السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أصحاب الفضيلة:
أعاني من وسواس قهري بدأ عندما كنت في المرحلة الجامعية في السنة قبل التخرج، أي قبل حوالي 15 سنة، وكان سببه الخوف من الرياء لدرجة تركي الصلاة أمام الناس في الجماعات والجمعات لفترة من الزمن، ثم تدرج إلى تحقير الذات والتشكيك في العقائد وغير ذلك، وبعد أن أدركت أن الوسواس أصبح يزداد سوءا، وأن إيماني يتناقص، وأن الطمأنينة والسكينة أصبحت مفقودتين، وصار القلق ملازما لي، فبدأت مقاومة الوسواس بفعل خلاف وساوسه في الغالب وأضعف أحيانا.
ولكن يبدو أن قراري كان متأخرا، وأن الوسواس تحول لمرض عضوي شخص بداية بأنه القولون العصبي ثم الصداع النصفي، وأيا كان لم يفلح العلاج في إزالته، وقد أثر هذا المرض على مقدرتي على التركيز والحفظ، وسبب كثرة النسيان والصداع والإعياء المتواصل، وأصبحت أعاني من صعوبة في الكلام، وعندما أتكلم يحدث لي شد في الأعصاب بأعلى الصدغين، وجذب للأعلى بمنطقة فم المعدة، مع ضيق في الصدر، وما يشبه الوخز في أعصاب الدماغ عند سماع الأصوات العالية، والضيق من الأضواء الساطعة, وكذلك تنمل في الرجلين عند قراءة القرآن، ولاسيما لمدة طويلة.
علما بأني كنت أتعالج من القولون العصبي قبل حوالي 4 سنوات، وتحسنت صحتي من هذا المرض -والحمد لله- إلا أن الصداع لم ينته، وأجريت فحوصات للدم وتخطيطا للدماغ، وتم تشخيص مرضي بعد ذلك -أي قبل عام من الآن- بأنه صداع نصفي، وبدأت أتعالج لقرابة 9 أشهر وأراجع طبيب الأعصاب ثم توقفت من العلاج منذ قرابة أربعة أشهر لعدم تحسن حالتي عموما، فبماذا تنصحونني؟
وعذرا على الإطالة على فضيلتكم.
وجزاكم الله عني خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن الوساوس القهرية في الأصل هي نوع من القلق النفسي، هذه هي الحقيقة الأولى.
والثانية أنك لا تعاني من أمراض عضوية حقيقية، إنما هي أمراض نفسوجسدية، بمعنى أن القلق الذي لديك والذي هو جزء من الوساوس القهرية هو الذي أدى إلى الصداع النصفي، وأدى إلى آلام القولون العصبي، وكذلك التنميل، وعدم تحملك للإضاءة الساطعة أو الأصوات العالية، هذا وصف مثالي جدا الذي أعطيته أنت في رسالتك هذه بأن حالتك ليست حالة عضوية إنما هي حالة نفسية ويمثل القلق جوهر المشكلة، وعليه أرجو أن تتأكد من أن الأمر بسيط، ونعرف أن القلق كثيرا ما يؤدي إلى لا أقول التوهم المرضي ولكن يعتب صاحبه للدرجة التي يجعله يتنقل بين الأطباء في تخصصاتهم المختلفة دون أن يعطى العلاج الصحيح لحالة القلق التي يعاني منها.
فيا أخي الكريم: الذي أنصحك به هو أن تمارس الرياضة باستمرار، تفيدك الرياضة في أعراض القولون العصبي، وكذلك في الصداع، والرياضة بصفة عامة تمتص الطاقات النفسية السلبية.
ثانيا: عليك بتمارين الاسترخاء، هذه مفيدة جدا، ويمكنك أن تتدرب على تمارين الاسترخاء من خلال الحصول على شريط أو كتيب أو (CD) من مكتبة جرير، هنالك شريط جيد للدكتور نجيب الرفاعي، والدكتور صلاح الراشد، طبق هذه التمارين باهتمام وتركيز، ومع ممارسة الرياضة سوف تساعد كثيرا.
ثالثا: يجب أن تتخلص من الفراغ إذا كان لك فراغ كبير في الزمن، فحاول أن تتخلص منه وذلك بأن تدير وقتك بصورة أفضل، بأن تشغل نفسك في عملك وتحاول أن تطور ذاتك، وأن تتواصل اجتماعيا وأن تقرأ، وكل هذا فيه خير لك.
بالنسبة للعلاج الدوائي أرى أنك في حاجة إلى علاجات دوائية سوف تساعدك كثيرا، والأدوية المفضلة لحالتك هي عقار زولفت، والذي يعرف علميا باسم (سيرترالين) والدواء الثاني هو فلوبنتكسول، وهذه الأدوية متوفرة في الصيدليات في دولة قطر ولا تحتاج إلى وصفة طبية، جرعة الزولفت هي حبة واحدة (خمسون مليجراما) تناولها بعد الأكل لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناولها.
والدواء آخر وهو فلوبنتكسول جرعته هي حبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناولها يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناولها.
هذا هو العلاج الأساسي لحالتك، وأنا أؤكد لك أن كل الأعراض التي ذكرتها من تحسسات في منطقة المعدة والضيقة في الصدر والوخز الذي تحس به والتنميل كلها شكل من أشكال الأعراض الجسدية المرتبطة بالقلق، ومتى ما طبقت ما ذكرناه لك من إرشاد، وتناولت الأدوية التي ذكرناها فسوف تزول هذه الحالة.
بالنسبة للصداع النصفي يجب أيضا أن تتخذ بعض المحاذير فيما يخص الأطعمة، هنالك أطعمة كالأجبان والشكولاتا قد تثير هذا الصداع النصفي، فكن حذرا، ولا مانع بالطبع إذا قابلت طبيب الأعصاب مرة أخرى، ويمكنك أن تذكر له المكون النفسي في حالتك، وما ذكرناه لك من إرشاد، وما وصفناه من أدوية.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: ( 272641 - 265121 - 267206 - 265003 ).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.