الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تسارع ضربات قلبي يقلقني..فهل من علاج ينظمها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لاحظت منذ فترة شعوري بقبضة في القلب، شيء يشبه الرفرفة، أو حركة غير طبيعية، أشعر أن قلبي ينتفض، ولاحظت أيضًا تسارع الضربات بشكل سريع جدًا، واستمر الأمر عدة دقائق ثم عدت إلى الوضع الطبيعي.

قررت متابعة النبضات بشكل مستمر، ووجدت بأنها لا تقل عن 84 نبضة، وفي المتوسط 90 - 95 في اليوم، وأحيانًا تصل إلى 100 نبضة، وذلك في وقت الراحة.

أعاني من اضطراب القلق، ولكن أشعر أن هناك شيئاً غير طبيعي، وأجريت رسمًا للقلب، وتشخص
Sinus tachycardia، وكانت النبضات 91 وقتها، وأجريت إيكو مرة واحدة، وكانت النتائج سليمة بدون أي مشكلة، وأعدت الإجراء في مكان آخر، وظهر لدي ارتخاء في الصمام الميترالي، وهو بسيط جدًا، وقال لي الطبيب: إنه لا يؤثر علي، ولا يشكل أي قلق، ولا يحتاج إلى أي تدخل دوائي.

وصف لي الطبيب نابيبرادين، وعندما أخذته شعرت أن قلبي يرفرف بشكل مبالغ فيه، فتوقفت وأخذت إندرال 10 ملغ مرة في اليوم، ولم يحدث أي تغيير في ضربات القلب، وما زالت في نفس المتوسط، ولكني شعرت أنها وصلت 105 مع الإندرال، فماذا أفعل؟ أصبحت ضربات قلبي مقلقة للغاية، وأريد علاجًا لتنظيمها قليلًا حتى أهدأ، أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تسارع نبضات القلب بشكل فجائي، مع وجود حالة من القلق، وربما التعرق، وحدوث غثيان أو رغبة في القيء، قد يشير إلى وجود نوبات من الهلع تسمى panic attack، خصوصًا وأن رسم القلب والإيكو طبيعيان، ولا شيء يدعو للقلق، من وجود ارتخاء في الصمام الميترالي، فهذا أمر شائع، وغير مؤثر، ولا يتم تشخيصه إلا مصادفة عند عمل إيكو على القلب.

وتحدث نوبات الهلع والخوف المرضي بسبب اضطراب مستوى هرمون السيروتونين الموصل العصبي في الدماغ، ويمكن العمل على ضبط مستواه بشكل طبيعي، من خلال ممارسة رياضة المشي، بالإضافة إلى الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وقراءة ورد من القرآن، والقراءة عمومًا لما تيسر لك من كتب حسنة، والدعاء والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.

ولا مانع من زيارة طبيب نفسي لفهم طبيعة حالتك الصحية، من خلال جلسات حوارية، ويسمى ذلك بالعلاج المعرفي والسلوكي cognitive therapy، وقد يصف لك أحد الأدوية التي تضبط مستوى هرمون السيروتونين، وبالتالي الشفاء من كل المخاوف والتوتر والقلق جملة واحدة -إن شاء الله-.

وكون صيدلانية يمكنك البدء في تناول أحد الأدوية التي تضبط مستوى هرمون السيروتونين مثل: Prozac 40 mg، أو cipralex 20 mg، ويمكن التدرج في تناول الدواء بجرعة أقل، لمدة شهر 20 مج بروزاك، أو 10 مج سيبرالكيس، ثم تناول الجرعات المذكورة لمدة لا تقل عن 10 شهور، ثم العودة إلى الجرعة الأقل، ثم التوقف عن تناول الدواء في نهاية العام.

ولا مانع من تناول قرص كونكور 2.5 mg مرة واحدة يوميًا؛ للسيطرة على نبضات القلب لعدة أسابيع، ونؤكد دائمًا على أهمية ضبط مستوى فيتامين D، من خلال أخذ حقنة فيتامين D3، جرعة 300000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D3 الأسبوعية، جرعة 50000 وحدة دولية، كبسولة واحدة أسبوعيًا لمدة 12 أسبوعًا.

ولا مانع من فحص صورة الدم cbc، وفحص مستوى فيتامين b12، ومستوى وظائف الغدة الدرقية TSH & FT4، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً