السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم من أعماق قلبي على ما تقدمونه لخدمة المسلمين وجزاكم الله خيرا.
بداية كانت تأتيني آلام في رأس المعدة، غير متواصلة وخفيفة جدا، ولكني ذهبت للمستشفى وعملت تحليل دم وبراز، وكانت النتيجة وجود جرثومة المعدة، وأخذت العلاج (كلاريت500 قرص كلاريثرومايسين حبة بعد الفطور، وحبة بعد السحور لمدة أسبوع، وميجاموكس حبة بعد السحور والفطور لمدة أسبوع، ورايسك أوميبرازول حبة قبل الفطور والسحور لمدة أسبوعين، بعد انتهاء فترة العلاج عملت تحليل دم وبراز مرة أخرى، وكانت النتيجة عدم وجود الجرثومة - ولله الحمد - لكن - يا دكتور - بعد الانتهاء من العلاج ظهرت أعراض غريبة، وهي:
أشعر بحرارة في معدتي، خاصة عندما تكون ممتلئة، وغازات، وألم في رأس المعدة، أرتاح عندما أضغط عليه، وأحيانا أسمع أصواتا في بطني، وألما في أسفل الظهر، وأحيانا تأتيني آلام في أسفل البطن في الجانبين، مثل ضربة السكين لا تستمر أكثر من ثانيتين وتزول، وكذلك ألم في الضلعين الأسفلين في الجانبين الأيمن والأيسر، وكذلك تزول بسرعة، وكذلك لاحظت تغيرا في رائحة البراز، وأحيانا يخرج الطعام غير مهضوم، مثل: (السمسم الأبيض، واللوز، والجزر، ومرة واحدة فقط خرجت حبات من الأرز غير مهضومة.
مع العلم أني عندما أشرب اللبن والحليب يأتيني ألم في بطني، وإسهال، وعندما أذهب إلى دورة المياه يذهب الألم والإسهال، ولا يعود إلا عندما أشرب حليبا أو لبنا مرة أخرى، مع العلم أنا غير متزوجة.
أفيدوني جزاكم الله خيرا، وجعل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم.. آمين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالأعراض التي تشتكين منها إما أن تكون أعراض القولون العصبي، فالقولون العصبي يسبب أعراضا مشابهة للأعراض التي تشتكين منها، من آلام في مناطق مختلفة في البطن، مع إسهال وانتفاخات في البطن، مع خروج مخاط في البراز، وتزداد الأعراض مع أنواع معينة من الأطعمة، ومنها الحليب، وكذلك تزداد الأعراض في أوقات القلق والتوتر النفسي.
ومن الأمور المهمة أن الآلام تختفي أثناء النوم، ولا يحدث إسهال في الليل، أي أنه لا يوقظ المريض من النوم، ولا يسبب أي خروج دم في البراز، ولا يكون هناك نقص في الوزن.
والاحتمال الآخر هو مرض عدم تحمل سكر الحليب، وينجم هذا عن نقص أنزيم (خميرة) يسمى اللاكتيز (خميرة أو إنزيم سكر الحليب)، وهذا الإنزيم مسؤول عن هضم سكر الحليب في الأمعاء، وتتواجد هذه الخميرة عادة في الأمعاء الدقيقة، ومهمتها تحويل سكر اللاكتوز إلى سكر آخر يمكن أن تمتصه الأمعاء ليدخل الدم، ويؤدي نقص اللاكتيز إلى ظهور أعراض مزعجة عند المرضى، وتسمى الحالة عندها عدم تحمل سكر الحليب أو عدم تحمل اللاكتوز، وهو مرض منتشر جدا، وتختلف حدته من شخص لآخر.
هناك نوع خلقي، (عوز اللاكتيز الخلقي أو الولادي، وتظهر أعراض المرض مبكرة بعد الولادة)، وهناك النوع المكتسب، فيمكن للأمراض الهضمية، وخاصة الإسهالات أن تسبب نقصا في أنزيم اللاكتيز، وهذا النقص بدروه يسبب عدم تحمل سكر اللاكتوز، وقد تتطور الأعراض بسرعة في بعض الحالات، وغالبا بشكل تدريجي وبطيء على مدى سنوات.
وأهم أعراض عدم تحمل اللاكتوز هي الأعراض التالية، والتي قد تظهر بعد 30 دقيقة إلى ساعتين من تناول المادة الحاوية على سكر الحليب:
- الغثيان.
- المغص المعوي.
- إحساس النفخة في البطن.
- الغازات في الأمعاء، والإحساس بانتفاخ.
- الإسهال.
- احمرار حول الشرج عند الصغار من المرضى.
ويتم تشخيص اختبار تحمل اللاكتوز: فيعطى المريض على الريق مادة سائلة تحتوي على اللاكتوز، ومن ثم يجرى فحص للبراز على مدى الـ 24 ساعة التالية، لتحري حمض اللبن والغلوكوز في البراز الذي تشكل في الأمعاء بسبب قيام الجراثيم المفيدة في الأمعاء بتحويل اللاكتوز غير المهضوم إلى هذا الحمض، وتعتمد المعالجة بشكل رئيسي على الحمية (تجنب الأطعمة والسوائل الحاوية على اللاكتوز)، وقد يصف الطبيب إنزيم اللاكتيز بشكل دوائي، وأنا أرجح أن يكون سبب الأعراض القولون العصبي، وأرى أن تراجعي طبيب الجهاز الهضمى لإجراء اختبار البراز للتأكد من موضوع نقص الخميرة.
والله الموفق.