السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
آسف على كثرة الأسئلة, ولكن مشكلتنا في هذه المدينة عدم وجود أطباء بالمستوى المطلوب, ولكم جزيل الشكر.
بعد استشارة (4) أطباء مختصين ما زالت النقاط السوداء التي تأتي فجأة لثوان معدودة وتختفي كل فترة, والوميض عند فتح العين وفي الليل, والغشاوة حول الأضواء البعيدة موجودة, والمشكلة أن الأطباء الأربعة أكدوا لي أكثر من مرة بأنني سليم، حتى أن الطبيب الرابع شك بأن المشكلة نفسية.
عند الفحص والكشف السريري عند الطبيب الرابع قال لي بأن لدي تشنجا عضليا في عضلات الوجه الناتج من مفصل الفك؛ مما سبب لي هذا, أما النقاط فقال لي بأنها من الخلط الزجاجي, ولكنه لم يستطع تحديد سبب النقاط السوداء التي تأتي وتختفي كل فترة، أو حتى سبب الدائرة السوداء الشفافة المائلة إلى السواد التي تظهر عند النظر الحاد إلى اليمين أو اليسار.
مع العلم أنني لا أتعاطي أي دواء كان, فأرجو التوضيح، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نور الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بداية يجب على المرء أن يرضى بما قسمه الله له, وأن يتوكل في كل أموره على الله.
أخي العزيز: من كل ما ذكرته يتضح أن عينيك سليمتان وليس بهما شيء، وأن ما تحس به أو يتراءى لك فإن علاجه بيديك ومنك، فعلى الأرجح أن كل ذلك أوهام, وعلاجه أن تطرد تلك الخيالات والأوهام؛ وذلك باتكالك على الله, والرجوع إليه في كل شيء.
ولا مانع لزيادة الاطمئنان من مراجعة طبيب نفسي, وهذا ليس عيبا في وقتنا الحاضر.
انتهت إجابة إجابة الدكتور/ عبد الله شحادة، ويليها إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم (الطبيب النفسي).
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أولا أود أن أؤكد لك أننا قد أخذنا شكواك على محمل الجد، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، فمن محتوى الشكوى، ومما ذكره الأخ الدكتور عبد الله شحادة، أصبحت أنا على يقين تام أن هذه الحالة هي حالة نفسية بسيطة، وهي لا تدل على وجود مرض نفسي، ولكن يظهر أن حالة من القلق النفسي أدت إلى شيء من الوساوس جعلتك تحس بهذه الأعراض، وربما يكون الأمر قد بدأ بنوع من الالتهاب في العين أو أنك قرأت شيئا عن أمراض العيون أو سمعت قصصا حول طب العيون أو شيئا من هذا القبيل، ربما لا تكون أنت الآن في وضع تتذكر مثل هذه الأحداث، لكن يعرف أن مثل هذا القلق الوسواسي دائما يكون منشؤه تجربة أو خبرة سالبة حول شيء معين، وبعد ذلك تتكون لدى الإنسان هذه الأفكار القلقية الوسواسية.
من أفضل أنواع العلاج هو التجاهل، والتجاهل يتأتى بأن تشغل نفسك بما هو أفيد من إصرار على استثمار الوقت استثمارا صحيحا، ركز على دراستك، ومارس الرياضة، وكذلك من الضروري جدا أن تنظر نظرة إيجابية لنفسك، وأن لا تترك للفراغ أي مجال ليشغلك، فالحمد لله تعالى أنت في بدايات الشباب، وهذه مرحلة تتصف بالطاقات النفسية والجسدية، فعليك أن تستفيد منها تماما، ولا تشغل نفسك أبدا بهذه الأعراض.
أيها الفاضل الكريم: حتى نتأكد أن هذه الأعراض سوف تنتهي أود أن أصف لك أحد الأدوية الممتازة جدا التي تعالج القلق الوسواسي، وتساعدك - إن شاء الله - كثيرا، الدواء يعرف باسم (بروزاك Prozac)، والاسم العلمي هو (فلوكستينFluoxetine) والجرعة التي تتناولها هي كبسولة واحدة بعد الأكل لمدة ستة أشهر، ويجب أن يكون هنالك التزام تام بجرعة الدواء وللمدة التي حددت؛ لأن هذا هو العامل الرئيسي بعد توفيق الله تعالى، والذي يؤدي إلى نجاح العلاج والاستفادة منه.
حالتك بسيطة جدا كما ذكرت لك، وإن شاء الله تعالى باتباعك لما ذكرناه تختفي تماما.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.