السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
لدي حالتان إخواني الأفاضل, وجزاكم الله خيرا على مجهوداتكم العظيمة.
أولا: أنا أعاني من ألم في أعلى البطن، يصحبه شعور بالغثيان عند ممارسة الرياضة، سواء بشكل قوي جدا أو خفيف، مع العلم أن هذه الأعراض ظهرت مؤخرا منذ حوالي أربع سنوات, ويخف الألم عند استمراري بالتمارين لما لا يقل عن مدة أسبوع بشكل متواصل، ولابد من تحمل الألم الناتج عنها, وأصبح هذا هو السبب الرئيسي في عدم تأديتي للتمارين؛ لأنه يصحبها غثيان، ولابد أن أضغط على بطني بشكل قوي ليخف أو أستلقي على ظهري وآخذ قسطا من الراحة.
ذهبت إلى الطبيب وأعطاني أدوية لجرثومة المعدة, ولكنها لم تفد، فلا تزال هذه الأعراض تأتيني، أيضا أنا لاعب كاراتيه وأمارس هذه الرياضة منذ حوالي 12 سنة، ولم تواجهني هذه المشاكل إلا في الآونة الأخيرة.
سؤالي: هل هناك أعراض مثل الألم بأعلى البطن تواجه الرياضيين، والتي قد تؤثر على الشخص أثناء أدائه التمارين الرياضية؟ وهل هناك من علاج لها أم أتجه للطب بالرقية وغيرها؟
ثانيا: إذا اتضحت الرؤية في السؤال الأول, فالسؤال الثاني مرتبط به لحد ما، ففي نفس فترة آلام البطن كانت يصحبها احمرار في الجلد مع بثور حمراء صغيرة تأتيني على شكل حكة عند البدء بممارسة التمارين الرياضة، وقد بدأت هذه المشكلة أثناء أدائي للتمارين، بحيث أنني لا أستطيع احتمال شعوري بالضيق وانقطاع التنفس، وتزداد هذه الحساسية عند الانفعال, فحينما أنفعل أو هناك شيء يضايقني تأتيني هذه الحساسية، كما لاحظت أن قلة الهواء في المكان المعني يؤدي لهذه الحالة.
أرجو إفادتي، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بالنسبة لسؤالك عن آلام البطن أثناء التمارين، فكما تعلم فإن التمارين الرياضية لا تترافق مع ألم عادة، وفي حال ترافق التمارين الرياضية مع آلام في البطن فإن منشأ هذه الآلام إما أن يكون الجهاز الهضمي، أو عضلات البطن نفسها، فإن كان السبب من الجهاز الهضمي فتكون هناك أعراض أخرى مثل الغثيان والتجشؤ والانتفاخ، وأنت تقول أنك تشعر بالغثيان.
الدم أثناء التمارين الرياضية يتم تحويله من الأعضاء - ومنها الجهاز الهضمي - إلى العضلات أثناء التمارين، لأنه تتطلب الكثير من التروية الدموية، وهذا يؤدي إلى تحويل الدم من المعدة إلى العضلات، وبالتالي فإن هذا يؤخر هضم الطعام الذي في المعدة، مسببا الإحساس بالتلبك أو الألم في المعدة، ففي مثل هذه الحالة عليك بعدم تناول وجبات كبيرة قبل ساعتين من التمارين، وتكتفي بوجبة خفيفة قبل نصف ساعة من التمارين.
قد يكون السبب أيضا نقص السوائل، لذا يفضل تناول السوائل الكافية، فعليك بتناول كوب من الماء قبل التمارين، ونصف كوب كل ربع ساعة من التمارين.
أما آلام البطن الناجمة عن عضلات البطن ويكون الألم في جدار البطن نفسه ويزداد مع الحركة، وكلما أجريت التمارين فإن الألم يزداد، ويكون هناك ألم عند تلمس عضلات البطن، لذا يجب أن يبتعد الإنسان عن التمارين حتى يخف الألم تماما، ثم يعود تدريجيا إلى التمارين التي تتطلب عضلات البطن.
أما السؤال الثاني، فإن كانت هذه الأعراض تظهر مع التمارين، فهناك ما يسمى (exercise induced urticaria) وهي حالة تحسسية تسمى الارتكاريا أو الشرى المتعلق بالتمارين الرياضة، وقد يكون له علاقة مع التعرق وتترافق مع الطفح الجلدي مثل الحكة وألم المعدة وضيق التنفس، والإحساس بالاختناق، وأحيانا الصداع واحمرار الجلد، وفي حال ظهور هذه الأعراض يجب التوقف عن التمارين، وفي معظم الأحوال تتحسن الأعراض خلال 5 دقائق، إلا أنه في بعض الحالات قد تستمر لفترة 15-20 دقيقة.
لذا يفضل مراجعة طبيب الجلدية، وعلى الأكثر سيصف لك أحد مضادات الهيستامين.
والله الموفق.