قصر القامة عند الفتاة وما يترتب عليه من مشاكل نفسية عندها

0 361

السؤال

السلام عليكم.
أنا بنت عمري 20 سنة من صغري وأنا أعاني من خجل شديد، وأيضا عائلتي من صغري وهم يسخرون من قصري الذي لم أكن أفكر فيـه، حتى جعلوا عيني تنفتح على هذا الموضوع وتتعب نفسيتي، وإلى يومي هذا وأنا ما زلت أفكر كيف أطول وأرتاح، وكيف أتخلص من خجلي.

وأريد أن أعرف هل الأدوية التي ستنصحني بها لها أضرار في المستقبل.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن من يسخر منك من أفراد عائلتك هذا أمر غير مقبول وغير حميد، ولا نقره أبدا، وأعتقد أن العقلاء من الناس لا يقومون بمثل هذا الأمر مع احترامي الشديد لأسرتك.

ومن هنا أرجو أن تجدي لهم العذر ولا تهتمي بما كانوا يقولونه، فلله في خلقه شؤون، هنالك من هو قصير، هنالك من هو طويل، هنالك من هو سمين، هنالك من هو نحيف، وهكذا. هذه اختلافات بين البشر يجب أن لا يحتج عليها أحد، ويجب أن يكون الناس على مستوى من النضوج والتفكير المسئول.

الإنسان لا يحكم عليه بطوله ولا بقصره ولا شكله ولا لونه، يحكم عليه بخلقه وبدينه ونفعه للآخرين ولنفسه. هذه هي الأسس الرئيسية لفعالية الإنسان.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا لا أريدك أبدا أن لا تعطي هذه النقطة أي اعتبار ما دام هذا القصر في الطول هو قصر طبيعي، وأن أنوثتك مكتملة فهذا يدل على أنك لا تعانين من أي خلل هرموني، أما إذا كان هذا القصر مرتبطا ببعض الخلل الهرموني، فهذا يظهر في شكل عدم نزول دم الطمث وعدم ظهور الأعراض الجنسية الأنثوية الثانوية المعروفة.

فإن كان لديك شيء من هذا أنا أقول لك أعرضي نفسك على طبيب الغدد ليتأكد من المستوى الهرموني لديك، وسوف يفحص الطبيب هذا الأمر بدقة، وهنالك هرمون يعرف بهرمون النمو إذا كان لديك أي نقص في هذا الهرمون فقطعا الطبيب سوف يقوم بإجراء اللازم.

أنا حقيقة: هذا الذي ذكرته لك أرجو أن لا يسبب لك مزيدا من القلق، وأنا اشترطت الذهاب إلى الطبيب إذا كانت العلامات الأنثوية ليست موجودة لديك أو ليست كاملة، ففي هذه الحالة تكون هنالك مشكلة طبية ربما تفسر قصر القامة.

بخلاف ذلك فيجب أن لا تشغلي نفسك أبدا بهذا الموضوع، وأعتقد أن الخجل الشديد الذي تعانين منه هو ناشئ من شعورك بشيء من النقص أو ما يسمونه في علم السلوك الشعور بالدونية، لا أريدك أبدا أن يأتيك هذا الشعور، وحاولي أن تثبتي ذاتك من خلال فعاليتك، حقري هذا الخجل، وحاولي أن تبني علاقات مع الصالحات من الفتيات، سوف تجدي منهن القبول، سوف تجدي منهن المساندة، سوف تحسين بالطمأنينة، اذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن هنالك لا أحد يسخر من أحد، بل على العكس تماما الإنسان يحس بالطمأنينة ويحس بأنه مقبول ومحبوب من الآخرين.

هنالك أيضا أمر مهم أنك طالبة جامعية، وإن شاء الله تعالى من خلال إبرازك لمقدراتك العلمية والحصول على المؤهل المتميز والحصول على درجة التفوق، كل هذه النواقص الشكلية سوف تنتهي تماما.

أيتها الفاضلة الكريمة: حقيقة أنصحك بدواء واحد يزيل إن شاء الله تعالى من الخجل الاجتماعي، والدواء إن شاء الله سليم ولن يؤثر أبدا عليك في المستقبل، فنحن نحرص على سلامة الدواء قبل حرصنا على فعاليته. عقار لسترال والذي يعرف تجاريا أيضا باسم (زولفت) ويعرف علميا باسم (سيرترالين) سيكون دواء مناسبا جدا بالنسبة لك، وهو لا يحتاج إلى وصفة طبية، تناوليه بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – يفضل تناوله ليلا بعد الأكل، استمري على هذه الجرعة لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعيها إلى حبة كاملة – أي خمسين مليجراما – استمري عليها يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذه مدة قصيرة جدا لتناول الأدوية النفسية، وإن شاء الله تعالى سوف تجدي فائدة كبيرة جدا في هذا الدواء، ولكن أريدك حقيقة أن تركزي على ما ذكرته لك من إرشادات أخرى.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات