السؤال
السلام عليكم، بارك الله فيكم، ووفقكم لكل خير.
أعاني من ألم في ظهري، ابتدأ من الظهر ثم امتد إلى الجانب الأيسر من الأعلى -أي موازاة مع القلب- واستمر لمدة طويلة دون انقطاع، ثم أصبح متقطعا، وقد أجريت صورة رنين مغناطيسي للعمود الفقري، وكانت النتيجة طبيعية، ولا يوجد ما يفسر الألم، ومن ثم أجريت الطبقي المحوري للصدر، والنتيجة سليمة أيضا، وما زال الألم موجودا، وأجريت بعض التحاليل لالتهاب المسالك البولية، ولكن - الحمد لله - النتيجة سليمة، ولا توجد أي مشاكل بالكلية، لا رمل ولا التهاب، بفضل الله.
هذا الألم يمنعني من الوقوف، أو أنني أقف بصعوبة شديدة، والآن يغلب مجيء الألم وقت الشعور بالجوع، وعندما أتناول الطعام يزول الألم، هذا في الغالب، وفي أوقات أخرى يأتي دون الشعور بالجوع، ولا يزول إلا بالمسكنات.
حاليا أعاني من اصفرار ملحوظ بالوجه واليدين، ولا أعرف إلى الآن سبب هذا الألم الذي أرقني واستمر معي أكثر من سنة ونصف، وقد زرت عددا كبيرا من الأطباء (ما يقارب 10 وأكثر) ولا أجد تفسيرا لألمي، ولا حتى الدواء الناجح، بل مسكنات فقط، حتى الإصفرار لا أعرف سببه! فهل له علاقة بألم الظهر؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن كان الألم يزداد مع الوقوف - كما ذكرت - وتقفين بصعوبة، ويزداد شدة بحركات أو وضعيات معينة، كالانحناء للأمام، أو الجلوس أو الوقوف، فإن هذا الألم من الجهاز الحركي، أي أنه من العضلات أو الأربطة، إلا أنه لا يمكن تفسير كيف يزداد مع الشعور بالجوع، فأحيانا يكون الجوع عند بعض الناس يترافق مع التوتر والشعور بالحاجة للطعام، وبالتالي تشتد العضلات عندهم، وكثير من الناس يزداد عندهم صداع التوتر مع الجوع.
من ناحية أخرى، إن كان هناك ألم في البطن من الأمام مع ألم في الظهر، فقد يكون السبب قرحة عميقة أو آلام في المرارة؛ فهذه تسبب ألما في البطن مع ألم في الكتف الأيمن، إلا أن هذه الآلام التي في الظهر بسبب قرحة عميقة لا تزيد بالحركة، وإنما تزيد مع ازدياد آلام المعدة.
لكي تتأكدي من مصدر الألم وسببه، يمكن أن تقومي ببعض الحركات، وتراقبي إن كانت هناك وضعيات معينة هي التي تزداد معها الآلام، فهذا الألم من عضلات الظهر وعضلات الجذع، وكل التحاليل والصور تكون طبيعية جدا، إلا أن الطبيب يستطيع أن يتأكد من ذلك بفحص المريض، والقيام بإجراء بعض الحركات للمريض، وتلمس العضلات المؤلمة وهذا يسمى Myofascial pain syndrome وعلاج مثل هذه الحالة هو تجنب الأوضاع التي تزيد الألم، واستخدام المسكنات، وأحيانا إعطاء إبر موضعية في أماكن معينة في العضلات، مع العلاج الطبيعي Physical therapy، ويمكن مراجعة طبيب مختص بالـ Physiatrist.
أما عن الاصفرار، فلم تذكري إن تم عمل تحليل للدم لمعرفة إن كان هذا شحوب سببه فقر في الدم، أم اصفرار سببه زيادة في البيليروبين، والذي سببه هو أمراض الكبد أو تحلل الدم أو القناة الصفراوية الجامعة.
نسأل الله لك شفاء عاجلا، والله الموفق.