قلة الخصوبة في سن الأربعين والتدابير الممكنة لحدوث حمل

0 756

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تزوجت في سن متأخرة (36 سنة) والآن أنا في الأربعين، وفي الشهر الثالث سوف أدخل في الحادية والأربعين - إن كان لي عمر إن شاء الله - لم أحمل في العام الأول، وقد قمت بعمل التحاليل وكانت الإباضة ممتازة، وأخذت تحريض كلوميد، ويظهر بالسونار أكثر من بويضة، لكن لم يحصل حمل، ثم طلب الطبيب تحليلا لزوجي بعد ذلك، ولم يكن قد طلبه من قبل، فتبين وجود نسبة تشوه وقلة عدد بالحيوان المنوي، ثم عمل عملية دوالي خصية ولم يتم حمل.

في التاسعة والثلاثين من العمر عملت أول محاولة طفل أنبوب حقن مجهري، فلم تنجح، وتم سحب أربع بويضات وإرجاع (3) أجنة درجة أولى إلى الرحم، وفي الأربعين أعدت المحاولة، وتم سحب بويضات، وكانت غير جيدة، فلم تتم عملية الإرجاع، فأجريت تحليلا احتياطيا للمبايض، وكانت النسبة متدنية (0.16) ثم أخذت دواء اسمه (Dhea) وأجريتها بعد 8 أشهر مرة ثانية وتم سحب بيضتين وإرجاع أجنة من 2 أجنة واحد من الدرجة الأولى وواحد من الدرجة الثانية، ولم يتم تعشيش بالرحم، فأجريت تحليلا للخلايا المناعية بالرحم وكان التحليل سليما والحمد لله، ولا أدري سبب فشل الحمل (طبعا بعد مشيئة الله).

الآن قال الطبيب بإمكاني المحاولة بعد ثلاثة أشهر، لكن لم يتم عمل دراسة على وضعي لمعرفة سبب الفشل، وهل يمكن الإعادة قبل عمل اختبارات لمعرفة إذا كان هناك سبب أو لا؟ وهل تكرار المحاولات يعرضني للخطر بما أن لدي ارتفاعا بسيطا في ضغط الدم بسبب ارتخاء وقصور خفيف في الصمام التاجي ومثلث الشرف، علما أني أستشير طبيبة القلب دائما.

زوجي لا يريدني أن أحاول مرة أخرى، ويخاف إن حصل حمل أن يأتي طفل مشوه بسبب كبر سني وبسبب ما لدي من مرض، ويريد التزوج بأخرى قبل أن أحاول مرة أخرى، وأنا حتى الآن لا أعرف السبب ما إذا كان مني أو منه.

أرجوك أيتها الطبيبة فقد التمست فيك التدين والإيمان أن تفيديني في تساؤلاتي، وتنصحيني كأخت في الله، وجزاك الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الطبيعي أن تقل خصوبة المرأة بعد سن الخامسة والثلاثين، ولكن هذا لا يعني بأنها لا يمكنها الحمل والإنجاب، فالخصوبة تقل تدريجيا، ولكن ليس بشكل حاد وفجائي، كما أن احتمال إنجاب طفل مشوه - لا قدر الله - ترتفع ولكن ليس إلى درجة عالية كما تظنين، وكثيرات هن اللواتي يؤجلن الحمل والإنجاب لظروف معينة إلى ما بعد سن الأربعين.

لذا أحب أن أطمئنك من ناحية عمرك، فطالما أنه يحدث عندك استجابة على تناول المنشطات، ويتم سحب بويضات ناضجة، ويحدث لها الإلقاح، وتصل إلى مرحلة الأجنة، فمعنى ذلك بأنك طبيعية، وأن الفرصة موجودة لحدوث الحمل بإذن الله تعالى.

يجب التأكيد على أن محاولة أطفال الأنابيب قد لا تنجح في كل مرة، وهنا المشكلة، فنسبة النجاح محدودة، ونحن كأطباء لا نعرف لماذا يحدث الحمل عند سيدة ولا يحدث عند أخرى، فقد يكون السبب من السيدة، وقد يكون من الزوج، وقد يكون من كليهما، وقد لا يكون هنالك سبب ظاهر على الإطلاق، وهذا من علم الغيب، وصدق الله العظيم حين قال في محكم كتابه: ((وما أوتيتم من العلم إلا قليلا))[الإسراء:85].

أنصحك – يا عزيزتي- بتكرار المحاولة وعدم اليأس، فالشيء المؤكد والثابت علميا هو أن نسبة النجاح تزداد مع تكرار المحاولات، وهي نسبة تراكمية، بمعنى أن نسبة نجاح الحمل ترتفع أكثر مع كل محاولة جديدة، وهنا يقع كثير من الأزواج في الخطأ؛ لأنهم يستسلمون لليأس، ويصابون بالإحباط، والصحيح هو أن يستمروا طالما كانوا قادرين، وطالما كانت هنالك استجابة، فالذرية هي رزق من عند الله عز وجل، وسينال كل إنسان ما كتب له من رزق حين يشاء الله، ولكن على الإنسان أن يأخذ بالأسباب دائما.

لا أستطيع أن أقيم حالة زوجك؛ لعدم ذكرك أرقام التحليل عنده، ولكن إن كان هنالك ضعف شديد في السائل - كما تقولين - فلا ضمان أن يحدث حمل بشكل طبيعي في حال تزوج مرة ثانية.

إن وجود ارتفاع بسيط في الضغط، أو ارتخاء بسيط في الصمام، لا يؤدي إلى مشكلة مع تناول الأدوية أو الحمل بإذن الله، ولا يتعارض مع تكرار المحاولات، لذلك بإمكانك تكرار المحاولات وبدون خوف أو قلق، فإن حدث حمل بإذن الله، فبالمتابعة المستمرة يمكن ضبط أي مشكلة وعلاجها إن شاء الله.

نسأل الله عز وجل أن يرزقك بما تقر به عينك، إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات