أمي عصبية ولا تعرف كيف تتعامل معنا، ما الحل؟

0 668

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 24 عام، أبي توفى منذ 13 عام، وعشت أنا وأخواتي مع أمي وجدتي من أمي، ولكن أمي ترى أن واجبها تجاهنا أن توفر لنا المال والأكل ليس إلا، ونحن 3 بنات وشاب يعمل في الخارج الآن، أمي عصبية جدا لا تتحدث معنا إلا وينتهي الحوار إلى تشاجر وعلى أتفه الأسباب، أمي لا تشعر بنا في أي مشكلة وأمي دائمة الشك في الآخرين، ودائما تفترض افتراضات ليس لها أساس من الواقع، وأخر مشكلة معها كانت بسبب أنه تقدم شاب لخطبة أختي متدين وابن شخصية مشهورة في الدعوة الإسلامية في مصر وأختي تريد هذا الشاب والشاب متمسك بها جدا وهو على خلق ودين وعلى الرغم من أن أمي رفضته هو على اتصال بي بحكم أنني أختها الكبرى، ويقول لي حاولي أن تقنعي والدتك.

لكن أمي لا تسمع لي، وحاول الكثير من الأهل إقناعها وهي رافضة تماما، والشاب يقول لي أنا مصر لحين أن تقتنع والداتك وأنا وأختي تركنا المنزل وذهبنا مع جدتي إلى منزلها وعشنا معها لأننا باختصار لا نجد الراحة مع أمي، دائما البيت فيه شجار وعصبية على أتفه الأسباب، ومنهج أمي هو قول (لا) على أي شيء نطلبه وبسبب عصيبة أمي أصبت باكتئاب لمدة 4 سنوات وصاحب الاكتئاب وسواس قهري من الموت ولم يكن لأمي أي دور في محنتي لكنني بفضل الله شفيت على يد شيخ، باختصار أمي لا تعرف كيف تتعامل معنا.

أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أسأل الله أن يحفظك وان يبارك فيك وأن يحفظ عليك دينك وأهلك أجمعين.

لقد استمعت -أختي الكريمة- إلى معاناتك ومعاناة أختك معك، وأود قبل الإجابة عن السؤال أن أتحدث عن أمر أجده غائبا في سطور حديثك.

لقد تحدثت أختنا المباركة عن أم بنظرة سلبية، وقد يكون معك بعض الحق في طريقة التعامل، لكن أرجو أن تتذكري أنها ومنذ ثلاثة عشر سنة أوقفت عمرها عليكم وضحت بسعادتها من أجلكم وكان يمكن أن تتزوج وهو أمر شرعي لها، لكنها أوقفت عمرها لكم، ثم هي فوق ذلك الأم، والأم يا أختنا منبع لكل حنان وأمل، قد تخطئ في التقدير أو التعامل، لكنها لا تخطئ قط في محبتها لكم وحرصها عليكم، أود قبل كل شيء أن تعود النظرة إلي الأم المضحية الصابرة.

الأمر الثاني : لا بد يا أختنا من التفرقة بين المعاملة والأمومة، فالأولى محل جذب وأخذ، والثانية خط أحمر لا يجوز الاقتراب منها شرعا ولا عرفا.

أما ما ذكرت من موضوع أختك حفظك الله، فأرجو أن تتبعي عدة أساليب:

1- وسطي أحدا من الأقارب تثق فيهم أمك وتحترم آراءهم.

2- أشركي أخاك الذي في الخارج في الأمر، ولابد أن يكون له موقف إيجابي.

3- شافهي أمك بطريق ودية لا فوقية، واستمعي لها على ألا تردي، ولكن على أن تفهمي وجهة نظرها، وبعد الحديث امدحي وجهة نظرها قائلة : والله يا أمي وجهة نظرك في محلها وهذه الإشكاليات تستحق فعلا إلي أجوبة مطمئنة قبل أن تقدم أختي على الزواج، وبذلك تكوني نقلت الأمر من دائرة الرفض إلي دائرة الاحتمال، وبعد أن تزال الشبهات العالقة أتصور أن الأمر سيكون فيه خير كثير.

4- الابتعاد عن الأم يزيد المشاكل على المدى البعيد ولا يحلها، والاقتراب منها حتى مع الأذى المحتمل لون من ألوان الوفاء.

5- على أختنا أن تعلم وتوقن أن الأمور تسير بقدر الله، وأن المكتوب سينفذ وافق أو اعترض البشر.

6- اقتربي أكثر من والدتك وحاولي أن تفهميها، لا أن تفهميها فهذا سيكون معينا كبيرا على الاقتراب منها والتقاء وجهات النظر.

7- انصح أختي الكريمة أن تنصح أختها بالاستخارة وأن تنتظر من الله الفرج، وأن تكثر وأنت معها من الدعاء لهذه الأم أن يصلح أحوالها وأن يهدأ نفسيتها، وأن يرحمها كما ربتنا صغارا.

ونحن في إسلام ويب ندعو الله أن يوفقكما لكل خير.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات