أعاني من القلق منذ صغري نتيجة المشاكل الأسرية، ما توجيهكم؟

0 392

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من القلق في صغري، نتيجة المشاكل الأسرية، وتحول مع الزمن لاكتئاب كثير، لا أجد معه طعم الدنيا، استخدمت مضادات الاكتئاب بمختلف أنواعها، ولم أجد لها الأثر المرجو، حيث أعاني من الشدة النفسية والقلق.

قرأت في استشارات الموقع عن (الدوجماتيل والفلوناكسول) للقلق، ولكني متخوف من آثارها بعيدة المدى من ارتعاش وعسر الحركة.

هل هناك بديل؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

كثيرا -حقيقة- ما نصف أنفسنا بأوصاف قد لا تكون دقيقة، والأمور النفسية من قلق واكتئاب وخلافه يجب أن تحدد حقيقة، وتشخص بواسطة المختص.

أنا أحترم رأيك جدا، في هذا السياق، لأنك أنت الذي تحس بهذه المشاعر، لكن أريدك أن لا تبني فكرا سلبيا، حتى وإن كان هنالك أعراض اكتئابية، يجب أن لا تعتبر هذا الاكتئاب ملاصقا أو صديقا لك أبدا، لأن تثبيت مثل هذه الأفكار السلبية هو من أكبر المعيقات التي نشاهدها في علاج حالات الاكتئاب النفسي.

إذن الفكر السلبي مرفوض، أنت الحمد لله تعالى شاب، أنت لديك الكثير من الإيجابيات التي تعلمها أنت، ولديك -إن شاء الله تعالى- القوة النفسية والقوة الجسدية، وأمامك فرصة عظيمة جدا لتطوير نفسك، إذن تغيير الفكر السلبي والتخلص منه هو من الأسس المهمة جدا لعلاج الإنسان.

ثانيا: أنت ذكرت أنك استعملت عدة أدوية ومضادات للاكتئاب، أحد المشاكل الرئسية التي تذهب فعالية الأدوية وتمنع نفعها، هو أن الإنسان قد لا يصبر على هذه الأدوية، أي لا يتناولها للمدة المطلوبة، وكذلك من الأخطاء الشائعة جدا أن الجرعة الصحيحة لا تعطى في بعض الأحيان.

هذه هي الأسباب والعوامل الرئيسية التي تؤدي إلى فشل العلاج الدوائي.

بالنسبة لك أخي الكريم: كما ذكرت لك أريدك أن تفتح صفحة جديدة تماما مع نفسك، كن متفائلا، عش الحياة بقوة، أنصحك بممارسة الرياضة فهي مفيدة جدا، وعليك أيضا بالصحبة الخيرة الطيبة التي تفيدك في أمور الدين والدنيا، وعليك أن تدير وقتك بفعالية، يجب أن يستثمر الوقت، هذا من أكبر الطرق التي يتم التخلص من الاكتئاب عن طريقها.

بالنسبة للعلاج الدوائي: (الدوجماتيل والفلوناكسول) هي من الأدوية البسيطة جدا لعلاج القلق، وما ذكرته من آثار جانبية هذا ليس صحيحا.

الفلوناكسول قد يؤدي إلى ارتعاش ونوع من التخشب البسيط، والذي وصفته أنت بعسر في الحركة، هذا إذا كانت الجرعات عالية، ثلاث إلى أربع مرات في اليوم، لكن بفضل الله تعالى حالات القلق تستجيب بنصف مليجرام مرتين أو ثلاثا في اليوم، هذه جرعة صغيرة جدا ولا تؤدي إلى أي آثار جانبية.

أما الدوجماتيل والذي يعرف باسم (سلبرايد) فهو لا يؤدي إلى أي نوع من الشعور بالتخشب، أو الارتعاش إلا إذا تعدت الجرعة ثلاثمائة مليجرام في اليوم، وهذه جرعة لا داعي لها ولست أنت في حاجة لها.

أخي الكريم: إذن أنا أنصحك بالآتي: أن تتناول أحد مضادات الاكتئاب الفعالة، وتضيف إليه (الفلوناكسول أو الدوجماتيل)، ومضاد الاكتئاب الذي أود أن أقترحه ما دام لديك القلق والتوتر هو العقار الذي يعرف تجاريا باسم (لسترال)، ويعرف أيضا تجاريا باسم (زولفت)، ويعرف علميا باسم (سيرترالين)، هو من الأدوية الممتازة جدا، لكن سوف يظل شرطنا الأساسي لنجاح العلاج.

الالتزام بالجرعة الصحيحة ومدة العلاج أيها الفاضل الكريم.

ابدأ السيرترالين بجرعة خمسين مليجراما - أي حبة واحدة - وبعد شهرين ارفع الجرعة إلى حبتين ليلا لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة - أي خمسين مليجراما - ليلا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول السيرترالين.

أما بالنسبة (للفلوناكسول) كدواء مساند تناوله بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة هي نصف مليجرام فقط، تناولها يوميا في الصباح لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم: هذا هو الذي أود أن أوجهه لك من نصائح، وأرجو أن تطمئن تماما، وأسأل الله لك العافية والشفاء، ولا تنظر نظرة سلبية للماضي أبدا، مهما كانت هذه المشاكل الأسرية، فقد انتهت الآن والحياة كلها مكابدة وجلد ومجاهدة.

نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات