السؤال
في البداية أريد أن أشكر الدكتور محمد عبد العليم على ما يقوم به، جعله الله في ميزان حسناته، كذلك أشكر موقع إسلام ويب على ما يقومون به.
دكتورنا الفاضل: أنا أتمتع بصحة نفسية وجسدية ممتازة، لكن الشيء الوحيد الذي أشكو منه هو عدم النوم، وقد تناولت دواء الريسبردال للنوم؛ فهو ممتاز جدا في تحسين النوم، وأنا أتناوله بانتظام كما وضحت لي بالسابق، فلك جزيل الشكر، وكما وضحت أن دواء الريسبردال يؤثر عندي في انتظام الدورة الشهرية، وقد قال لي الطبيب أن هذا بسبب الدواء، وسؤالي: هل وجود الحليب في الصدر ممكن في المستقبل أن يؤدي للسرطان؟
سؤالي الثاني: هل حالة عدم النوم التي عندي في المستقبل ممكن أن يكون لها تبعات؟ كأن تكون هناك انتكاسات أخرى، مثلا الزهايمر أو اختلال في العقل، مع أني الآن بوضع ممتاز وأداوم في عملي، ومن المميزين في عملي، وأداوم على دواء الريسبردال بانتظام، كذلك على مراجعة الطبيب.
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، ونشكر لك ثقتك في إسلام ويب، وعلى كلماتك الطيبة.
فإن عقار رزبريادون من الأدوية الممتازة والفعالة جدا، والشيء الوحيد الذي يعاب عليه أنه - كما تفضلت وذكرت - قد يؤدي إلى زيادة هرمون الحليب، والذي يعرف باسم (برولاكتين) والزيادة في هذا الهرمون تعتمد على جرعة الرزبريادون، فمهما كبرت الجرعة هذا بالطبع سوف يؤدي إلى زيادة هذا الهرمون، ومن نتائجه بالطبع عدم انتظام الدورة الشهرية أو حتى انقطاعها، كما أن بعض النساء يحدث لهن احتقان في الثديين، وقد يحدث إنزال للحليب، وهذا يسبب الكثير من الحرج بالنسبة للفتيات غير المتزوجات.
بالنسبة للعلاقة بين هرمون الحليب والسرطان، لا توجد أي علاقة ثابتة، وفي الماضي ذكر أن ارتفاع هذا الهرمون وباستمرار ربما يؤدي في بعض الحالات النادرة جدا إلى تغيرات سرطانية في بعض الخلايا، لكن هذا الكلام أثبت أنه ليس صحيحا، فأرجو أن تطمئني تماما أنه لا علاقة بين مرض السرطان ووجود الحليب في الصدر.
أمر آخر أود أن أوضحه لك، وهو أن الطبيب ما دام رأى أن الرزبريادون هو الدواء الأنسب بالنسبة لك فلا مانع من الاستمرار عليه، ولكن يفضل أن تتناولي أحد الأدوية التي تخفض من مستوى هرمون البرولاكتين – أي هرمون الحليب – وغالبا تكون الاستجابات استجابات ممتازة جدا.
لتحسين النوم بجانب تناول الدواء هنالك بعض الخطوات الجيدة جدا التي أنصحك باتخاذها، وهي: تجنب النوم النهاري، وأن تثبتي وقت النوم ليلا، ولا تتناولي الشاي أو القهوة بعد الساعة السادسة مساء، وكوني حريصة على أذكار النوم، هذا كله إن شاء الله يحسن النوم لديك.
بالنسبة لما يخص مرض الزهايمر أو اختلال العقل، فلا توجد أي علاقة حقيقة ما بين تناول الرزبريادون أو حتى الانتكاسات المرضية النفسية الأخرى، فعلة الزهايمر هي علة منفصلة تماما، والتغيرات التي تحدث في خلايا الدماغ والتي تؤدي إلى ضمور الدماغ لا تعرف أسبابها بالضبط، وهنالك بعض العوامل التي ذكرت ولكنها ليست يقينية، أما بالنسبة للاضطراب العقلي فلا علاقة له مطلقا بما ذكر في رسالتك.
الحمد لله تعالى، أنت لديك أشياء ممتازة وإيجابية، وهي الدوام في عملك، ومن المتميزين، وهذا شيء جيد ويجب أن يعطيك شعورا إيجابيا، وأسأل الله لك الصحة والعافية، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.