السؤال
تقدمت لأستاذة تعمل معي في المدرسة، أخلاقها عالية ودينها ممتاز، وهذا ما جعلني أتقدم لها في البداية، لأنني أبحث عن امرأة ذات دين وخلق، المشكلة أنني بعد شهرين أصبحت لا تثيرني؛ لأن جسمها نحيف، وكلما مرت بقربي فتاة أقول (يا ندامة هل بعد الزواج سأعيش في هذا العذاب؟) أي أن زوجتي لا تثيرني.
أفيدوني جزاكم الله خيرا، هل هذه مجرد هواجس من الشيطان، أم هي أشياء حقيقية سأعاني منها بعد الزواج؟ وهل أستمر في خطبتي أم أتراجع؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هليل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يوفقك إلى كل خير، وأن ييسر لك كل عسير ، ونحن في إسلام ويب سعداء بتواصلك معنا.
وبخصوص سؤالك أود التركيز معك على عدة نقاط :
1- لقد رأيت خطيبتك، وكانت تثيرك إلى ما بعد شهرين من الخطبة، وهذا يدل على أنها كانت مثيرة لك وطرأ عليك طارئ فانتبه.
2- القول بالنحافة ليس طارئا عليها، بل أنت رأيتها كذلك وأعجبت، وهي كذلك.
3- أتصور أن هناك أحد أمرين تغيرت وجهتك لخطيبتك على أثرها:
أ- أن يكون قلبك تعلق بغيرها، أو تعلق بما ليس فيها هو عند غيرها أمر مميز، كالبدانة مثلا، وساعتها لابد أن تنتبه إلى أن المرأة تقاس بمجموعها، لا ببعض صفاتها، فالبدينة غير المتدينة قد تكون مثيرة، لكن الحياة لا تستقيم بعدها، والمتدينة البدينة المتعجرفة قد تكون مثيرة من وجه والحياة معها خراب من وجه آخر، لذلك عليك أن تقيس مجموع ما عند الخطيبة من خير، وأن تدعو الله أن يؤلف بين قلبيكما ، فهذا أفضل من ظلمها بعد أن تعلقت بك.
ب- أن تكون هناك هواجس شيطانية ، سيما والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الشيطان يفرك بين الزوج وزوجته، أي يقبح الزوج للزوجة والعكس، ليفسد عليهما الزواج الشرعي
4- أتمنى عليك أن تخلو بربك وأن تصلي لله ركعتين، وأن لا تظلم هذه الأخت معك، فإن شعرت أنك لا شك ظالمها فلا زلت في أول الطريق، والباب أمامك مفتوح لتتزوج من تثيرك سيما وأنت لم تعقد بعد.
ختاما أخي الكريم:
وازن بين الأمور واصبر على مخطوبتك، فإن وجدت من نفسك ارتياحا لها فاستمر وإلا فأنت في بداية الطريق لك أن تفسخ الخطبة وبشكل مناسب، وتخطب من ترتاح لها بدون تعجل؛ حتى لا تقع في نفس هذه المشكلة.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.