السؤال
السلام عليكم.
أولا: جزاكم الله خيرا، وجزى كل القائمين على هذا الموقع.
أخي الحبيب! حدث ارتجاع بالصمام المترالي نتيجة الحمى الروماتزمية حيث إني لم أشك من أي أعراض بعد الشفاء من الحمى حيث كنت مواظبا على البنسلين طويل المفعول شهريا، وتوقفت فترة عن البنسلين بعد الإصابة بـ10 سنوات وبعدها بثلاث سنوات.
وأنا في عمر 23 حدث ألم بمنطقة القلب، وزيادة في نبضات القلب، فقام الطبيب بعمل أشعة الإيكو، وكانت نتيجتها ارتخاء مع ارتجاع بسيط في الصمام المترالي وقد حدث نتيجة الحمى وهذا ملخص التقرير:
(R.h.d. mtral valv prolapse g.i.m.t)
والسؤال هو: هل هناك احتمال أن تتدهور حالة الصمام أو تعود الحمى الروماتزمية مرة أخرى، مع العلم بأني أصاب كثيرا بنزلات البرد والتهاب الحلق؟
وهل حقنة البنسلين طويل المفعول لها أهمية؟ وهل تحمي الصمام من تدهور حالته؟ مع العلم بأني مواظب عليها شهريا وعمري الآن 28 عاما، وهل هناك ضرورة للاستمرار عليها؟
وسامحوني إخواني الأحباء على الإطالة وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أود أن أشرح بقليل من التفاصيل مرض ترهل الصمام التاجي (المترالي) فعند الغالبية العظمى من الأشخاص المصابين بارتخاء الصمام الميترالي يكون هذا الارتخاء موجودا منذ الولادة، حيث تلعب الجينات الوراثية دورا رئيسيا في حدوثه، ولذلك يكون أكثر وجودا في بعض العائلات وأكثر شيوعا بين النساء، وعلى الرغم من وجود الارتخاء عند الولادة فإن أعراضه ومضايقاته للمريض لا تظهر إلا بعد البلوغ.
وأهم أعراض ارتخاء الصمام الميترالي هي آلام بالصدر مبهمة الوصف ولا علاقة لها بأي مجهود أو زمان، وكذلك الخفقان - عدم انتظام ضربات القلب - الذي يسبب إزعاجا كبيرا لبعض المرضى، والفتور وخمول عام بالجسم مصحوب بضيق في التنفس عند بذل أي مجهود، وقد لا يكون هذا الضيق في التنفس له علاقة بالحركة أو الجهد.
إلا أنه قد وجد أيضا أن بعض حالات هذا الترهل تكون نتيجة تليف في الصمام التاجي مسببا ترهلا في الصمام وارتجاع الدم من البطين إلى الأذين كما هو الوضع عندك، فقد وجد في الإيكو أن هناك R.h.d وهي تعني مرض قلب روماتيزميRheumatic heart disease وسبب ترهل الصمام التاجي Mitral valv prolapse هو مرض القلب الروماتيزمي، وهذا الترهل في الصمام سبب ارتجاعا بسيطا في الدم من خلال الصمام المترالي.
بالنسبة للعلاج: فإن معظم حالات ارتخاء الصمام الميترالي غير المصحوبة أو المصحوبة بقصور أو تسريب طفيف بالصمام تحتاج للمتابعة مع الطبيب، ولكن المهم هو أن المريض يحتاج إلى وقاية لحماية الصمام من الالتهاب الجرثومي الذي يمكن أن يحصل بعد بعض الإجراءات السنية عند طبيب الأسنان أو بعض العمليات.
وتتمثل الوقاية في أخذ مضاد حيوي عن طريق الفم في غالب الأحيان قبل إجراء العمليات أو عند زيارة طبيب الأسنان لإجراء نظافة أو خلع للأسنان، وذلك قبل فترة وجيزة من إجرائها، ولذا قبل إجراء أي تنظيف للأسنان أو خلع أو أي عملية يجب إخبار الطبيب الذي سيقوم بالعملية وإعلام طبيب القلب المشرف.
وفي حالة حدوث نوبات من الخفقان يجب فحص المريض بواسطة أخصائي القلب لمعرفة نوعية هذا الخفقان، وذلك عن طريق الأجهزة التي تسجل تخطيطا، فإذا أثبت الجهاز وجود ضربات غير طبيعية لكنها حميدة فإن الشخص المريض لا يحتاج إلى علاج خاص، وإنما يجب طمأنته ونصحه بأن يتجنب المؤثرات التي تجلب أو تزيد من حدة هذا الخفقان، مثل زيادة شرب الشاي والقهوة والمشروبات الغازية والتوقف عن التدخين.
وأما في حالة وجود ضربات غير طبيعية -أي: من النوع الذي يشكل خطورة على حياة المصاب- فالعلاج يكون بأخذ العقاقير الطبية المختلفة، وذلك حسب نوعية الخفقان واستجابته وتحت إشراف الطبيب.
وبالنسبة للبنسلين ففي حالة إصابة الصمامات كما هو الحال عندك فإنه يجب الاستمرار على البنسلين ويفضل أن يكون مدى الحياة لأن تكرار التهاب اللوز قد يترافق بإصابة جديدة للصمامات مما يؤدي إلى سوء وتدهور الوضع بالنسبة للصمامات، وإبر البنسلين تمنع من تكرر التهاب اللوز والذي يمكن أن يترافق مع حمى روماتيزمية، فإن إعادة إصابة الصمامات المتكرر من الحمى الروماتيزمية يسبب تدهورا وضعف الصمامات. والله المستعان.