كثرة الإجهاض والتحاليل كلها سليمة!

0 579

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني من الإجهاض المتكرر (خمس مرات)، وكلهم في نفس الأسبوع بين السابع والثامن.

عملت جميع الفحوصات والأشعة الخاصة بالإجهاض المتكرر، المهم وغير المهم، وزوجي كذلك، وأخيرا قالت لي الدكتورة: لا يوجد أي سبب طبي لحصول الإجهاض، بالرغم من أني في حملي الأخير أخدت الفولك أسيد، والإسبرين قبله بشهر، وعند تأخر الدورة أخدت إبر الهيبارين إبرة واحدة على البطن يوميا، وحبوب تثبيت، والراحة التامة، ولكن تعود نفس المشكلة يبدأ هرمون الحمل بعد التضاعف ثم تدريجيا ينزل الهرمون، حتى الجنين لا ينزل بسرعة إلى أن آخذ وصفات تنزله، وتنظف الرحم.

أنا محتارة في أمري، وكذلك جميع الدكاترة الذين ذهبت إليهم. فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم زياد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل يا عزيزتي إن الطب والعلم يقفا عاجزين في أحيان كثيرة أمام بعض الحالات الطبية، ومنها: حالة تكرر الإجهاض دون وجود سبب في التحاليل، وصدق الله العظيم حين قال في محكم كتابه (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).

وأتفهم حيرتك وقلقك، وسأحاول أن أوضح لك بعض الأمور لعل فيها المساعدة والفائدة -بإذن الله-.

تقريبا في نصف الحالات التي يحدث فيها الإجهاض المتكرر لا يمكننا معرفة السبب، وتكون كل التحاليل التي نقوم بها طبيعية، لذلك فحالتك نصادفها كثيرا في الممارسة السريرية، ورغم أنها تضع المريضة في حيرة واستغراب إلا أننا ننظر طبيا إلى الأمر بطريقة مختلفة، ونقول بأن هذه الحالات التي لا يوجد فيها سبب واضح هي أكثر الحالات استجابة عند تكرار محاولة الحمل، وتكون نسبة نجاح الحمل فيها هي بحدود 55% أي أكثر من النصف، بمعنى أنه يبقى احتمال أن يستمر الحمل أكبر من احتمال أن يجهض، ولذلك فإن النصيحة الهامة التي أود أن أقولها لك هي: عدم اليأس وتكرار محاولة الحمل حتى بعد حدوث خمس إجهاضات.

ولكوني لا أعرف ما قمت به من تحاليل فإنني أقترح عليك أن تقومي بالتحاليل الآتية -إن لم تكوني قد قمت بها سابقا- وهي تحليل للغدة الدرقية، ولتحمل السكر، ولهرمون الحليب، مع أخذ مسحة للزراعة من أعلى عنق الرحم HCS CULTURE- .TSH-FREE T4- PROLACTIN-GTT.

وبالطبع إن كان في أي منها خلل فيجب العمل على علاجه قبل محاولة الحمل، وإن كانت هذه التحاليل طبيعية فإنني أقترح عليك الآن وقبل حدوث الحمل أن تتناولي مضادا حيويا مدة أسبوعين مثل دواء AZITHROMYCIN لعلاج أي التهاب خفي في عنق الرحم لم يظهر بالتحليل، وأن تتناولي حبوب الفوليك آسيد من الآن، وقبل حدوث الحمل، والاستمرار عليها كل يوم حبة.

وعند حدوث الحمل الجديد -بإذن الله- فبالإضافة إلى إبر الهيبارين فإنه -ومن خبرتنا- هنالك حالات قد استفادت بإضافة حبوب اسمها PREDNISONE بجرعة من 40 إلى 60 ملغ يوميا، وهي عبارة عن نوع من الكورتيزون يساعد في بعض الحالات المرضية غير المشخصة، وهو كأي دواء قد يؤدي إلى بعض الأعراض غير المرغوب بها، وهي ستكون مؤقتة وتزول بعد إيقافه -بإذن الله-.

وأقترح عليك تقليل كل ما يحوي على الكافيين مثل الشاي، والقهوة، والكولا في الحمل بحيث لا يتم تجاوز كمية 300 ملغ من الكافيين يوميا .

إن كان وزنك فوق المعدل الطبيعي فيجب العمل على خفضه قبل حدوث الحمل مجددا، وأي خسارة في الوزن -إن كان زائدا- ستزيد من احتمال نجاح الحمل -بإذن الله-.

عليك الحذر من الأجواء التي يكثر فيها التدخين، أو الأجواء الملوثة الهواء، وتحاشي استخدام المواد الكيماوية، سواء المنظفات، أو أي روائح عطرية، أو غيرها، واستبدالها بالمواد المصنوعة من أشياء طبيعية، والابتعاد عن تناول الأطعمة المعلبة والمحفوظة وما شابه ذلك، لأنها تحوي موادا غير معروفة التأثير قد تؤثر على بعض السيدات المؤهبات .

ولأضعك في صورة أحدث الأبحاث في موضوع تكرر الإجهاض فأحب أن أقول لك:

إن هنالك نظرية قيد الدراسة حاليا تقول: قد يكون السبب في تكرر الإجهاض بهذا الشكل هو رفض مناعي في جسم الأم لخلايا الجنين، ويتم العمل حاليا في بعض المراكز الطبية على تجربة إزالة هذا الرفض من جسم الأم عن طريق إعطائها كريات بيضاء، وهذا العلاج لم يتم اعتماده بشكل واسع لغاية الآن؛ لأنه لم يتم التأكد من فاعليته أو سلامته.

أكرر قولي بأنه يجب عليك التحلي بالصبر والتفاؤل، ويبقى أفضل حل هو تكرار المحاولة مع الأخذ بالأسباب السابقة. ومن ثم الاتكال على الله فهو خير الحافظين.

نسأل الله -عز وجل- أن يعوضك بكل خير. ويرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مواد ذات صلة

الاستشارات