السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرى في منامي أحلاما مخيفة، وأنني سأقع من على شيء، وأناسا تخيفني، وأفاع تهاجمني، وهي أكثر شيء أراه في منامي، ومنذ فترة طويلة ما يقارب السنتين دائما أراها سوداء وبأحجام مختلفة إلا في آخر مرة فإني رأيتها صفراء وكبيرة جدا، وقد تعبت من هذه الأحلام، فأنا أستيقظ بالليل وأنا خائفة.
أنا لم أدع شيئا إلا وفعلته لكي أتخلص منها، فأنا -ولله الحمد- مواظبة على الصلاة، وعلى قراءة القرآن وأذكار الصباح والمساء، وأقرأ المعوذات وآية الكرسي، وآية 102 من سورة البقرة، وآخر آيتين منها، وأمسح بهما وجهي وبعض جسدي حسب ما ذكرتم لي في استشارة قديمة، وأذكر عبارة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحا ومائة مرة مساء، وقد وجدت بها نتيجة عظيمة لفترة طويلة ولم تراودني هذه الأحلام، لكنها الآن عادت مرة أخرى، وبالرغم من كل هذه الأذكار أيضا أنا أستغفر الله خلال النهار كثيرا.
أنا غير متزوجة، وأخشى أن يكون أحد ما يمكر بي، وأنا الآن أستبعد السحر وهذه الأمور؛ لأنني ذهبت إلى شيخ وتلا علي بعض الآيات وقال: إنه لا يوجد شيء.
ما هي نصيحتكم لي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن هذا النوع من الأحلام المزعجة كثيرا ما يكون مرتبطا بحالة قلق نفسي بسيط، والتفكير في الحلم من هذا النوع والتأمل فيه بعد الاستيقاظ أيضا يزيد من قلق الإنسان، ويجعل هذه الأحلام تراوده مرات ومرات؛ لأن الإنسان يتوقعها بالرغم من كراهيته لها.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنا سعيد جدا أن أعرف أنك ملتزمة التزاما قاطعا بأذكار النوم، وهذا شيء جميل جدا، وعليك بعد ذلك اتباع الآتي:
أولا: يجب أن تكوني في حالة راحة واسترخاء نفسي وجسدي ساعة إلى ساعتين قبل النوم، بمعنى أن لا تشغلي نفسك بقدر المستطاع بأي أمر مزعج، حاولي أن تستلقي على السرير وأنت في وضع مريح، ولا تقرئي أمورا مثيرة أو تشاهدي برامج تلفزيونية مثيرة قبل النوم، ويجب أن يكون هنالك فاصل زمني كامل ما بين الأنشطة الحياتية التي تتطلب التفكير والجهد والانفعال والنوم..هذا مهم جدا.
ثانيا: عليك أن تتناولي طعام العشاء في وقت مبكر، وأن تكون وجبة العشاء خفيفة، وأن تتجنبي الأطعمة الدسمة.
ثالثا: أرجو أن لا تتناولي الشاي أو القهوة أو البيبسي أو الكولا أو الشوكولاتا بعد الساعة السادسة مساء؛ لأن هذه المركبات والمشروبات تحتوي كلها على مادة الكافيين، وهي مادة مثيرة لكثير من الناس، وتزيد من القلق، وهذا ينشأ منه ضعف في النوم واضطراب وأحلام.
رابعا: عليك بممارسة أي نوع من التمارين الرياضية، خاصة في فترات الصباح أو النهار وليس في فترات المساء (أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة).
خامسا: تجنبي النوم النهاري.
سادسا: ثبتي وقت النوم، فبعض الناس يخل بساعته البيولوجية، وذلك من خلال عدم انتظام في تثبيت وقت النوم، والبعض قد يشعر بالنوم مرة الساعة التاسعة مساء ومرة أخرى الساعة الواحدة صباحا، وهكذا، وهذا ليس بالأمر الصحيح، إنما يجب أن يكون هنالك تثبيت معقول لوقت النوم.
سابعا: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء أرجو أن تمارسيها وتطبقيها خاصة قبل النوم، وهناك تمارين جيدة وهي تمارين التنفس المتدرج، وهي سهلة جدا، فقط وأنت مستلقية فكري في حدث سعيد، وأغمضي عينيك، وافتحي فمك قليلا، بعد ذلك خذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، واجعلي صدرك يمتلأ بالهواء، ثم أخرجي الهواء بكل بطء عن طريق الفم.
كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء قبل النوم، وستجدي فيه إن شاء الله فائدة كبيرة جدا.
وأخيرا: أود أن أصف لك دواء ممتازا وطيبا، وسوف يساعدك كثيرا –بإذن الله تعالى- في زوال القلق وتحسين نومك، يعرف هذا الدواء تجاريا باسم (تربتزول) واسمه العلمي هو (إميتربترالين) وهو متوفر في فلسطين، وهو دواء غير مكلف، أرجو أن تتناوليه ليلا بجرعة خمسة وعشرين مليجراما.
الدواء يتم تناوله ساعتين قبل النوم، وربما يسبب لك بعض الجفاف في الفم وثقل في العينين في الأيام الأولى للعلاج، لكن بخلاف ذلك هو دواء سليم جدا، وهذه الآثار الجانبية سوف تنتهي تماما.
إذا لم تتحصلي على الإميتربترالين، فالدواء البديل يعرف تجاريا باسم (موتيفال) يمكن تناوله أيضا ليلا ساعة إلى ساعتين قبل النوم.
استمري على هذه الأدوية لمدة ستة أشهر، ثم توقفي عن تناولها.
أشكرك كثيرا، وأنا حقيقة سعدت جدا حين ذكرت في رسالتك أنك تستبعدين السحر، وأنت الحمد لله تعالى محصنة، وفي حفظ الله وحرزه، فقط حافظي على أذكارك، وطبقي التعليمات التي نصحناك بها، وسوف تشفين بإذن الله تعالى.
في بعض الأحيان ننصح الناس أيضا بأن لا يحكوا عن أحلامهم، فهذا مهم جدا، وحين تستيقظي من النوم وتحلمين هذه الأحلام اتفلي ثلاثا على شقك الأيسر، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم ومن تلك الأحلام، واسألي الله الخير، وهنالك وسيلة أخرى هي أن تحاولي أن تنهي الحلم نهاية سعيدة، أضيفي من عندك بعض المشتقات الجديدة للحلم، فمثلا هذه الثعابين تصوري أنها ورودا رأيتها وشاهدتها وشيء من هذا القبيل، فهذا أيضا من الحيل النفسية العلاجية الطيبة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
================
لمزيد من الفائدة: راجعي هذه الاستشارات حول علاج الكوابيس والأحلام المزعجة سلوكيا : 2744 - 274373 - 277975 - 278937