كيف أتخلص من التوتر نفسي والتشتت؟

0 533

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.

نشكركم على الموقع الجميل، ونتمنى لكم المزيد، بالنسبة لي يا دكتور من قبل أربع سنوات جاءتني حالة نفسية غريبة، لا أدري ما هي، وهي عبارة عن توتر وأوهام، وتشتت في التفكير، بمعنى عندما أتعمق في التفكير والحديث مع النفس يصبح عندي تشتت ولخبطة، مما يضطرني إلى التوقف، وأتابع أي شيء ينسيني التفكير، والقلق يأتيني إذا فكرت في حالتي النفسية، وأحيانا تأتيني أفكار مثل أني ضعيف، أو أني مجوف وخفيف الجسم، وأحيانا عندما أركز في مشيتي أو حركاتي أرتبك، وهذا ليس دائما، وإنما إذا فكرت أو ركزت على نفسي وأوهمت نفسي أن لدي مرضا نفسيا، أما إذا تناسيت الموضوع وانشغلت بأي شيء آخر أكون في وضع طيب .

أعاني كذلك من تشويش ذهن ووساوس تافهة، هذا التشويش لا يزول إلا إذا جلست وتكلمت مع نفسي أحس أني أركز جيدا، ولكن هذا التركيز يصحبه مراقبة لنفسي، مما يضطرني إلى العيش في دوامة، إما أن أنسى الموضوع ولا أتحدث مع نفسي، وأعيش في تشتت وعدم تركيز وأفكار كثيرة ملخبطة، وإما أن أركز مع نفسي ويحدث توتر من مراقبتها .

ذهبت لعدة أطباء، ولكن كنت أذهب لهم بوهم نفسي أني لدي رهاب اجتماعي، وأحيانا أذهب لهم على أنه اكتئاب، وأحيانا قلق، أخذت أدوية ولكن لا أستمر عليها، لأني أخاف أن تزيد الحالة وتؤدي إلى ضعف جنسي، وأنا حاليا أتعالج من الضعف الجنسي، وأخذت حبة فافرين لمدة يوم، أحسست بعدها أني غير مركز، وصوتي تغير، وبي شيء من التوتر .

فهل يا دكتور أستمر على علاج الفافرين؟ أم أن حالتي بسيطة، ويمكن أن تذهب مع الوقت؟ علما بأني في كل سنة أتحسن أفضل من أول صدمة جاءتني من ارتباك وتوتر وتشتت أفكار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حيران حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لقد وصفت حالتك بصورة جيدة، والذي استنتجته واستنبطته مما ذكرته أنت، هو أنك تعاني من تداخل في أعراض معظمها تتمركز حول القلق والوساوس والمخاوف، ولذا تشعرك بهذا التشويش الكثير وضعف التركيز والشعور بالتغرب والتأكد من الذات، فالموضوع كله ينحصر فيما نسميه بالمخاوف الوسواسية، فهي نوع من القلق النفسي، وليست أكثر من ذلك.

أنا لا اعتقد أنك تعاني من رهاب اجتماعي، فالصورة الإكلينيكية التي وصفتها لا تدل على ذلك، لكن المخاوف التي لديك هي ذات طابع وسواسي، والعلاج أنا أتفق معك تماما أن الفافرين سيكون هو الدواء الأفضل بالنسبة لك، ولكن الدواء حتى تتحصل على فائدته التامة يجب أن تكون منتظما في تناول الجرعة العلاجية، لأن البناء الكيميائي يعتمد اعتمادا كليا على مدى انتظام الإنسان في تناول الدواء في وقته وبجرعته المعلومة.

جرعة الفافرين المطلوبة في حالتك هي (100) مليجرام في اليوم وإذا كنت تتناول الآن (50) مليجرام أرجو أن ترفعها إلى (100) مليجرام يوميا تناولها ليلا بعد الأكل، هذا هو الأفضل، ولابد أن تستمر على هذه الجرعة لمدة تسعة أشهر على الأقل، وبعد ذلك خفضها إلى (50) مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، وبعد ذلك توقف عن تناول الدواء، وبجانب الفافرين هنالك دواء مدعم دواء طيب ودواء جيد يعرف باسم ( سوركويل Seroquel ) والاسم العلمي ( هو كواتيبين Quetiapine ) تناوله بجرعة (25) مليجرام ليلا لمدة ستة أشهر ثم تتوقف عن تناوله، ويتميز الكواتبين بأنه مزيل للقلق ومحسن للمزاج ويحسن النوم ويحسن التركيز أيضا، وآثاره الجانبية قليلة جدا، وأنصحك مرة أخرى بالانتظام على هذه الأدوية التي وصفتها لك، وهي أدوية غير إدمانية وغير تعودية، ولها ميزات علاجية ممتازة كما ذكرت لك.

أيها الفاضل الكريم: بجانب تناول الدواء أرجو أن تمارس الرياضة، واتضح الآن أنها مفيدة جدا للإنسان، وهي تجدد الطاقات النفسية والجسدية، وكذلك تساعد على حركة إيجابية جدا للمواد الكيمائية داخل الجسم، فكن حريصا على ذلك، وأنصحك أيضا بأخذ قسط كاف من الراحة، والنوم الليلي دائما هو الأفضل، لأن عمليات ترميمية للدماغ تتم أثناء النوم الليلي، وهذا بالطبع ينعكس على الإنسان في إن التركيز سوف يتحسن كثيرا.

أخي الكريم: تلاوة القرآن بتدبر وتمعن تزيل - إن شاء الله - التشويش وضعف التركيز، وتحسن المقدرات الاستيعابية للإنسان، فكن حريصا على قراءة القرآن، وبجانب ذلك أرجو أن تركز على عملك وتطور من نفسك في هذا السياق، وأنا مطمئن تماما أن أحوالك - إن شاء الله - سوف تكون على خير.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات