اللوزتين، وأمراض الرغامى والقصبات والرئتين، والتهاب القصبات الهوائية، وخراجات الرئة، كذلك السكري أيضا قد يؤدي إلى رائحة فم كريهة.
ومن أمراض الجهاز الهضمي: التخمة المعدية، ونقص فيتامين (ب)، واليرقان، وارتفاع نسبة البولة الدموية في حال قصور الكلية.
ومن المواد المسببة للرائحة في الدورة الدموية، والتي تطرح عن طريق الهواء، بعض أنواع الأطعمة، كالثوم والبصل، وبعض أنواع الأدوية.
وقد تكون رائحة الفم عندك مصدرها ليس من الفم؛ إذ ربما قد تكون ناجمة بشكل ثانوي عن أمراض الرئتين والممرات التنفسية، لكن هذه الحالة أقل شيوعا بطبيعة الحال من الرائحة الناتجة عن أسباب فموية.
ويمكن للطبيب أن يتأكد إن كانت الرائحة الكريهة ناجمة عن الرئتين أو الفم، وذلك بجعل المريض يغلق شفتيه ويتنفس من أنفه، فإذا انعدمت الرائحة خلال هذا الاختبار فيعود الأمر غالبا إلى الفم، ويمكن إتمام الاختبار بإغلاق فتحتي أنف المريض ليتنفس برفق من فمه، فإن ظهرت كان السبب من الفم.
والبخر الناجم عن الجهاز الهضمي يخرج إما بالتجشؤ أو عن طريق الرئتين، وهذه الروائح تنجم عن مرور المواد المحدثة للبخر والمنحلة في الدورة الدموية إلى هواء الزفير، ورائحة الثوم أو البصل في التنفس تنجم بشكل رئيسي عن امتصاصهما في الأنبوب المعوي وعبورهما البطيء إلى الرئتين.
أما العلاج فيعتمد على السبب، حيث يكون بمعالجة الأسباب الفموية للبخر، ويمكن أن يتحسن النفس الكريه إذا كان منشؤه من الفم، وغالبا ما يشفى إذا اعتني بالصحة الفموية، فيجب علاج التهابات اللثة المتواجدة، وأن يتم علاج الأسباب الموضعية في الفم المساعدة على تجمع فضلات الطعام، ويجب تنظيف المسافة ما بين الأسنان والمناطق الأخرى التي يمكن أن تختبئ فيها فضلات الطعام، ويصعب على الفرشاة الوصول إليها، ويجب إزالة الكلس المتواجد على الأسنان من قبل الطبيب، والمضمضة هي بشكل مؤقت، والواجب يقتضي إصلاح الحالة بإزالة كل الأسباب التي في الفم من قبل طبيب الأسنان.
وإن لم تكن المشكلة في الأسنان، فيجب علاج كل الحالات السابقة في الجيوب، والجهاز الهضمي، والجهاز التنفسي.
والله الموفق.