السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة جامعية، أبلغ من العمر (26) سنة، معروفة وبفضل الله بحسن الخلق والخلقة.
مشكلتي مع الخطاب تكمن في أنه يتقدم العديد لخطبتي بأشكال مختلفة، منها الزيارات المفاجئة لي في مكان العمل، أو باتصال هاتفي أو زيارة للمنزل، والطابع العام لكل ذلك الإعجاب الشديد والارتياح المطلق، والحديث صراحة عن الرغبة في العودة لإتمام الموضوع، وفجأة يتوقف الموضوع بدون أي سبب!
يتكرر معي هذا الشيء في كل المواقف السابقة، وهي طبعا لا تعد، باختصار من يأتي على المنزل لا يعود.
لي على هذا الوضع (4) سنوات، حتى بدأت أقتنع بما أسمعه، وهو أنني معيونة أو محسودة، وبشدة لي (4) سنوات مواظبة على نفس الأدعية التي أشرتم بها على نفس الاستشارات السابقة.
أسمع من الكثير دائما بأنني معيونة وبشدة ولا أدري ما العمل؟! أشيروا علي من فضلكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوسو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.
وبخصوص ما ورد برسالتك أختي الكريمة الفاضلة، فإنه مما لا شك فيه أن الإنسان إذا كان قد من الله تبارك وتعالى عليه بحسن الخلق والخلقة، خاصة أيضا توافر عمل، وتخرج الأخت من خلاله إلى الحياة العامة، فيراها القاصي والداني، ثم تفاجأ بأن الذي يبدي إعجابه بها أو رغبته في الارتباط بها يذهب فلا يرجع مرة أخرى!
هذا الأمر يثير قلقا وإزعاجا لدى الشخص نفسه، بل ولدى أسرته كلها قاطبة، خاصة وأنه قد مر عليك أربع سنوات، ورغم ذلك الذي يتقدم إليك يذهب ولا يعود مرة أخرى، ويتوقف بدون أي سبب، وهذا الأمر قد تكرر معك فترات طويلة.
أقول: هذا الأمر مما لا شك فيه في غاية الإزعاج، ويحتاج فعلا منا أن نبحث عن حل له، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تداووا عباد الله فإن الله ما خلق داء إلا خلق له دواء)، وهذا الذي ذكرته أختي الكريمة يمثل حقيقة نوعا من الاعتداء من بعض هؤلاء الذين يملكون قلوبا مريضة لا يحبون الخير للناس، ولا يفرحون لفرح الناس، وإنما يسعدون غاية السعادة إذا وجدوا غيرهم يتألم أو وضعه يسوء أو وجدوا أن الأمراض والعلل والأسقام قد أحاطت به.
هؤلاء شرذمة قليلون، ولكنهم موجودون ومزعجون، وعبر التاريخ وجدت هذه الفئة المريضة التي تحسد الناس على ما أكرم الله به عباده، كما قال سبحانه: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله}، وقال أيضا: {حسدا من عند أنفسهم} وقال الله تبارك وتعالى: {من شر حاسد إذا حسد}.
فالذي أتصوره أن هناك أناسا عز عليهم أن يروك في هذه النعم التي أكرمك الله بها، ولذلك صوبوا تجاهك سهام الحقد والحسد، سواء أكان ذلك بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة.
الذي أراه بارك الله فيك أن علاج هذه الحالة التي أنت عليها يكمن في الرقية الشرعية، فالرقية الشرعية أختي الكريمة الفاضلة قطعا إذا لم تنفع فهي لن تضر، لأنها كلام الله تبارك وتعالى وكلام النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام.
لذلك أرى بارك الله فيك أن تبدئي في عملية العلاج في أقرب وقت، أنت تقولين بأنك تواظبين على أدعية وعلى أذكار معينة، أقول لك نعم، ولكن ليس كل من يقرأ عن الطب يكون طبيبا ولا كل من يقرأ عن الهندسة يكون مهندسا، فقد يكون الإنسان لديه خلفية ولكنه عند التطبيق لا تكون لديه القدرة على التأثير، أو لديه القدرة على نفع نفسه يقينا، ولذلك جعل الله تبارك وتعالى لكل شيء أهل خبرة واختصاص، ومن هنا قوله جل جلاله: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}، فالذي أنصح به بارك الله فيك: ضرورة البدء في مشروع الرقية الشرعية، وتستطيعين ذلك أولا عن طريق الشبكة العنكبوتية بأن تكتبي في موقع البحث جوجل (الرقية الشرعية) ستجدين أمامك كما كبيرا من المواقع تتحدث عن الآيات التي تستعمل في الرقية وكذلك أيضا الأحاديث والأدعية، وأيضا تتحدث عن كيفية العلاج إلى غير ذلك.
من الممكن الاستعانة بعد الله تبارك وتعالى بهذه المعلومات، وتطبيقها على نفسك، لأني شخصيا أفضل أن تعالج الأخت نفسها بنفسها، لأن المرأة عورة وأحيانا قد تتكشف، فأنت عندما تعالجين نفسك سوف تجدين خيرا كثيرا.
إذا لم يتيسر ذلك فهناك بارك الله فيك عشرات أو كم كبير من الكتب والكتيبات والمطويات والنشرات التي تحوي أيضا الآيات والأحاديث التي تخص الرقية الشرعية، وهناك أشرطة أيضا لبعض المشايخ المتميزين من الممكن الاستفادة منها.
إذا لم يتيسر لك ذلك بنفسك فمن الممكن أن تستعيني ببعض أرحامك كالوالد أو الوالدة أو غيرهما ممن هم من أرحامك لمساعدتك في هذا الأمر، أيضا إذا لم يتيسر لك ذلك فمن الممكن الاستعانة ببعض الرقاة الثقات الذين عرف الناس عنهم سلامة المعتقد، وأنهم لا يستعملون وسائل غير مشروعة، لأن هذا الباب باب واسع ودخله كثير من الأدعياء الذين خلطوا الحابل بالنابل والخير بالشر والصواب بالخطأ، ولذلك لابد إذا أردنا أن نستعين بعد الله تعالى بأحد هؤلاء أن نعلم أنه صاحب عقيدة صحيحة وأنه فعلا لا يخرج عن إطار السنة في العلاج.
بإذن الله تعالى أنا واثق أنه بجلسة أو بجلستين أو ثلاث سوف تزول هذه المسألة، لأن الذي تعانين منه الآن إما أن يكون سببه حسدا، والحسد إما أن يكون من الإنس أو الجن، وإما أن يكون سببه عين، والعين أيضا إما أن تكون من الإنس أو الجن، وإما أن يكون سببه سحر قام به إنسي لإلحاق الضرر بك ولصرف الناس عنك.
كذلك إما أن يكون عشقا من الجن، بمعنى أنه اعتداء جني عليك شوه صورتك في وجه كل من يأتيك ويجعل هناك نوعا من الصدود والنفور وغير ذلك حتى يصرف الناس عنك.
هذا كله حقيقة وارد، والذي أنت تعانين منه لابد أن يكون سببه واحد من هذه الأشياء، ونحن حقيقة لا نعلم الغيب ولا نستطيع أن نجزم بأن الذي عندك هو شيء معين، وإنما من خلال آيات الرقية سوف يعرف الأخ المعالج ما الذي عندك تحديدا، ونحن في الغالب لا نركز على من فعل هذا الشيء بقدر ما نركز على التخلص من هذه المشكلة، وأنا واثق أنها بإذن الله تعالى جلسات معدودات وسوف تكونين في أحسن حال، وبإذن الله يمن الله تبارك وتعالى عليك بما يعوضك خيرا عما فقدت خلال هذه الفترة، وبما يكون عونا لك على طاعته.
أوصيك أختي الكريمة حتى يتيسر ذلك بضرورة المحافظة على أذكار الصباح والمساء، خاصة قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة في الصباح ومثلها مساء.
كذلك (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحا ومثلها مساء، وكذلك (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق)، واجتهدي في الدعاء، واجتهدي على أن تكوني على وضوء دائما، وحافظي على قراءة سورة البقرة يوميا في البيت، حتى يتيسر وجود المعالج وإلى غير ذلك، لأن سورة البقرة النبي عليه الصلاة والسلام أخبرنا أنه لا يستطيعها السحرة - أي لا يقدرون عليها - وأن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يقربه شيطان ثلاث ليال.
اجتهدي أن تكوني على وضوء دائما، أكثري من الدعاء والإلحاح على الله أن يعافيك الله تبارك وتعالى وأن يرزقك الزوج الصالح، وأكثري من الصلاة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام بنية الشفاء، وأكثري من الاستغفار لأن الاستغفار من مفاتيح الرزق، وأبشري بفرج من الله قريب، واعلمي أن هذه مسألة بإذن الله تعالى سهلة ميسورة، وأنه بالرقية الشرعية بإذن الله تعالى سوف تزول كل هذه الأعراض وتمحق كل تلك الآثار، وسوف يأتيك بإذن الله تعالى العبد الصالح الذي يكون عونا لك على طاعة الله ورضاه.
هذا وبالله التوفيق.