الشخصية الحساسة ومشكلة الخجل

0 294

السؤال

لدي مشكلة، أنه منذ طفولتي أشعر بالخجل من أن يحضر أي أحد من أهلي إلى المدرسة للسؤال عني، كنت أعتقد أن الموضوع عادي، ولكن حتى بعد أن توظفت أحس أنني لا أريد أن أرى أحدا من أهلي في عملي، وأشعر بالخجل، لا أعلم ما هي مشكلتي، لا أريد أبنائي أن يكونوا مثلي يخجلون أن يروني في أي مكان هم فيه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعتقد أن شخصيتك حساسة؛ لذا أصبحت تعانين من هذا الشعور، وهو الخجل والشعور بالحرج إذا أتى أحد من الأهل وسأل عنك في مكان معين، وكانت بدايات الأمر - كما تفضلت وذكرت - منذ أيام الدراسة، وهذا الشعور يأتي لكثير من الطلاب، وقد يتطور في المستقبل ويصبح أمرا وسواسيا.

أنا لا أرى أنه خجل حقيقي، بمعنى الخجل، إنما هو حساسية في الشخصية أدى إلى الخوف من الحرج، فالذي أنصح به هو تجاهل هذا الفكرة تجاهلا تماما، ويجب أن تحاوري نفسك بأن هذا أمر طبيعي، وأن أهلك حتى لو أتوا وسألوا عنك ليس هنالك ما تخفينه، وأيضا أن ضوابط العمل تجعل صاحب العمل أو المسئول لا يفصح حقيقة عن شئون أي إنسان لأي طرف آخر، مهما كان هذا الطرف، فلا أعتقد أن المسئول عنك سوف يتحدث عنك سلبا على الأقل.

الفكرة من أولها هي فكرة شعور بالحرج، ويظهر أن شخصيتك حساسة، وتطور الفكر إلى فكر وسواسي - كما ذكرت لك - وهذا يعالج بأن تخضعي الفكرة للمنطق - كما ذكرت لك - من ثم تتجاهليها، وأذكرك تماما أن لا أحد يسمح له أن يتحدث عن أي أحد أو يبوح بشيء من أسراره، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالعمل والأمور المهنية.

التوجس والخوف من أن هذا الأمر قد يحصل لأبنائك في المستقبل - وأعتقد أن هذا أيضا جزء من الفكر الوسواسي القلقي، وأنا أطمئنك أن هذا ليس من الضروري أن يحصل لأبنائك، وأنت حقيقة لا تعانين من علة مرضية، وإنما هذه ظاهرة نفسية سلوكية بسيطة.

أنصحك مرة أخرى بالتجاهل، وأذكرك أيضا أن ما يذكر عنك إذا حدث أنه ذكر لأي شخص في أي معلومة تخصك الحديث يكون في الأمور الإيجابية، وأنت ليس لديك ما تخافين منه، وما الذي سوف يقولونه عنك، حاوري نفسك، والإنسان يجب أن لا يهتم لمثل هذا الأمور، ولا تكوني حساسة أبدا، وحقري الوسواس؛ لأن هذه هي الطريقة المثلى لعلاجه، وأنت ليس في حاجة لأي نوع من العلاج الدوائي، وإنما هو إقناع ذاتي وهذا هو المطلوب.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات