ما أسباب الشعور بالدوار والرعشة في الجسم وعلاج ذلك؟

0 1891

السؤال

أعاني منذ أربعة أشهر من دوخة، وعدم اتزان، وزغللة في العين، ورعشة داخل جسمي كله، من رأسي حتى قدمي، وفي بعض الأحيان ارتعاشات في العضلات سريعا ما تزول.

بداية الأمر كانت إصابة ببرد شديد، بجانب شد عضلي في الرقبة نتيجة الأحمال الثقيلة، وقد ذهبت لعدة أطباء، وقمت بالعديد من الفحوصات، ولكن دون جدوى، وكان ضمن الفحوصات تحاليل وظائف كبد، وكلى، وسكر، وأملاح، وأيضا أشعة رنين على المخ، وكانت كلها سليمة -ولله الحمد-.

وأما بالنسبة للشد العضلي فقد ظهر في التقرير الطبي وجود تقارب في الفقرات بين الديسك بين الفقرة الرابعة والخامسة، والخامسة والسادسة، وشد عضلي بين الأربطة، وقد أجريت جلسات طبيعية باستخدام الأشعة تحت الحمراء وموجات السونار، ومع استخدام الرقبة زال الشد العضلي، ولكن بقي الوضع كما هو عليه.

وكان ضمن الفحوصات أيضا اختبارات السمعي، وعصب الاتزان، ولم يظهر شيء، مع أنني أسمع الصوت بصورة جيدة جدا، وفي بعض الأحيان أسمع طنينا لكنه سريعا ما يزول، وقد أكثرت من الذهاب للأطباء لكن دون جدوى! فقد أدى إلى ارتفاع الضغط عندي، وأصبحت مريضا بالضغط، وأنا شاب أستعد للدخول للحياة الزوجية، وأخاف أن يكون لدي مرض خطير حتى لا أظلم الطرف الآخر.

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ففي مثل حالتك من الضروري التمييز بين ما نسميه بالدوخة أو الدوار، وبين الحالة ما قبل الإغماء (Presyncope or fainting)، ففي حالة ما قبل الإغماء يحس المريض لثوان معدودة أن هناك دوخة وكأنه سيغيب عن الوعي، ويحصل نوع من عدم التوازن ثم يتحسن الوضع، ويحصل هذا عندما يريد أن يقف من وضعية الجلوس أو يجلس من وضعية الاستلقاء، وعادة ما تختفي هذه الأعراض إن استلقى الإنسان، وهي لها علاقة بعدم وصول الدم بكمية كافية للدماغ، سواء من فقر الدم أو من مشاكل في صمامات القلب أو تضيق في الشرايين التي توصل الدم إلى الدماغ.

وبعض الناس يحصل عندهم انخفاض سريع في ضغط الدم، والذي يدعى بـ(انخفاض الضغط الوضعي)، حين يقف الشخص بسرعة بعد أن كان في وضع الجلوس أو الانحناء، وكلنا يمر بهذه التجربة بدرجة طفيفة، فنشعر بدوار أو إغماء بسيط يزول خلال ثوان، ولكن حين يصل الأمر إلى إغماء تام أو غشية يصبح أكثر خطورة، وغالبا ما يحدث ذلك بعد حمام حار أو لدى الأشخاص الذين يتناولون أدوية ضغط الدم.

أما الدوار أو الدوخة فهما إحساس المريض بدوران الجسم أو المكان أو الاثنين معا، مع عدم القدرة على حفظ التوازن، وقد يصاحب هذه الأعراض غثيان، وقيء، وخفقان بالقلب، وشحوب بالوجه، وعرق، ويحدث هذا دون أن يفقد المريض الوعي.

وللدوار أسباب عدة، ولحسن الحظ فإن معظم حالات الدوار طفيفة لا تدوم سوى لفترات وجيزة من دون أن تسبب أي مشاكل على المدى البعيد، ومن شأن الدوار أن ينتج عن أمور عدة بما في ذلك العقاقير الطبية والالتهابات والتوتر.

وغير واضح من رسالتك إن كانت هذه الأعراض تأتي مع تغيير وضعية جسمك من الجلوس إلى الوقوف أو من الاستلقاء إلى الجلوس، فإن كان هذا ما يحصل وتخف الأعراض مع الاستلقاء فهذا ليس دوارا وإنما هو ما قبل الإغماء، ويمكنك التعرف على ذلك بأن تحاول أن تقف فجأة وبسرعة من وضعية الاستلقاء إلى وضعية الوقوف، فإن حصلت الأعراض فعد إلى حالة الاستلقاء مع رفع القدمين على مخدة لتكون فوق مستوى الرأس، فإن اختفت الأعراض فهذا يعني أن المشكلة ليست بالدوار، وليس لها علاقة بالأذن، وإنما لها علاقة بانخفاض الضغط أو عدم وصول الدم إلى الدماغ والدوار عادة ما يتعلق بجهاز التوازن في الأذن، وتزداد الأعراض مع الحركة، إلا أن الأعراض تبقى حتى مع الاستلقاء، وهي الإحساس بأن العالم يدور من حولك، ومن أسباب الدوار:

- الدوار الوضعي الحميد: وفي هذا النوع من الدوار تحصل نوبات من الدوار الشديد مباشرة عند تغيير وضعية الرأس، وخاصة عندما تكون في الفراش أو عندما تقف في الصباح، وهو أكثر أسباب الدوار، ولا يترافق مع نقص في السمع.

- الالتهاب الفيروسي لعصب الاتزان: يكون الدوار شديدا أو حادا لا يمكن المريض من الجلوس أو الوقوف، وتتحسن الأعراض الشديدة خلال (48 - 72) ساعة، ويميز هذا الدوار أنه يستمر لعدة أيام متصلة ولا يصاحبه ضعف في السمع.

- الإصابة بداء مونيير (Meniere disease): وهو مرض يصيب الأذن الداخلية ويؤدي إلى أزمات تظهر فجأة نتيجة حدوث خلل في القوقعة والجهاز الدهليزي، ويؤدي إلى إحساس بالدوار والطنين مع ضعف بالسمع، وتستمر الأزمة لمدة ساعات قليلة ثم تزول وتحدث هذه الأعراض على فترات متقاربة أو متباعدة، وبعد كل مرة يضعف السمع أكثر ولا تختفي الأزمات إلا بزوال السمع تماما.

- الشقيقة المترافقة مع الدوار (Migrainous vertigo): في هذه الحالة يشعر المريض ببعض الأعراض التي تسبق الدوخة، وقد يترافق معها ألم نصفي في الرأس.

- ورم في العصب السمعي: وفي هذه الحالة يترافق مع الدوخة فقدان تدريجي للسمع مع صعوبة الاتزان والطنين، ويتم تشخيصها بالطنين المغناطيسي، وقد تم إجراء هذه الصورة.

- هناك بعض الأمراض الأخرى في الدماغ، والتي تم استبعادها بصورة الطنين المغناطيسي، مثل أورام أو نزف الدماغ أو التصلب اللويحي.

- أدوية الضغط قد تسبب الشعور بالدوخة.

- حالات التوتر وخاصة حالة الفزع قد تسبب هذه الأعراض، وبعض المرضى وبسبب حالة التوتر تستمر عندهم أعراض الدوخة حتى بعد زوال المشكلة التي كانوا يعانون منها، وكمثال أن يكون عندهم التهاب في جهاز التوازن، والذي يتحسن خلال فترة قصيرة، إلا أن الخوف والتوتر يؤدي إلى استمرار الأعراض.

وبالنسبة لك -ولله الحمد- فقد تم استبعاد أمور الأذن، والأمور العصبية في الرأس، وتورم العصب السمعي أيضا قد تم استبعادها، وحتى في حال عدم معرفة السبب فإنه ينصح بالاستمرار بالأدوية التي تخفف الأعراض، والتي وصفها الطبيب، ومع الوقت يمكن أن تتسحن الأعراض.

فلا تيأس من رحمة الله فإن العديد من الأمور التي تسبب الدوخة قد تم استبعادها، ويمكنك أن تلاحظ تماما الأعراض وتراقبها لتتعرف تماما عليها، وتحاول أن تتجنب النوعيات التي تسبب الأعراض وتستمر بالدواء إن كان قد تم إعطاؤك الأدوية، ومنها: (Betaserc 16 MG) مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم، فإن كانت الأعراض تشبه أعراض ما قبل الإغماء فعليك بمراجعة طبيب مختص بالأمراض الباطنة أو طبيب مختص بأمراض القلب.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات