تنميل وآلام لم أكن أعرفها جعلتني أفكر في الأمراض كثيراً

0 29

السؤال

وفقكم الله على هذا العمل الذي يفيد المسلمين وجزيتم خيرا عليه.

أنا بعمر (22) سنة (مدخن) لكن ليس بكثرة، بعد تخرجي من الثانوية -التي كان كل اهتمامي فيها- لم أقدم على جامعة، ولي الآن 4 شهور في البيت.

نفسيتي جدا متعبة، من بعد تخرجي جاءتني آلام لم أكن أعرفها في الصدر، وتنميل في القدمين واليدين، لكن عند تحريك القدمين واليدين يذهب التنميل، لكن عند لي القدمين أو اليدين يرجع التنميل، وكانت تأتيني دوخة أخذت ما يقارب شهرين وذهبت، عند أول استيقاظي من النوم أدوخ ساعتين، وبعض الأوقات اليوم كله، وأجلس على الإنترنت في اليوم ما يقارب 8 ساعات، وأنا مستلق على ظهري، وأنام على الأرض، فليس لدي سرير أو مرتبة ليس لقصر المادة لكن لم أهتم بالأمر رغم قساوة الأرضية.

الآن أحس بوخز في اليد اليسرى -ليس في مكان محدد في الأصبع- والكتف وباطن اليد واليمين، وأحيانا في أسفل القدم، وأحيانا في الصدر، وأحس بأن مفاصلي ضعيفة، أسمع صوت هشهشة حين تحريك اليد أو الصدر.

أنا موسوس في أي شيء، وأفكر كثيرا، وأشعر بألم في البطن وغازات، ذهبت للدكتور وقال لي: لديك القولون الهضمي، وقال لي بخصوص التنميل والوخز: هذا قلق وتوتر ونقص فيتامين b -بدون تحليل دم أو أي شيء، لا أدري صحة كلامه من دون فحص- وصرف لي دواء.

أكلي من خارج البيت، والآن خف وزني 4 كيلو بسبب الإرهاق والتوتر وانسداد الشهية والخوف والقلق، حتى في نومي أرى أحلاما مزعجة.

كانت حياتي سعيدة -ولله الحمد- في دراستي؛ لأني كنت مشغولا بها، أما الآن فتفكيري كله في جسمي؛ معي المرض هذا لا ليس هذا، وتفكيري كله في الأمراض مع خوف، أرجو تشخيص حالتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

حالتك بسيطة جدا، وهو أن لديك قلقا نفسيا عاما، ولكن سامحني -أيها الفاضل الكريم- أن أقول لك: إنك قد ساهمت أنت في تعقيد حالتك، وزيادة أعراضك، فأنت تجلس على الإنترنت لما يقارب ثمان ساعات، هذا أمر ليس بصحي، وله تأثير سلبي على حالتك النفسية، وعلى حالتك الجسدية، ويعرف أن الجلوس على الإنترنت لهذه الأوقات الطويلة يؤدي إلى إدمان الإنترنت؛ مما له عواقب وخيمة جدا.

أنصحك أن تحسن إدارة وقتك، وهذا سيساعدك كثيرا، الوقت يجب أن نستفيد منه، والوقت يجب أن يوظف لما ينفعنا وينفع الآخرين، ولن يكون عمليا أبدا أن أضع لك جدولا، وأقول لك لا بد أن تطبقه يوميا، وأنت على اطلاع ومعرفة، فحاول أن تعدد من أنشطتك، لا بد أن يكون هنالك نشاط اجتماعي، ولا بد أن تبحث عن عمل وتواصل دراستك، لا بد أن تعطي وقتا للترويح عن نفسك بما هو مشروع، لا بد أن تخصص للعباد وقتا، ومساعدة الآخرين، والانخراط في الأعمال الخيرية والثقافية، وهنالك أمور جميلة جدا في الحياة متى ما اجتهد الإنسان في المشاركة فيها يجد خيرا كثيرا.

الجانب الآخر، وهو أن الأعراض الجسدية تمركزت لديك -وإن كان سببها القلق من وجهة نظري- هذا التنميل وهذه الآلام العضلية كلها نتاج من انشداد في أربطة العضلات، وهنا تعتبر ممارسة الرياضة أمرا هاما وضروريا، وأريد أن تضع لنفسك برنامجا رياضيا يوميا منتظما بنشاط قليل، ثم ارفع معدل النشاط الرياضي يوميا حتى تصل إلى درجة التأثير الرياضي الإيجابي، وهو أن تشعر أنك صحيح في نفسك وجسدك.

الرياضة تساعدك أيضا في التخلص من انقباضات القولون العصبي، وما يسببه لك من إزعاج وعلة القولون هي مرتبطة بالقلق النفسي بدرجة كبيرة.

بالنسبة للعلاج الدوائي فسيكون من الجيد أن نصف لك أدوية بسيط تساعدك في إزالة هذا القلق والتوتر، وكل الأعراض الجسدية التي تعاني منها، ولكن لا بد أن تربط تناول الدواء بما ذكرناه لك سابقا، وهو إدارة الوقت بصورة صحيحة، وممارسة الرياضة، وأن تكون نافعا لنفسك ولغيرك، والدواء الذي أنصحك بتناوله يعرف باسم دوجماتيل Dogmatil الاسم العلمي سلبرايد Sulipride وأن تبدأ بكبسولة واحدة في الصباح لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى كبسولة صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء، هنالك دواء أخرى يعرف باسم تفرانيل Tofranil والاسم العلمي هو امبرمينImipramine والجرعة المطلوبة هي (25) مليجراما يوميا أريدك أن تتناولها مساء، واستمر على هذه الجرعة بانتظام لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها ( 25) مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

إذن هذا هو الدواء الذي أنصحك به، وعليك أن تستفيد من الوقت بصورة صحيحة، هذه هي النصيحة التي أكررها لك مرات ومرات.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات