السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
لقد أخذت دواء الزولفت حسب نصيحة دكتورنا الفاضل محمد عبد العليم، فوجدت أنه يسبب الخمول أثناء النهار، والأرق إذا أخذته ليلا، وأيضا أصبت بالقلق عندما قرأت عنه في الإنترنت، حيث أنه يسبب انخفاض الشهوة الجنسية (وقد أحسست بهذا) فهل هذا الخمول سيستمر؟ لأني أحتاج للتركيز، وهل انخفاض الشهوة يستمر بعد قطع الدواء؟ لأني لا أحتاجها الآن، حيث أنني غير متزوج، لكن لا أريد أن تؤثر علي فيما بعد.
عذرا على الإكثار في بالسؤال، لكني قلق بشأن هذا الدواء لما قرأت عنه، وجزيتم خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أريد أن أؤكد لك أن السيرترالين - والذي يعرف بزولفت – هو دواء من أفضل الأدوية وأسلمها، وما ذكر حول الشهوة الجنسية هذا يحدث لعدد قليل جدا من الناس، أي انخفاض هذه الشهوة، وهذا نشاهده مع الجرع الكبيرة، حبتين أو ثلاث أو أربع في اليوم، وأنا أعرف من تحسن أدائهم الجنسي بعد أن تناولوا هذا الدواء، وذلك بعد أن زال عنهم القلق والتوتر، فلا تشغل نفسك بهذا الأمر أبدا، وهو إن حدث فهو أمر مؤقت، وهذا الدواء لا يؤثر بحال من الأحوال على هرمون الذكورة أو على قدرة الرجل على الإنجاب، فالأمر واضح جدا في هذا السياق، وأنا أريد أن أطمئنك تماما.
بالنسبة للشعور بالخمول أثناء النهار والأرق أثناء الليل، هذا يمكن أن يعالج بأن تتناول هذا الدواء بعد المغرب مباشرة، هذا ربما يكون حلا جيدا، ويعرف أن الآثار الجانبية دائما تكون في الأسبوع أو الأسبوعين الأولين من تناول الدواء، بمعنى آخر أن الأعراض الجانبية أيا كان نوعها تبدأ في الانخفاض حتى تنتهي تماما، وذلك بمواصلة استعمال الدواء، فهو دواء جيد أنا أريدك أن تصبر عليه، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به كثيرا.
الدواء ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الشهية للطعام، بعض الناس يأتيهم انخفاض في الشهية في الأسبوع الأول، ولكن بعد ذلك قد تزيد شهيتهم قليلا نحو الطعام، فإن حدث لك هذا فلا تنزعج؛ لأن هذا أمر مؤقت، ولكن عليك بممارسة الرياضة، وتنظيم الأكل حتى لا يزيد وزنك.
الامر الآخر وهو الضروري جدا: الآثار الجانبية للأدوية موجودة ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، ولكن هذه الآثار حين تحدث تحدث لدى قلة قليلة جدا من الناس، وأنا دائما أقول للإخوة الأفاضل: إذا قرأت عن البنادول والذي يمكن أن يتناوله الإنسان من السوبرماركت فلا أحد سوف يتناوله، إذا قرأنا عن آثاره الجانبية من الكتب العلمية فهو يؤدي إلى تلف الكبد وهذا أمر أمر عجيب وخطير، ولكن هذه الحالات هي نادرة جدا وذلك لمن يتجاوزون الجرع وشيء من هذا القبيل.
شركات الأدوية أصبحت مكلفة بل تحكمها القوانين بأن تذكر كل أثر جانبي قد يحدث من الدواء، حتى وإن حدث لشخص واحد وسط مليون شخص تناولوا هذا الدواء، وشركات الأدوية حريصة على حماية نفسها، لذا تذكر هذه الأعراض الجانبية.
هنالك تفاوت كبير جدا في الأعراض الجانبية، مثلا أنت ذكرت لي الآن أن تناول الزولفت ليلا قد سبب لك شيئا من الأرق، ومعظم الناس يقولون أن الزولفت قد حسن من نومهم، والبعض يأتيك - وهم أقلية - يقول لك أن الدواء محايد تماما، لم أشعر بزيادة أو نقصان في النوم، والبعض – مثل شخصك الكريم – يسبب له الدواء الأرق في الليل والخمول أثناء النهار، هذه كلها نعتقد أنها ناتجة من القابلية والاستعداد الشخصي لأجهزة الجسم، والتي تختلف من إنسان لآخر فيما يخص استقلاب هذه الأدوية عن طريق الكبد، وكيفية تعامل جسم الإنسان معها.
أريدك أن تطمئن تماما، وإن شاء الله سوف تتحصل على فائدة عظيمة جدا من هذا الدواء، وأشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.