اضطرابات الجهاز الهضمي وعدم استجابتها للعلاج

0 664

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يعلم الله أني لم أرسل لك إلا بعد أن تعبت من معدتي، وتبقى الشكوى لله سبحانه وتعالى، لكن أملي بالله ثم بك فأرجوك لا تهمل رسالتي.
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، غير متزوجة، موظفة، وزني 57 كيلو، وطولي 168، يوجد بعملي الكثير من الضغط، وأنا شخصية حريصة ودقيقة جدا في العمل، وتعب معدتي أثر كثيرا على نفسيتي وأدى إلى اضطراب في النوم لدي.
منذ شهر جمادى الآخرة بتاريخ 13/6/1431 تناولت عصير برتقال بعد العشاء، وفي الصباح كان فطوري ورق عنب، ومن هنا بدأت معاناتي، بدأت أحس برغبة في الاستفراغ، وحاولت تجاهلها، ولكن استمرت أياما، فذهبت إلى مستوصف خاص، وكشفت علي الدكتورة كشفا موضعيا فقط، وقالت: هناك تهيج في القولون، وصرفت لي أدوية، وقالت: عليك أن تقللي من المقليات، وأن تكتفي بالرز المسلوق، وفي الجملة قللي من الأكل، واستمريت على ذلك، ولكن بعد فترة بدأت أحس بدوار ودوخة وألم بالقلب، وذهبت للمستوصف مرة أخرى، وقالت: عندك فقر دم، وأعطتني العلاج، ونصحتني بالأكل، ورجعت آكل جيدا، وعادت الرغبة في الاستفراغ، وعاد ألم المعدة، والدوخة الشديدة، فذهبت لمستوصف آخر، وأجروا تحليل دم، وقالوا: لديك جرثومة معدة، وأعطوني (أميماسين 500) و(فلاجيل 500) و(Gasec20) واستمريت على العلاج لأسبوعين، ورغم أنه أتعبني إلا أنني تحسنت بنهاية شهر رجب، وكنت جيدة إلى حد ما، وخلال شهر رمضان عادت الرغبة في الاستفراغ يصاحبها التجشو، حيث أحس أن معدتي مليئة بالغازات وأريد إخراجها، فذهبت للمستوصف، وقالوا عندك عسر هضم، وأعطوني أدوية من ضمنها (Dogmateel 50) و(Hyposec) وإنزيمات هاضمة، وقالت استخدميها لعشرة أيام فقط، وفعلا بعدها تحسنت.
وخلال شهر ذي الحجة عاد الصداع والرغبة في الاستفراغ والدوخة، فعدت للمستوصف، وأجريت تحليل دم، وقالوا: عادت الجرثومة، وأعطوني Amoxil وGasec 20 واستخدمتها عشرة أيام ولم أتحسن، وهنا ذهبت لعيادات المفرح لدى الدكتور الطعيمي، وكشف علي، وأعطاني جلفاموكس و500Klacid وGasec20، وقال استخدميها لأسبوع واستخدمتها، وخلال الثلاثة الأيام الأولى كان البراز شديد الليونة، وكنت أشعر براحة كبيرة خاصة أنه خف انتفاخ البطن، ثم باقي الأسبوع عاد البراز طبيعيا، وبعد الأسبوع صرف لي Dicetel وPariet20 وقال استخدميها لأسبوعين، واستخدمت معها اليانسون والعسل والحبة السوداء، حيث كنت أمضغ الحبة الصحيحة من الحبة السوداء، وكنت أحس فورا ببراز شديد الليونة حين أمضغ، حيث أوضحت لي إحدى صديقاتي أن بمضغ الحبة السوداء غازات طائرة جيدة للمعدة ومقوية للمناعة، بعدها بدأت أحس بتحسن واضح جدا -ولله الحمد-، وبعد الأسبوعين أوقف العلاج وتركني أسبوعين بدون علاج، ثم أجرى لي تحليل الجرثومة بالتنفس، وكان التحليل سليما، وذلك بتاريخ 18/2/1432 وقد أجرى لي عدة تحاليل دم وبراز -أكرمكم الله- وكانت النتائج سليمة والحمد لله، ثم بتاريخ 20/3/1432 عادت الرغبة في الاستفراغ والإحساس بالغازات بالمعدة، وعدت إلى الدكتور وأعادني على علاج Dicetel وقال استمري عليه ثلاثة أشهر، في الأول ثلاث مرات يوميا، وفي الشهر الثاني مرتين، وفي الشهر الثالث مرة واحدة، وقال: إن القناة الهضمية مضطربة ونحتاج إلى تهيئتها وإعادة ترتيب عملها، وأنا الآن عليه، فبم تنصحني؟ خاصة أني قرأت عن خلطة مكونة من الحلبة واليانسون والبابونج والزنجبيل والمستكة لعلاج الجهاز الهضمي، فهل تنصحني بها؟ وما تشخيص حالتي بالضبط: هل هو قولون أم جرثومة أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن سلبية تحاليل الجرثومة في النفس Breath test وتحليل البراز يشير إلى أنك قد تخلصت من الجرثومة ولله الحمد، والأعراض التي تشكين منها هي أعراض عسر الهضم أو سوء الهضم، والتي يمكن أن تحدث بسب العديد من الأمور، منها:
- وجود الجرثومة، والذي يمكن أن يسبب العديد من الأمور، منها التهاب المعدة والقرحة والحمد لله تم التخلص منها عندك.
- ارتجاع حموضة المعدة إلى المريء، وهذا يسبب التهاب المريء وآلام خلف الصدر مع حرقة، والإحساس بالحموضة، إلا أن هذا على ما يبدو ليس السبب في ذلك.
- بعض الأدوية خاصة الأدوية المسكنة، وأنت لا تتناولين هذه الأدوية.
- قد يؤدي ابتلاع الهواء عن طريق المضغ والفم مفتوح، أو التحدث أثناء المضغ، أو بلع الطعام بسرعة إلى عسر الهضم، وتسهم كثرة تناول السوائل مع الأكل في التسبب في عسر الهضم؛ حيث إنه يخفف الإنزيمات التي يحتاجها الهضم، وبعض المشروبات والأطعمة قد تكون سببا في عسر الهضم؛ لأنها مهيجة للجهاز الهضمي، وتتضمن هذه الأطعمة: الأطعمة الدهنية، والحريفة، والمكررة، والكافئين، والخل..
- كما أن عسر الهضم قد يكون بسبب العوامل النفسية، مثل الضغوط والقلق والتوتر، أو خيبة الأمل؛ حيث تؤدي إلى اضطراب الآلية العصبية التي تتحكم في انقباض عضلات المعدة والأمعاء، كما أن إنزيمات الهضم إذا نقصت تؤدي إلى متاعب في الأمعاء، وكثيرا ما يصاحب عسر الهضم حرقة القلب.
- أحيانا يكون السبب هو كثرة استخدام مضادات الحموضة، فإن لحمض الهيدروكلوريك الذي تفرزه المعدة دور كبير في تكسير وهضم الطعام، وهذا الحمض تفرزه غدد في المعدة، وقد يؤدي عدم وجوده بكمية كافية إلى عسر أو سوء الهضم، ويمكن تحديد فيما إذا كان بحاجة لمزيد من الحمض بواسطة اختبار بسيط، وهو تناول ملء ملعقة كبيرة من خل التفاح أو عصير الليمون، فإذا أدى هذا إلى زوال عسر الهضم، فإنه في حاجة للمزيد من حمض الهيدروكلوريك في المعدة، وإذا زاد الخل أو الليمون من شدة الأعراض، فهذا يعني أن لدى الشخص الكثير من هذا الحمض، وبهذا يحتاج المريض لمضادات الحموضة.
لذا يجب أن تراقبي نفسك من ناحية سرعة تناول الطعام، والتوتر أثناء تناول الطعام، فهذا قد يسبب كثرة دخول الهواء إلى المعدة، وهذا يسبب الإحساس بالانتفاخ، وفي حال وجود الإحساس بالحموضة تستعمل مضادات الحموضة لتخفيف الشعور بعسر الهضم وحرقة الفؤاد، ولكن في معظم الأوقات قد تزيد الأمور سوءا؛ حيث تقوم بمعادلة الحمض في المعدة، مما يمنع الهضم السليم وتعوق امتصاص المواد الغذائية، مما يؤدي إلى استمرار عسر الهضم.
وبذرة اليانسون تحتوي على زيت طيار وأهم مركبات هذا الزيت هو الأنثيول Anethole وتستخدم البذور كطاردة للغازات وضد المغص، وتؤخذ بذور اليانسون إما مضغا أو سفا أو يؤخذ ملء ملعقة أكل على ملء كوب ماء مغلي، وتترك لمدة 15 دقيقة، ثم يشرب الكوب بما فيه بمعدل ثلاث مرات يوميا.
وإذا أردت أن تستخدمي الخلطة التي تكلمت عنها فلا بأس بذلك، فهي من الخلطات الشعبية.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات