السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري (21) سنة، تقدم لي الكثيرون من الخطاب، وجلست مع اثنين منهم، ولكن لم يحدث نصيب.
علما بأن الخاطب في هذه المرة على دين وخلق كالذي قبله، وسألنا عنه فعلمنا أن سيرته حسنة، وقد استخرت الله تعالى ولكني كلما تقدمت خطوة لرؤية العريس لي أشعر بضيق في صدري، ولا أعرف سبب هذا الضيق، فأفيدوني.
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ العيناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الزوج الصالح وأن يقدر لك الخير حيث كان.
بداية أيتها العزيزة نقول: اعلمي أن كل شيء بقضاء وقدر، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فكوني واثقة بحسن تقدير الله تعالى وأن ما يقدره الله عز وجل لك هو خير، فهو خير مما تختارينه أنت لنفسك، فإذا صرف الله عز وجل عنك خاطبا فلا تهتمي كثيرا لهذا، فربما كان فيه ما لا يحسن بالنسبة لك، وأنت لا تعلمين، فصرفه الرحيم الرؤوف سبحانه وتعالى، وقد قال جل شأنه: ((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ))[البقرة:216]^.
لا تهتمي كثيرا ولا تقلقي كثيرا إذا ما ذهب الخاطب ولو لم تتبين لك الأسباب جلية واضحة، فالله سبحانه وتعالى برحمته ورأفته وحسن تدبيره للعبد يصرف عنه ما يكرهه وهو لا يشعر، بل وقد يكون الإنسان حريصا على ذلك الشيء محبا له والله عز وجل يصرفه عنه لما يعلمه سبحانه وتعالى بأنه ليس فيه خير له.
مع هذا نقول أيتها الكريمة: إذا كنت تشعرين بنوع من الضيق غير مألوف أو نحو ذلك عند رؤية الخاطب لك، فينبغي لك أن تكثري من رقية نفسك بالرقية الشرعية، والرقية الشرعية تنفع بإذن الله تعالى مما نزل ومما لم ينزل، فإذا كان فيك شيء ونحن لا نحب أبدا تفسير ما نقابله من الأقدار في حياتنا اليومية بأنه راجع إلى العين أو الحسد أو نحو ذلك مما يسرف بعض الناس فيه من هذه التفسيرات ويجرون إلى أنفسهم أنواعا من الهموم والغموم ويوقعون أنفسهم في أنواع الحسرات وهم في عافية من ذلك كله.
نحن لا نرضى بأن يكون التفسير للأحداث بأنه من وراء الإصابة بالعين أو الحسد أو السحر أو نحو ذلك، لكن مع ذلك نقول: قد يكون وراء بعض المقادير شيء من ذلك، والرقية الشرعية أمر حسن ينبغي للإنسان أن يداوم على تحصين نفسه بكثرة ذكر الله تعالى وقراءة القرآن، فإن كان شيء من ذلك وحصل رفعه الله عز وجل، وإلا نفعه ذلك بتحصين نفسه من نزول شيء قبل نزوله.
نوصيك بأن تكثري من قراءة المعوذتين (( قل أعوذ برب الفلق ))[الفلق:1]^ و(( قل أعوذ برب الناس ))[الناس:1]^ مع سورة الإخلاص (( قل هو الله أحد ))[الإخلاص:1]^ في يديك والنفث فيهما، يعني النفخ فيهما مع شيء من الريق، وأن تمسحي بها بعد ذلك سائر جسدك فتكرريها مرارا، ومن ذلك أيضا الرقية بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة)، ومن ذلك قراءة آية الكرسي (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ... ))[البقرة:255]^ إلى آخر الآية، وأواخر سورة البقرة: (( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون ...))[البقرة:285]^ إلى آخر السورة، فإنها تنفع بإذن الله.
وقد أوصى الكثيرون من العلماء المتقدمين والمتأخرين في مداواة السحر أن يأخذ الإنسان سبع ورقات من السدر الأخضر ثم يطحنها بحجرين أو نحو ذلك ويخلطها بماء ويقرأ عليه شيء من القرآن ثم يشرب بعض هذا الماء ويغسل جسده، فإن في هذا نفع عظيم أيضا.
ولا بأس بأن تستعيني بمن يحسن الرقية الشرعية من الموثوق بدينه المعروف بالتزامه بالسنة واتباعه للسنة ظاهرا، والحذر من الوقوع في شباك الدجالين والمشعوذين والكذابين، وهذا كله أسباب كما قلنا لرفع ما قد يكون شيء من ذلك، وإلا فإننا نوصيك دائما بحسن التوكل على الله تعالى والثقة به والاتكال على حسن تدبيره سبحانه وتعالى، والله تعالى إذا أراد شيئا فإنما يقول كن فيكون، وإذا قدر شيئا هيأ له الأسباب، نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.
وبالله التوفيق.