السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بعمر (23) سنة، ومنذ مدة نحو ثلاث أو أربع سنوات تأتيني حالة غريبة وقت الظهر فقط، وتستمر حوالي ساعتين أو ثلاث وهي تأتي بشكل شبه يومي، تبلغ الحالة ذروتها عندما أنام بعد الظهر ثم أستيقظ بعد ساعة، وفي حالة عدم النوم تكون الأعراض أقل ولكن لا تزول.
تتلخص الأعراض التي تأتيني في وقت الظهر فيما يلي:
- ضربات شديدة في القلب، حتى إنني أحس باندفاع الدم وضربات القلب بشكل واضح في عروق الرقبة يمينا وشمالا، خصوصا عندما أضع أصابعي على رقبتي.
- قلق شديد واكتئاب، حتى إن صورة الدنيا تتغير عندي، وأشعر بأن الحياة لا طعم لها، بل أراها مخيفة، وأكره الناس.
- سرعة الغضب.
- شهوة شديدة بشكل غير طبيعي، حتى إنني أحتاج إلى تفريغها بالاستمناء.
- صعوبة في التنفس بشكل واضح، أشعر كأن هناك شيئا حارا داخل بطني.
- مرارة في الفم، حتى إن طعم الماء يصبح غريبا جدا.
هذه خلاصة حالتي، مع العلم أن هذا الوضع يأتيني بشكل يومي، ويستمر لمدة ساعتين أو ثلاث، ثم يذهب تدريجيا بعد العصر، وإذا لم أتناول الإفطار أو تناولت إفطارا خفيفا مثل الساندويتش فقط، فإن الأعراض تكون أقل بكثير، مع أنني لا أعاني بحمد الله من أي أمراض.
ما هو السبب لمشكلتي وما العلاج؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الأعراض كلها تشير إلى أنك تعاني من حالة قلق حاد تتميز بوجود أعراض عضوية، أهم هذه الأعراض هو شدة تسارع ضربات القلب، وقلق وتوتر، وهذه هي الأعراض النفسية وكذلك الاكتئاب، ويأتيك أيضا شعور بالخوف وكذلك سرعة في الغضب وزيادة الشهوة.
زيادة الشهوة مفسرة جدا؛ لأن بعض حالات القلق الشديد قد يكون فيها هنالك قابلية للاستمناء، ونشاهد هذا لدى الطلاب عند بداية الامتحان مثلا، بعض الطلاب مروا بهذه التجربة، ولا شك أن نشاط الجهاز (السمبثاوي) العصبي وراء هذا الأمر، فإذن هي حالة نفسية فسيولوجية.
صعوبة التنفس ناتجة من ضيق وتوتر يحدث على نطاق عضلات الصدر، ومرارة الفم هي أيضا من الأعراض النفسوجسدية.
أنا على قناعة كبيرة أن هذه حالة من حالات القلق الحاد، وكونها مرتبطة بزمن معين أعتقد أن التوقع من جانبك هو الذي جعلها ترتبط بهذا الوقت من اليوم، والتوقع ليس من الضروري أن يكون على نطاق الوعي، إنما يكون على نطاق اللاوعي.
حين تتناول وجبة طعام كاملة لا شك أن كمية السكر سوف تزداد، وهذا يعطيك طاقات جسدية أكبر مما يزيد لديك هذه الطاقات النفسية.
هذا هو التفسير لحالتك، ولا أعتقد أن هنالك جانبا عضويا يسبب هذه الحالة، لكن سوف يكون من الأفضل أن تتأكد من مستوى السكر في الدم، وكذلك وظائف الغدة الدرقية، هذا مجرد نوع من التحوط نسعى للتأكيد عليه في مثل هذه الحالات.
إذا كانت كل الفحوصات سليمة، فبعد ذلك يجب أن تتجه لعلاج هذه الحالة، وذلك من خلال تطبيق تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين يمكنك التدرب عليها من خلال تصفح أحد المواقع على الإنترنت، أو الذهاب (لمستشفى التجاني) لمقابلة أحد الأخصائيين النفسانيين، إذا كنت تعيش في الخرطوم، وتمارين الاسترخاء هي تمارين تفيد في مثل هذه الحالات.
شيء آخر مهم جدا وهو: أريدك أن تكسر الرابط ما بين هذه الأعراض ووقتها، بصورة تخيلية، فكر وقل: (ليس من الضروري أن تأتيني هذه الحالة عند الظهر أو بعد الظهر) كسر الروابط مهم جدا لإجهاض مثل هذه الحالات.
الجزء الأخير في العلاج هو أن تتناول أحد الأدوية، وهنالك عدة أدوية تفيد في مثل هذه الحالات، منها عقار (إمبرامين) والذي يعرف تجاريا باسم (تفرانيل) والجرعة المطلوبة هي 25 مليجرام يوميا، تناولها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعلها 25 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
بجانب التفرانيل هنالك عقار يعرف تجاريا باسم (إندرال) أيضا هو دواء جيد كدواء مساعد، تناوله بجرعة 20 مليجراما صباحا لمدة شهر، بعد ذلك خفضها إلى 10 مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي: طريقة الرقية الشرعية: (237993- 236492-247326)
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.