السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أسأل الله العظيم أن يثيبكم على جهودكم المباركة في هذا الموقع المبارك، وأن يجعل ما تقدمونه في خدمة المرضى في موازين حسناتكم يا رب.
لدي ثلاث بنات، وأدعو الله أن يرزقني ابنا، وأبذل الأسباب في ذلك منها نوعية الغذاء، وكذلك أهمية انتظام الدورة الشهرية، وغسول بيكربونات الصوديوم وغيرها، علما أن ذلك لا ينافي القدر، فالأخذ بالأسباب في كل شيء متاح ومباح.
أسئلتي حفظكم الله:
هل صحيح أن الجماع في التبويض يؤدي بعد مشيئة الله إلى إنجاب ولد؟ وما هي أيام التبويض لمن دورتها منتظمة؟ وهل إنزال المرأة سبب في الحمل أم أن الحمل واقع ولو لم تنزل، بمعنى لو أن الزوج لديه سرعة قذف وأنزل قبل زوجته وهي لم تنته فهل يحصل الحمل؟
وإن كان الجواب بالإيجاب فأين ذلك من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا غلب ماء الرجل ماء الأنثى أذكر ...) الحديث؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جواهر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنشكر لك كلماتك اللطيفة، ويسعدنا تواصلك معنا في الشبكة الإسلامية، وندعو الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى.
وبالنسبة لسؤالك الأول فإن الكلام في هذا الشأن هو نظري بحت ولا دليل علمي على صحته, وهو اعتقاد بني على أساس أن الحيوان المنوي الذي يحوي الصبغي Y ويؤدي إلى الحمل بذكر هو أخف وزنا من الحيوان المنوي الذي يحوي الصبغي X ويؤدي إلى الحمل بأنثى، فإن تم الجماع فقط وقت التبويض فإن الحيوان المنوي الأخف سيكون أسرع، وبالتالي يتم الحمل بجنين ذكر.
وهنالك ملاحظات لابد من توضيحها، وهي أن هذا اعتقاد نظري لم تجر عليه أبحاث أو دراسات، ولم يوثق في المراجع والكتب الطبية، كما أن حركة الحيوانات المنوية لا تعتمد فقط على وزنها, بل هنالك عوامل متعددة تؤثر في حركتها.
إن حصر الجماع في يوم التبويض فقط يقلل من نسبة حدوث الحمل؛ لأنه يستبعد إياما أخرى هامة ومخصبة من الدورة الشهرية.
وبالمختصر هي طريقة غير مضمونة، وليس هنالك دليل عملي على صحتها، لكن اتباعها لا يؤدي إلى ضرر أو مشكلة طبية.
أما طريقة الغسولات بالبيكربونات فهو عدا عن أنها لم تثبت صحتها فهي قد تؤدي إلى أضرار في المهبل، مثل تغيير بيئته الفيزيولوجية، وتغيير التوازن الكيميائي المسمى PH، والذي هو هام جدا في حماية المهبل من الالتهابات المختلفة, كما أن ضرر هذه المادة على الحيوانات المنوية غير مدروس.
يوم التبويض يحسب بناء على الموعد المتوقع نزول الدورة القادمة فيه، فمثلا إن كنت تتوقعين الدورة في يوم 20-4-2011 فيكون يوم التبويض بطرح 14 يوما من ذلك التاريخ، أي في يوم 6-4-2011 ويجب أن تكون الدورة منتظمة.
أما فترة الخصوبة فهي تختلف عن يوم التبويض، وهي تتم بإضافة وطرح ثلاثة أيام من يوم التبويض، وتكون في مثالنا هذا من يوم 3-4-2011 إلى يوم 9-4-2011.
إن إثارة المرأة واستجابتها للمداعبات يؤدي إلى تنشيط الغدد الخارجية الموجودة حول فتحة الفرج، فتقوم بإفراز مادة بيضاء لزجة تسهل حدوث الإيلاج، وهذه المادة تفرز على مدخل المهبل من الخارج وهي ما تسمى إنزال المرأة، وهي تسمية ليست علمية على الإطلاق.
وهذه الإفرازات ليست ضرورية للحمل، فالحمل يحدث بدونها, كما أن الحمل يحدث حتى بدون تجاوب السيدة، وبدون وجود رغبة لديها في الجماع.
وهنالك إفرازات داخلية فيزيولوجية متواجدة في عنق الرحم وأعلى المهبل بشكل طبيعي ودائم، وبدون إثارة أو تهيج, وهي الهامة في حدوث الحمل، فهي تسمح للحيوانات المنوية بالسباحة فيها وتقوم أيضا بتغذيتها.
نسأل الله عز وجل أن يرزقك بما تقر به عينك.
انتهت إجابة الدكتورة/ رغدة عكاشة ـ استشارية نساء وولادة .. يليها إجابة المستشار الشرعي الشيخ / أحمد الفودعي لإكمال الفائدة:
فإن الحديث المشار إليه حديث صحيح، بل في أعلى مراتب الصحة، فإنه في الصحيحين وفي غيرهما، وفي معناه أحاديث كثيرة أيضا في الصحيحين وغيرهما كقوله عليه الصلاة والسلام: (إذا علا ماء الرجل ماء المرأة) وقوله صلى الله عليه وسلم (لما سئل: هل تنزل المرأة؟ فقال: فبم يشبهها ولدها؟) وغير ذلك الكثير من الأحاديث النبوية في هذا المعنى، وهذه الأحاديث كلها كما يقول أهل العلم تدل على أن للمرأة ماء كالرجل، وأن الولد يتخلق بإذن الله تعالى من مائهما وليس من ماء الرجل وحده، ولكن النصوص لم تشر إلى كيفية خروج هذا المني من المرأة ومتى يكون بالضبط، وهل تحس المرأة به عند نزوله أو لا تحس، إلى غير ذلك من التفصيلات، فلا نعلم من النصوص النبوية ما يدل على هذا كله، وهذا أمر خاضع للواقع والحقائق العلمية، ولا يمكن أن يتعارض كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح الثابت عنه مع حقيقة علمية، ولكن لابد أن تكون هذه حقيقة وليست مجرد تخرصات وظنون.
وإذا ثبت هذا فإنه لا يشكل ما ذكرنا من أن مني الرجل ومني المرأة يخلق الله عز وجل منهما الجنين، وما ذكرته الطبيبة في أن المرأة قد تنزل دون أن تشعر هذا لا ينافي أيضا ما ورد في الأحاديث بهذا التوجيه الذي ذكرنا، والله أعلم.