السؤال
أنا طالبة بالمرحلة الثانوية، كنت طالبة متفوقة وفجأة تغير حالي ولا أجد سببا مقنعا لذلك، أصبحت أكره الدراسة وأشعر بالضيق وأبكي كل ساعة، لا أعلم ما الذي جرى لي، كنت محافظة على الصلاة والآن أصبحت لا أتقنها مثل ما أمرت بها، أريد معرفة أسباب الضيقة والحزن والهم والنفور من الدراسة، مع أنني كنت طالبة مهتمة.
فما العلاج لذلك؟ ساعدوني الله يحفظكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
أهلا بك في موقعك موقع إسلام ويب ونحن سعداء بتواصلك معنا ونسأل الله أن يحفظك وأن يبارك في عمرك وأن ييسر لك كل عسير.
في الحقيقة أختنا الجواب في سؤالك وقد أجبت بنفسك على نفسك، الإنسان المتدين يا أختنا – وأحسبك كذلك - لا يجد سعادته إلا في طاعة الله ومرضاته، ولا يأنس إلا بذكر ربه "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" والإنسان بطبيعته البشرية قد تعتريه من عوامل النقص ما يصرفه عن الطاعة قليلا فيفقد بذلك بعض لذتها ، وينبغي عليه إذا وجد ضيقا من نفسه أن يبادر إلي ربه مقبلا عليه لا مدبرا عنه راجيا رحمته لا مستمطرا غضبه .
وأنت في مثل هذا السن وهذه الفترة غالبا ما يحدث للإنسان فيها بعض التحولات، والتي قد تصرفه أو تجعل منه إنسانا يسرح كثيرا أو يشرد ذهنه، وهذا يصرف المرء عن الجد والاجتهاد فيقل مستواه
وأريد أن أعطي أختنا المباركة عددا من التوجيهات والنصائح نسأل الله أن تكون مفيدة .
أولا: أرجو منك بعد أن تقرأي الإجابة أن تتوجهي إلي الله وحدك وأنت تناجيه بقلب صادق ويقين جازم بأن يوفقك لكل خير وأن يهيئ لك أسباب الفوز، فلا معين للعبد إلا الله، والشكوى تكون له سبحانه كما قال نبي الله يعقوب - عليه الصلاة والسلام - : {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله }. وكما قال نبي الله أيوب – عليه الصلاة والسلام -: {رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين}. فاللجوء أولا إليه والتوكل من العبد عليه . ولقد علمنا النبي صلى الله عليم وسلم دعاء عظيما كرريه باستمرار قولي : "اللهم إني أمتك بنت عبدك بنت أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي" إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا. فقالوا: يا رسول الله أفلا نتعلمهن؟ قال: بلى ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن)
ثانيا: ليكن شعارك في قابل ما أنت مقدمة عليه قول الله تعالى {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
ثالثا : أريد منك أن تحافظي على أذكار الصباح والمساء تمسكي بها فهي حرز بإذن الله من مصائب شتى، وإن استطعت أن تقرأي سورة البقرة كل ليلة فبها ونعمت وإلا فاستمعي إليه عبر المذياع أو الشريط أو السي دي.
رابعا : الناس أمام المصائب قسمان : قسم يرمي عجزه على القضاء والقدر لسان حاله لو قدر الله لي الخير حصلت عليه بلا تعب، وهؤلاء مخطئون، وقسم آخر يعتقد أنه قضاء الله الذي لا يرد وقدره الذي لا يدفع ، فيجتهد ويبذل قصار جهده ولا يتخاذل ويستعين بالله ويلجأ إليه ، ولا يعلق خطأه على غيره ولا على غيب لا يعرف عنه شيئا .
خامسا : أريد منك أن تجلسي في لحظة صفاء وتتذكري هل أحدثت من المعاصي ذنبا أضر بك ، وإن كان فتوبي منه وما أحد مبرء من الذنوب، فإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه كما قال النبي، والعلم لون من ألوان الرزق.
سادسا : اجعلي ثقتك بالله كبيرة واستعيني بالله وعليك، وقوي في الليل وخاصة في الثلث الأخير منه بركعتين مناجاة بينك وبين الله، ناجيه بكل ما في خلدك واقبلي عليه واعلمي أنه سبحانه يفرح بعودة العباد إليه، واجعلي سجودك خليط بين الثناء عليه والدعاء بما شئت من مطالب الدنيا والآخرة، ونحن على يقين من أن حالك إن شاء الله سيتغير وتعودي إلي أفضل مما كنت عليه.
وفقك الله أختنا وبارك فيك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.