السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات، وقد حدث لي إجهاضان، وبعد ذلك حملت لمدة تسعة أشهر، ولكن لم تكتب الحياة لطفلي بسبب تحجر في المشيمة، وقد أجريت لي عملية قيصرية لولادة الطفل الميت، والآن وقد مر علي سنة ونصف لم يحدث حمل، وعندما راجعت الطبيب قام بعمل أشعة بالصبغة، فاكتشف أن الأنابيب مسدودة على النحو التالي:
الأيسر فيه جروح متقرحة، والأيمن غير طبيعي، ولا أعرف ماذا يقصد بالطبيعي، فهل هناك علاج لذلك؟ علما بأني أسكن في دولة أوربية، وتكاليف علاج العقم فيها جدا غالية، ولا أقدر على تحملها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاتن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنني أتفهم حيرتك وخوفك، وأسأل الله أن يعوضك بكل خير، وأن يجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك.
إن حدوث إجهاض لمرتين مع وفاة للجنين في تمام الحمل يرجح وجود حالة تسمى (متلازمة أضداد الفوسفوليبيد)، وهي حالة يتكون في الدم بعض الأجسام المناعية التي تسبب تشكل خثرات تسد أوعية المشيمة فتؤدي إلى الإجهاض أو وفاة الجنين.
وعلاج الحالة يكون بتناول حبوب الأسبرين مع إبر الهيبارين في الحمل، أو حبوب الأسبرين مع حبوب البريدنيزون، مع متابعة دقيقة لتحاليل سيولة الدم خلال تناولها.
المشكلة الآن في أنك تقولين بأن هناك انسدادا في الأنابيب، وهذا قد يكون ناتجا عن العملية القيصرية التي أجريت لك.
والخطوة الأولى هي التأكد من التشخيص عن طريق عمل منظار للحوض، ورؤية الأنابيب، وفحص نفوذها، ولا يجب الاكتفاء بتقرير الصورة، فإن تأكد وجود انسداد فيها فهنا حسب الحالة وشدتها، فالبعض يقوم بعمل فك الالتصاقات بالمنظار إن أمكن ذلك.
إن لم يمكن فسيكون من الصعب حدوث الحمل بشكل طبيعي، ولابد من اللجوء إلى عملية أطفال الأنابيب في حالة بقاء الأنابيب مسدودة.
أعرف أن الأمر صعب ومكلف، والعلاج في هذه الحالات مكلف، وخاصة في الخارج، وهنا قد يكون من الأفضل والأوفر لك -إن أمكن- إجراؤها في إحدى البلدان العربية، فالتكلفة أقل بكثير والخبرات موجودة ولله الحمد، نسأل الله -عز وجل- أن يكرمك بما تقر به عينك.
وبالله التوفيق.