توافر المجالات العملية التي تفيد فيها التخصصات الأدبية

0 357

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة في الثانوية عمري 17 سنة، مشكلتي هي أنني دخلت القسم العلمي؛ لأنني كنت أريد تخصص رائع كالطب أو الحاسب، مع العلم أنني لا أحبهم جميعا وأواجه صعوبة، فاجتهدت كثيرا ولكن حصلت على معدل سيئ.

أصبت بإحباط شديد، فقررت أن أوقف دراستي وأكمل السنة المقبلة حتى تتحسن حالتي النفسية، وأفكر بالأدبي.

مشكلتي هنا أنني أحب المواد الأدبية ولكن لم أدرس (علم النفس) بعد بحكم أنني كنت علمي، ولكن في حياتي العامة دائما أميل إلى كتب علم النفس و(حقوق الإنسان)، فأظن أن التخصص المناسب لي هو (علم نفس/ قانون).

استخرت، واطلعت على كتب، واستشرت أهلي وأصدقائي، وسمعت لأحمد الشقيري (لماذا خلقت؟).

بعد كل هذا اتضح لي أنه يجب علي دخول الأدبي باستثناء أهلي قالوا: إننا في عصر التكنولوجيا والسرعة، فلابد من تخصص رائع يؤمن لك الوظيفة المستقبلية.

أنا خائفة من المستقبل!الإنترنتأين أتجه؟

عذرا على الإطالة، وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

بداية شكر الله لك أختنا المباركة تواصلك مع موقعك موقع (إسلام ويب)، ونحن سعداء بك وبكل رسائلك، واسمحي لي يا أختي المباركة أن أؤكد معك على عدة أمور:

الأول: أن العلم بالتعلم، والنجاح بالجهد والمثابرة، ولا يأتي التوفيق بالأماني التي تخدع، بل بالعمل الدؤوب والمستمر وقديما قالوا:
ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر

الثاني: جميل أختي المباركة! أن تحبي نوعا من العلوم لتتخصصي فيه، لكني أخشى أن يكون هذا من باب الهروب الخادع الذي يذهب بك من الممكن إلى المجهول، والممكن هو الاجتهاد والحصول على درجات مرضية، والمجهول هو ما تريدين الذهاب إليه والله يعلم وحده النتائج، وعلماء النفس الذين تحبين القراءة لهم يقولون: إن المرء إذا لم يستطع تجاوز أمر شاق عليه؛ يقوده عقله الباطني إلى أن يسبح في جزء من الخيال هروبا من واقعه لا تحديا له.

الثالث: الميل إلى مواد بعينها لا يعني التفوق فيها، فلا ينبغي أن تضيعي سنين عمرك لتخرجي إلى شيء ربما يصيب وربما يخطئ.

الرابع: المستقبل بيد الله، فلا تقلقي عليه، وأمر المؤمن كله له خير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر؛ فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر؛ فكان خيرا له) رواه مسلم، فعليك أختي المباركة أن تبذلي جهدك، واعلمي أن الله لن يضيع أجر من أحسن عملا.

وفي الختام: لن أقول لك أختاه: اتركي ما أنت فيه من القسم العلمي لتلتحقي بالأدبي، ولكن أقول لك: اجلسي جلسة مصارحة مع نفسك واستشيري أبويك ومدرسيك، فهم أدرى الناس بقدراتك، وقبل ذلك ومعه وبعده استخيري الله عز وجل، فلا ندم من استخار ولا خاب من استشار.

وعليك بجوف الليل وخاصة الثلث الأخير منه وناجي ربك واسأليه أن يوفقك لما فيه الخير لك، وأن يشرح قلبك له، ونحن إخوانك في الشبكة الإسلامية ندعو الله أن يوفقك إلى خير العمل وعمل الخير، راجين الله أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات